أشواق بندر - الشرق الأوسط : ابتكرت طالبة سعودية برنامجا تقنيا لتحديد مدة تعرض الأفراد لأشعة الشمس، لتعويض نقص فيتامين «د» في أجسامهم دون الإضرار بها، في وقت يؤكد فيه إخصائيو تغذية وأطباء ارتفاع نسبة الإصابة بنقص فيتامين «د» في السعودية لأكثر من 90 في المائة من مجموع السكان.


مشاركون بالوفد السعودي في معرض «تايبيه» للاختراعات في العاصمة التايوانية - سبتمبر «الشرق الأوسط»

وقالت أحلام خوجة، وهي مبتكرة البرنامج، لـ«الشرق الأوسط» إن نقص فيتامين «د» ليس مشكلة متعلقة بالسعودية أو منطقة محددة فيها وحسب، بل هي معضلة عالمية تواجه سكان المناطق القريبة من خط الاستواء المشمسة طوال العام تقريبا، حيث لا يخرج الكثير من سكانها أوقات النهار لتخوفهم من الإصابة بسرطان الجلد، أحد أكثر أنواع السرطانات انتشارا في العالم، بينما يكثر نقص فيتامين «د» في الشتاء لغياب أشعة الشمس في المناطق البعيدة عن خط الاستواء.

وتضيف أحلام: «إن فكرة البرنامج بدأت بملاحظتي نقص فيتامين (د) في المجتمع المحيط بي شخصيا، وبعد البحث في هذا الموضوع وجدت أننا في السعودية لا نواجه مشكلة غياب الشمس، ولا نحتاج إلى قضاء الكثير من الوقت للحصول على كمية مناسبة يوميا لتعويض نقص الجسم من هذا الفيتامين».

ولفتت إلى أن «فكرة البرنامج أو التطبيق ترتكز على تعبئة المستخدم استبيان تقدير نسبة فيتامين (د) في الدم، وبناء على أجوبة المستخدم يقدر البرنامج حسابيا الجرعة اليومية المحددة للتعرض للشمس، والمقدرة بنصف الوقت الذي يؤدي إلى بداية احمرار الجلد من أشعة الشمس، ولمدة شهر، ويدخل المستخدم بياناته الشخصية، كالعمر والطول والوزن ولون الجلد، وبيانات مكانية وزمانية للمنطقة التي يقطن فيها، وتقدر مدة تعرضه للشمس تبعا لاختلافات فصول السنة وحالة الطقس وتركز أشعتها من مكان إلى آخر».

وتستطرد أحلام خوجة في شرح فكرة التطبيق: «يقدم البرنامج تقديرا بوحدة (إس إي دي)، وهي اختصار للمصطلح (Standard erythema dose)، ويشير إلى نصف الوقت الذي يؤدي إلى بداية احمرار الجلد بسبب أشعة الشمس، وبنهاية الشهر يقدم البرنامج، بناء على مرات التعرض في ذلك الشهر، تقديرا لنسبة فيتامين (د) الجديدة».

وحصدت خوجة الميدالية البرونزية، إبان مشاركتها ضمن الوفد السعودي المشارك في معرض تايبي الدولي للاختراعات بدعم من مؤسسة الملك عبد العزيز للموهبة والإبداع (موهبة)، الذي أقيم في نهاية شهر سبتمبر (أيلول) الماضي بالعاصمة التايوانية، بفريق مكون من ثمانية طلاب وخمس طالبات، تنافسوا بعشرة ابتكارات محلية بمختلف المجالات العلمية، في سعي نحو التعريف بقدرات وإمكانات المبتكرين السعوديين، والاستفادة من التجمعات العالمية في عرض الاختراعات وتسويقها، إلى جانب رفع مستوى ثقافة المخترعين السعوديين في مجال الإبداع والابتكار.

وترى أحلام خوجة أن الفوز بالميدالية يمثل حافزا لتطوير البرنامج وتجريبه بشكل رسمي في السعودية، والبدء في البحث والابتكار لمشروعات جديدة.

ومما يجدر ذكره أن لنقص فيتامين «د» آثاره السلبية على الصحة في السعودية، لارتباطه بالإصابة بأمراض شائعة كهشاشة العظام والسمنة وارتفاع ضغط الدم، وتصلب أوعية الدم، وأمراض القلب، ونقص مستويات الهرمونات والمناعة، إلى جانب ارتباطه بالإصابة بالسكري على المدى البعيد، وتتلخص أسبابه في نقص التعرض لأشعة الشمس يوميا، وارتباطه بالعادات الغذائية اليومية لكل فرد، والبعد عن ممارسة الرياضة بشكل منتظم.