أبو ظبي - واس : وقعت مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة وشركة أبو ظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، بمبنى المعمورة في العاصمة الإماراتية أبو ظبي اليوم، اتفاقية إطارية للتعاون الاستراتيجي.



ووقع عن الجانب السعودي معالي رئيس مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة الدكتور هاشم بن عبد الله يماني، فيما وقع عن الجانب الإماراتي معالي وزير الدولة رئيس مجلس إدارة شركة أبو ظبي لطاقة المستقبل "مصدر" الدكتور سلطان أحمد الجابر.

وتهدف الاتفاقية إلى دراسة فرص التعاون في الأبحاث والتطوير المشترك في مشروعات الطاقة المتجددة وتوليد الكهرباء النظيفة، كما تدعو الاتفاقية إلى إنشاء لجنةٍ توجيهية تضم أعضاء من الجانبين لدراسة وتقييم جدوى كل مجال من مجالات التعاون المحتملة وإعداد التوصيات المناسبة بشأنها.

وأوضح معالي الدكتور يماني بهذه المناسبة، أن مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة تهدف من وراء هذه الاتفاقية إلى بناء قطاع جديد لتسهم في تنويع مصادر الطاقة في المملكة العربية السعودية، متطلعا إلى تسهم في تسريع انتشار مشاريع وحلول الطاقة المتجددة في منطقة الخليج ومختلف أنحاء العالم، لاسيما بعد أن أثبتت الطاقة المتجددة جدواها التجارية.

من جانبه ، قال معالي الدكتور الجابر: "يسرنا إبرام هذه الاتفاقية بين مصدر ومدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة حيث كنا على تواصل خلال الفترة الماضية وجرى تبادل العديد من الزيارات التي لمسنا خلالها تقارباً كبيراً في الأهداف التي نسعى لتحقيقها، كما أن هذا التقارب ينبع من امتلاكنا لرؤيةٍ مشتركة نابعة من الرؤية السديدة للقيادة الرشيدة في بلدينا الشقيقين، والهادفة إلى بناء مستقبل مستدام لأجيال الغد". مشيراً إلى أن هذه الاتفاقية اليوم تأتي لتضع إطارٍ رسمي يحدد أوجه التعاون المحتملة بما يسهم في تحقيق أهدافنا، منوهاً ببناء علاقة تكاملية بين مصدر ومدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة بما يقدمُ نموذجاً تحتذي به بلدان مجلس التعاون لدول الخليج العربية للتعاون في مجال الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة.



ولفت إلى أن هناك الكثير من مجالات التعاون بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في مجال الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة، حيث يمتلك البلدان الشقيقان الكثير من العوامل المشتركة بجانب كونهما من كبار مزودي الطاقة للعالم، ويسعيان إلى تعزيز هذه المكانة مع العمل في الوقت ذاته على مواكبة تنامي الطلب المحلي على الطاقة الذي يأتي نتيجة النهضة الاقتصادية والاجتماعية والنمو السكاني الكبير، وضرورة توفير موارد إضافية من الطاقة لتحلية المياه، عاداً الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة السبيل الأمثل لمواكبة هذا النمو والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة، وأن التعاون مع مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة سيسهم في تحقيق أهدافنا المشتركة.

وتشمل مجالات التعاون المحتملة، العمل المباشر بين الطرفين في التطوير المشترك لمشروعات الطاقة المتجددة وتوليد الكهرباء وتحلية المياه، وفرص التطوير المشترك في قطاع التقنيات ذات الصلة بقطاع الطاقة المتجددة، علاوة على التعاون في مجال الأبحاث والتطوير والتكنولوجيا المتقدمة، بما في ذلك الطاقة الشمسية والرياح وإدارة المياه.

وسيبحث الطرفان مجالات التعاون المحتملة للتطوير المستقبلي للتخطيط العمراني من خلال الخبرات المكتسبة من تطوير مدينة مصدر، والتي تتضمن استخدام مواد البناء الخضراء للمدن المستدامة، وتطبيق أفضل الممارسات العالمية، فضلا عن إجراء دراسة إمكانية تبادل الخبرات في مجالات التعليم والتوعية بالاستدامة.

يشار إلى أنه تم تأسيس مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة في عام 2010م بهدف مساهمة الطاقة الذرية والطاقة المتجددة في تنويع واستدامة مصادر الطاقة لتوليد الكهرباء وتحلية المياه في المملكة العربية السعودية بالاعتماد على العلوم والأبحاث والصناعات المتقدمة، وبما يسهم في الحفاظ على موارد النفط والغاز وإطالة أمد استثمارها لتستفيد منها أجيال المستقبل.

وقد نفذت المدينة عدد من المبادرات كان أبرزها مشروع قياس مصادر الطاقة المتجددة (أطلس) وتقييم مصادر الطاقة المتجددة (الطاقة الشمسية، طاقة الرياح، طاقة تحويل النفايات و طاقة باطن الأرض)، والذي يتكون من 74 محطة لقياس الإسقاط الشمسي العامودي والمنتشر والكلي، وكذلك 40 محطة لقياس سرعة واتجاه الرياح على ارتفاعات تصل إلى 100 متر موزعة بشكل دقيق ومدروس على مختلف مناطق المملكة، وذلك لبناء قاعدة بيانات يستفيد منها القائمون على تنفيذ مشروعات الطاقة المتجددة كافة في مجال الكهرباء وتحلية المياه وفي النواحي البحثية.



كما أطلقت المدينة مبادرة (معرض مشكاة التفاعلي للطاقة الذرية والمتجددة) الذي يمثل انطلاقة حقيقة وشيقة لتوعية المجتمع فيما يخص الطاقة الذرية والمتجددة، وذلك باحتوائه على عدد من المعروضات العلمية التفاعلية الميكانيكية والرقمية التي تشجع الزائر على التفاعل معها مباشرة، والتزود بالمعلومات المفيدة حول الطاقة الذرية والمتجددة وكيفية الاستفادة من تطبيقاتها في حياتنا، إلى جانب تضمنه عددا من القاعات التعليمية التي توفر بيئة مناسبة لتقديم برامج علمية هادفة وقاعات أخرى للعروض وملتقى للتحاور.

في حين تعد شركة أبو ظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، مبادرة أبو ظبي للطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة، حيث تم تأسيسها في عام 2006م من خلال "شركة مبادلة للتنمية"، التي تركز على أن تحقق مشاريعها فوائد للمجتمع إلى جانب الجدوى الاقتصادية.

وتسعى "مصدر" للمساهمة في تنويع مصادر الدخل والانتقال إلى الاقتصاد القائم على المعرفة، والمساهمة في بناء مزيج متنوع من مصادر الطاقة من خلال بناء القدرات في قطاع الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة وتطوير وتطبيق الحلول والمشاريع من خلال منهجية متكاملة تغطي مختلف جوانب ومراحل سلسلة القيمة في القطاع.

كما يعد معهد مصدر للعلوم والتتقنيات أول جامعة للدراسات العليا على مستوى المنطقة قائمة على الأبحاث والتطوير في مجال الطاقة المتقدمة والاستدامة، إذ جاء تأسيسه ليكون بمثابة نواة لمبادرة "مصدر".

وتقوم "مصدر" بتنفيذ مجموعة من مشاريع توليد الطاقة النظيفة، وخفض انبعاثات الكربون في دولة الإمارات العربية المتحدة والخارج بالاعتماد على مختلف المصادر بما فيها الطاقة الشمسية -بنوعيها الكهروضوئية و الحرارية- وطاقة الرياح، حيث تم في مارس 2013م افتتاح محطة (شمس1) للطاقة الشمسية المركزة في أبو ظبي بقدرة إنتاجية تبلغ 100 ميجاواط، علاوة على مشاركتها في محطة مصفوفة لندن بالمملكة المتحدة لطاقة الرياح البحرية التي تصل طاقتها الإنتاجية إلى 630 ميجاواط، وكذلك مشاركتها في مجموعة من محطات الطاقة الشمسية المركزة باسبانيا بما فيها محطة (خيما سولار) بـ 20 ميجاواط، و (فالي1) و (فالي2) بطاقة إنتاجية تصل إلى 50 ميجاواط لكل منهما، بالإضافة إلى استثمارها في شركات التقنيات النظيفة من خلال صندوقين تصل قيمتهما إلى 540 مليون دولار.

وتعمل "مصدر" على بناء واحدة من أكثر المدن استدامة في العالم في أبو ظبي، لتوفر منصة تستضيف الشركات المتخصصة بالقطاع وتسهل التطبيق العملي وإجراء الاختبارات على أحدث التقنيات النظيفة. كما قام العديد من كبرى الشركات العالمية بافتتاح مقرات وفروع لها في مدينة "مصدر" من أبرزها "سيمنز" و "جنرال إلكتريك" و "منظمة المعهد العالمي للنمو الأخضر".