الرياض - واس : يفتتح معالي أمين منطقة الرياض المهندس عبدالله بن عبدالرحمن المقبل الأحد القادم فعاليات الدورة التدريبية التي تنظمها المؤسسة التعليمية للأنفاق والمنشآت تحت الأرض بالتعاون مع أمانة منطقة الرياض على مدى يومين تحت عنوان "حفر الأنفاق في الحجر الجيري" في قصر طويق بمدينة الرياض.



وتهدف الدورة إلى تدريب المشاركين والجيولوجيين والمختصين في تصميم وتنفيذ الأنفاق, وإطلاعهم على المفاهيم العامة لتصميم وتنفيذ الأنفاق والمنشآت تحت الأرض, وبخاصة في الحجر الجيري .

ويشارك في الدورة خبراء من المؤسسة التعليمية للأنفاق والمنشآت تحت الأرض في حفر الأنفاق, ومختصون من أمانة منطقة الرياض, والهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض, ومركز المشروعات والتخطيط بالهيئة, ووزارة النقل والمرور والمكاتب الاستشارية والشركات المعنية بهذا المجال .

مما يذكر أن أمانة منطقة الرياض سبق أن نظمت أربع دورات متخصصة في مجال الأنفاق والطرق والنقل الحضري بالتعاون مع الاتحاد الدولي للطرق وجمعية الطرق الدولية والمؤسسة التعليمية للأنفاق والمنشآت تحت الأرض والاتحاد الدولي للنقل العام .

____________

تعريف : النفق tunnel هو ممر تحت سطح الأرض طوله أكبر من ضعف عرضه وهو مغلق من كل الجهات عدا فتحة في كل من نهايتيه وممرات جانبية للصيانة والإنقاذ.

نفذت الأنفاق في العصور الوسطى تحت القلاع والحصون من أجل استخدامها ممرات سرية وأحياناً للعبور تحت جدران هذه القلاع لمهاجمتها والدخول إليها. كما نفذت ومازالت تنفذ الأنفاق على أعماق كبيرة بوصفها ممرات تحت الأرض للوصول إلى مكامن فلزات المعادن الثمينة. واستخدمت الأنفاق أيضاً في نقل المياه العذبة أو تصريف المياه العادمة كتلك التي نفذت في المدن القديمة كالقدس وروما وأثينا.

إضافة إلى استخداماتها القديمة شهد تنفيذ الأنفاق توسعاً كبيراً بعد القرن الثامن عشر لحل مشكلات النقل بأنواعه حيث ساعدت على تجاوز العقبات والعوائق التي تظهر على سطح الأرض، ووفرت انتقالاً مباشراً للناس والبضائع من دون الحاجة إلى الالتفاف حول هذه العوائق. ولهذا فإنها مازالت تنفذ تحت الجبال والأنهار والبحار والمناطق السكنية والصناعية المكتظة بهدف نقل الأشخاص والبضائع بالسيارات والقطارات ومن أجل مرور المياه أو أنابيب الغاز أو شبكات الكهرباء.





لمحة تاريخية :
  • شيدت كل الحضارات القديمة الأنفاق للتزويد بمياه الشرب أو للصرف الصحي خاصة، ومن أقدمها:
  • نفق الصرف الصحي بوادي الهندوس Indus Valley في مدينة موهنجوـ دارو Mohenjo-daro قبل الميلاد.
  • نفق تحويلة نهر الفرات الذي نفذه البابليون نحو عام 2100 قبل الميلاد حيث حفروا خندقاً بطول 900م من القصر الملكي إلى المعبد الرئيسي وبنوا فيه ممراً من الآجر بعرض 3.6م وارتفاع 4.6م ومن ثم أعادوا النهر إلى مجراه الأول ليمر فوق النفق.
  • نفق تزويد مدينة القدس بمياه الشرب بطول 535م، بُني نحو عام 700 قبل الميلاد.
  • بنى اليونانيون القدامى أنفاق مياه الشرب وكان أكثرها شهرة النفق الذي بني في جزيرة ساموس Samos في العام 530 قبل الميلاد حيث نفذ بطول 1000م في صخور من الحجر الكلسي وبُطِّن من الداخل بأنابيب فخارية لجر مياه الينابيع إلى المدينة.
  • كان المصريون القدماء من أكثر الشعوب طموحاً في تنفيذ الأنفاق فاخترعوا العديد من الطرائق لحفر الصخور القاسية وقطعها، فمثلاً يعود لهم الفضل في عام 1300 قبل الميلاد بقطع الصخور وفق سطوح محددة حيث كانوا يحفرون أخدوداً في الصخور بعمق 10ـ50 سم ثم يحشرون أسافين خشبية فيه ويسكبون عليها الماء فيكبر حجمها وينشق الصخر وفق السطح المطلوب، ويعود لهم أيضاً وضع تقانة قص الصخور بتسخينها بالنار عند سطوح محددة ثم تبريدها فجأة فيتشقق الصخر.
  • تم تنفيذ العديد من الأنفاق في عهد الرومان من أشهرها النفق الذي بُني في القرن الرابع قبل الميلاد بطول 1830م لتفريغ مياه بحيرة ألبانو Lake Albano حيث استخدم في تنفيذه خمسون نفقاً مائلاً لتسريع تنفيذ النفق الرئيسي ولتهويته. كما نُفذ نفق الرومان الأعظم The greatest Roman tunnel في عهد كلوديوس الأول Claudius I ليصرف مياه بحيرة فوشينو Fucino الذي أنجز في عام 50 ميلادية بعد أحد عشر عاماً من العمل شارك فيه 30000 عامل، وكان طول النفق نحو 5.6كم وتم تنفيذه من خلال أربعين نفقاً شاقولياً.
  • توقف تقريباً تنفيذ الأنفاق في العصور الوسطى لعدم توفر التقانات المناسبة للتعامل مع الصخور الطرية وبالتالي نفذت في هذه الفترة بعض الأنفاق كما في العصور القديمة في الصخور القاسية. وعلى الرغم من أن البارود استخدم أول مرة في أعمال التفجير اللازمة لتفتيت الصخور في ألمانيا من قبل مارتين ڤيغل Martin Wiegel في عام 1613 لكنه لم يلق رواجاً لأنه كان غالياً وصعب الاستعمال.
  • بدأ عهد جديد لتنفيذ الأنفاق عند زيادة الطلب لتحسين النقل بوساطة الأقنية في الفترة بين 1760ـ1830، حيث استعمل البارود استعمالاً واسعاً في الأطلسي والبحر المتوسط في الأعوام 1679ـ1681 فتم حفر نفق بعرض 6.7م وارتفاع 8.8 وطول 155م.