أنباء موسكو : تستعد المخرجة السعودية هيفا المنصور لعرض فيلمها "وجدة" أول أفلام السعودية الروائية الطويلة في صالات السينما الفرنسية اليوم الأربعاء، تليها دور العرض في المملكة المتحدة وبحلول الصيف بالولايات المتحدة الأمريكية، لتثبت للعالم أن السينما حية في بلادها رغم منعها رسميا ً منذ عقود وعقود.



حطمت المخرجة السعودية هيفا منصور قيود السينما السعودية، وسطرت اسمها بحروف من ذهب في التاريخ السعودي، متحدية المنطق بصنعها الفيلم السينمائي "وجدة" في بلد منعت فيه السينما منذ أكثر من 35 عاماً، فلا توجد دور سينما في السعودية، الا أن شغف مشاهدة السينما حي في نفوس بعض السعوديين الذين يضطرون للتوجه إلى المنامة لمتابعة أفلامهم المفضلة.

واستطاعت المخرجة السعودية اثبات وجود سينما بلادها على الساحة الدولية، بعد أن فاز فيلمها بجائزة أفضل فيلم في فئة اختيار الجمهور "ديورافتي" بمهرجان روتردام السينمائي الدولي المقام في مدينة روتردام الهولندية.

وخلال العام الماضي حصل فيلم "وجدة" على جائزة سينما فناير وجائزة الاتحاد الدولي لفن السينما وجائزة انتر، على هامش مشاركته في مهرجان البندقية السينمائي التاسع والستين، الذي اختاره ليكون فيلم افتتاح فعالياته، ووصف نقاد السينما العالمية الفيلم بـ"العصري".

وتابع الفيلم حصاد الجوائز أينما حل، لتستحق الفتاة السعودية المؤدية للدور الرئيس فيه "وعد" جائزة كأفضل ممثلة في مهرجان دبي السينمائي، اضافة لجائزة أفضل فيلم عربي بأواخر عام 2012 الفائت.

واشترت شركة سوني كلاسيك بيكتشرز العالمية حقوق الفيلم السعودي "وجدة" للمخرجة هيفاء المنصور بهدف عرضه في صالات السينما بأميركا الشمالية ابتداء من عام 2013، وبيعت حقوق الفيلم لشركة بريتي بيكتشرز لعرضه في الصالات الفرنسية، وقد بدأ عرضه في إيطاليا في السادس من كانون الأول/ ديسمبر من عام 2012.

ويبلغ حصاد الإنتاج السينمائي السعودي الكلي بين أفلام قصيرة ووثائقية، في نهاية العام الفائت 255 فيلماً. والفيلم الروائي الطويل الوحيد المصور داخل السعودية بينها هو فيلم "وجدة" وتم تصوير مشاهد الفيلم قرب الرياض في السعودية، وهو يروي قصة كتبتها هيفاء كسيناريو لفيلمها السينمائي الأول، ليتناول قضايا مجتمعها ويحاكيها من خلال بطلته "وجدة" التي نشأت بضواحي الرياض، لكن هوايتها بركوب الدراجة سببت لها العديد من المتاعب.

وعلى الرغم من بساطة القصة الا أن السعي لبلوغ جودة صورة تماشي السينما العالمية والاستعانة بأحدث التقنيات جعلت ميزانية الفيلم تصل لأربع ملايين دولار وهو مبلغ ضخم إذا ما قيس بمعايير السينما العربية.

ومن الجدير بالذكر أن المخرجة هيفاء عبد الرحمن المنصور ولدت في عام 1974 في المنطقة الشرقية، وتعتبر أول امرأة مخرجة سينمائية في المملكة السعودية، وبعد أن أتمت دراستها للأدب الانكليزي المقارن في الجامعة الأميركية في القاهرة عام 1997 اكتشفت شغفها بعوالم السينما فأخرجت عدة أفلام قصيرة مدعومة بتأييد أهلها. ثم التحقت بجامعة سيدني بأستراليا وحصلت على شهادة الماجستير في فنون السينما. وشاركت في العديد من المهرجانات والمؤتمرات المحلية والدولية المتعلقة بالسينما لتفوز بجائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان مسقط السينمائي.
____