خلال فترة شهر رمضان الماضي من العام الجاري 2013, وبسبب تراجع أسعاره بما يقرب من نحو نسبة 30% كاملة أي ما يقترب من ثلث متوسط أسعاره خلال فترة الشهور القليلة الماضية, سجلت أسواق الذهب في المملكة العربية السعودية ارتفاعا ملحوظا وكبيرا في عملية بيع المعدن النفيس (الذهب) وإقبال العملاء على شرائه بنسبة زادت عن ال40% كاملة, وهي نسبة قياسية بكل ما تحمله الكلمة من معنى.



فقد أكدت أحدث الإحصاءات والدراسات الرسمية الفنية المتخصصة الصادرة مؤخرا عن اللجنة الوطنية للذهب والأحجار الكريمة في المملكة العربية السعودية أن مبيعات المعدن النفيس قد شهدت زيادة ملحوظة خلال فترة شهر رمضان المبارك الأخيرة, ومع دخول فترة أيام عيد الفكر المبارك التي انتهت مؤخرا, فإن المعدن الأصفر النفيس قد وصل فعليا لذروة مبيعاته, وهو الأمر الذي دفع بالفعل السادة تجار الذهب لفتح أبواب متاجرهم أمام العملاء والزبائن خلال فترة العطلة الرسمية المواكبة لعيد الفطر المبارك في محاولة فعلية منهم لاستغلال الإقبال الرهيب على المعدن في أسواق المملكة العربية السعودية.

وفي تقريرها الحديث أكدت اللجنة الوطنية للذهب والأحجار الكريمة في المملكة العربية السعودية أن ما دفع لعملية التهافت على شراء الذهب في السعودية هي عملية الهبوط الكبيرة في أسعاره خلال الآونة الأخيرة, فقد سجلت أسعار الذهب فعليا هبوط كبير تقدر نسبته بنحو 30% كاملة عن متوسطات أسعار العام الماضي 2012, وذلك بالمقارنة على أساس سنوي مع معدلات نفس الفترة ولكن من العام الجاري 2013.

ومع ما شهدته الأسواق من هبوط في الأسعار, فقد تجاهل العديد من التجار في المملكة العربية السعودية التعامل مع الجماهير بالأسعار الجديدة المتدنية, فقد رفضوا الاعتراف بالأمر تماما, وتجاهلوا أسعار الشاشة الرسمية المحددة لسعر البيع للجمهور, وتعاملوا بالأسعار القديمة قبل الهبوط, وهو ما دفع اللجنة الوطنية السعودية للذهب والأحجار الكريمة لإصدار تحذير شديد اللهجة لهؤلاء التجار. وفي الوقت نفسه فقد دعت اللجنة الوطنية العملاء من المواطنين أو المقيمين أو حتى الزائرين للملكة العربية السعودية إلى ضرورة تثقيف أنفسهم حول الأسعار الحقيقية المحدثة دائما للمعدن الأصفر النفيس, وذلك كي لا يقعوا فريسة لأي من التجار الجشعين أو الغشاشين.

وبينما توقعت اللجنة الوطنية السعودية للذهب والأحجار الكريمة مواصلة الذهب لرحلة الهبوط في الأسعار, وذلك إلى الحد الذي سيسجل فيه 140 ريال سعودي فقط للجرام الواحد من عيار 21 و120 ريال سعودي للجرام الواحد من عيار 18 على مدار فترة الخمسة أشهر المقبلة, فقد تباينت توقعات تجار الذهب أنفسهم ما بين مؤيدين لتوقعات اللجنة الوطنية السعودية وأن الذهب سيتراجع لنحو 1000 دولار فقط للأوقية خلال عدة سنوات قليلة مقبلة, وما بين رافض لتلك التوقعات مؤكدين أن الذهب سيعوض خسائره يوما ما حتى لو على المدى البعيد.