درة - متابعات : رحبت بعض دول الخليج بقرار الفيفا بالسماح للاعبات كرة القدم بارتداء الحجاب في المسابقات التي تنظمها، إجراء من شأنه تحفيز المرأة الخليجية على ممارسة هذه اللعبة، وأكدت العربية من الكويت الشيخة نعيمة الصباح، رئيسة اللجنة النسائية في الاتحاد الكويتي لكرة القدم قالت إنها كانت تنتظر قرار الاتحاد الدولي للعبة بفارغ الصبر، وأنها سعدت للغاية بعد إجازة ارتداء الحجاب.
وفي عمان التي ليس لديها فريق نسائي قالت نائبة رئيس لجنة رياضة المرأة في اللجنة الأولمبية العمانية سعادة الإسماعيلية "إننا ننتظره منذ فترة وتم التأكيد عليه بقوة في ندوة رياضة المرأة الآسيوية التي عقدت مؤخرا في مسقط".
ومن البحرين قال مدرب المنتخب البحريني للسيدات عادل المرزوقي "إنه قرار صائب سيساهم القرار في تحفيز وتشجيع الفتيات على ممارسة كرة القدم دون حرج، ولن تقف أي عوائق أمام اللاعبات وهن يلعبن في المستطيل الأخضر".
وفي الإمارات قال أمين عام الاتحاد الإماراتي يوسف عبدالله بالقرار،: "هذا القرار يسعدنا ويؤكد الاهتمام بكرة القدم النسائية ورياضة المرأة بشكل عام". وبالنسبة لقطر ، فقد قال المستشار الفني لكرة القدم النسائية هاني بلان إن القرار "أمر جيد يصب في صالح الكرة النسائية والمرأة المسلمة التي تود ممارسة رياضة كرة القدم".
يقول محمد لغروس : القرار وتفاعلاته يحمل مرة أخرى العديد من الإشارات التي من الضروري التوقف عندها :
أولا: على الرغم من كون "الفيفا" مؤسسة دولية تعد قراراتها ملزمة للاتحادات المحلية، فإن فرنسا الحرية والأنوار والتعايش تشهر اليوم ورقة الخصوصية والقوانين المحلية والهوية العلمانية للدولة الفرنسية في وجه الاتحاد الدولي، ضد إجراء لا يتجاوز وضع قطعة ثوب على الرأس وفيه من الحق والحرية للأفراد ما لا يطعن في أحقيته، كما أنه قرار لا يمس ولا يضر المجتمع الفرنسي في شيء، خاصة بعد أن أعدت "الفيفا" دراسة تهم الجوانب الطبية المحتلمة لاستعمال اللاعبات للحجاب بالملاعب منذ سنة من تسلمها رسميا طلب السماح لهن باللعب بالحجاب.
ثانيا: يحدث هذا من طرف فرنسا في الوقت الذي تثار فيه الحروب المباشرة أو بالوكالة الإعلامية أو الحقوقية أو الفنية بالمغرب، كلما نادى الإسلاميون والقوى الوطنية والديمقراطية بموضوع الخصوصية القانونية والهوياتية والثقافية والقيمية الذي تكفله المواثيق الدولية نفسها، وذلك وفي قضايا حساسة واستراتيجية بالنسبة للمجتمعات الإسلامية وتمس أمن واستقرار المجتمع، ومنها موضوع الحرية الجنسية وحرية تملك الجسد. إن الموقف الفرنسي وبغض النظر عن الاختلاف معه فهو يوجه صفعة قوية للأبواق المأجورة بالمغرب، التي تدعي الذود والغيرة عن المواثيق الدولية، وتجعل من النموذج الفرنسي مثالا لها. كما يطرح سؤالا عريضا حول تضخيم خطاب المواثيق الدولية وانتهاج سياسة الكيل بمكيالين في التعاطي مع الموضوع، كلما تعلق الأمر بدول العالم العربي والإسلامي، مما يكرس منطق الهيمنة والتبعية حتى في القضايا ذات الصلة بالحقوق والحريات.
ثالثا: إن الموقف الذي عبر عنه حزب الجبهة الفرنسي اليميني المتطرف، يعد خطابا واضحا لإذكاء الحقد والكراهية واتهام الدين الإسلامي بالتطرف، ويدفع في اتجاه نسف ما بني من مشترك ومن مساحات تعايش بين الشعوب والحضارات، كما أن الخطاب يشكل تهديدا واضحا للمسلمات بفرنسا، وخاصة الجاليات المسلمة ومنها المغربية بالنظر إلى نعت الحجاب ومرتدياته بالتطرف.
بهذا القرار، تكون "الفيفا" قد وضعت حدا لأحد أوجه الحيف والتعدي على حقوق وحريات المسلمات مورست لعقود في حقهن، في انتظار إنصاف كامل لمن اختارت ارتداء الحجاب في كل العالم.
هذا بعد أعلان رئيس اللجنة الأولمبية الدولية،
جاك روغ، الأحد
موافقته على قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم
فيفا السماح للاعبات بوضع الحجاب أثناء المباريات.
وقال روغ في لقاء صحفي غير رسمي، على هامش سباق جائزة بريطانيا الكبرى للفورمولا واحد، على حلبة سيلفرستون: "نوافق على هذا القرار من الفيفا الذي يتجاوب مع طلبات ثقافية وذات طبيعية دينية، مع إتاحة المجال في الوقت نفسه، لرياضة بلا خطر بفضل حجاب مزود بعصبة لا تسبب ضررا للرأس، أو للاعبة في حال نزعه".
بي بي سي : وكانت اللجنة المختصة في "الفيفا" قد أعلنت في مؤتمر صحافي عقب اجتماعها الذي عقد الخميس في زيوريخ السماح للاعبات بارتداء الحجاب.
وكان هذا الاجراء الذي اتخذ بناء على طلب من الاتحاد الآسيوي للعبة، والأمير علي بن الحسين، أحد نواب رئيس الفيفا الستة، قد حصل في مارس/آذار الماضي على "اتفاق مبدئي" من الهيئة المختصة في "الفيفا" التي رغبت في انتظار "نتيجة دراسة سريعة لجميع المواضيع المتعلقة بهذه المسألة خصوصا على صعيد الصحة والامن".
ورحب رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بالوكالة الصيني جانغ جيلونغ بقرار الهيئة الضامنة لقوانين اللعب في الاتحاد الدولي لكرة القدم السماح للاعبات بارتداء الحجاب.
وقال جيلونغ في بيان ان رفع الحظر هو "القرار الصحيح" وانه "خطوة في مواكبة العصر".
وقلبت الهيئة القرار الذي اتخذته سابقا بحظر ارتداء الحجاب للاعبات معتبرا انه غير امن ويعرض العنق لخطر الاصابات.
واضاف جيلونغ المرشح لانتخابات الاتحاد الاسيوي المقبلة: "انا سعيد جدا للسماع بان الحظر على ارتداء الحجاب قد رفع، نيابة عن اللجنة التنفيذية للاتحاد الاسيوي وعائلة كرة القدم الاسيوية، أشيد بقرار الهيئة الضامنة والاتحاد الدولي باتخاذ القرار الصحيح... رفع الحظر سيتيح لآلاف اللاعبات اللواتي يرتدين الحجاب، ممارسة اللعبة".
وسيخضع هذا الإجراء الذي تم اعتماده بالإجماع، لفترة تجربة، وستتم دارسة لون وشكل وطبيعة الحجاب خلال اجتماع الهيئة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل في غلاسكو.
وكانت جمعيات دولية واوروبية عدة قد أعربت عن عدم موافقتها على السماح بارتداء الحجاب في رسالة مفتوحة الى رئيس الاتحاد الدولي، جوزيف بلاتر في ديسمبر/كانون الاول الماضي.
شجب
وشجبت الجبهة الوطنية في فرنسا الجمعة، "لامسؤولية" الاتحاد الدولي لكرة القدم عبر قرار الهيئة الضامنة لقوانين اللعبة السماح للاعبات بارتداء الحجاب.
واعتبرت الجبهة ان القرار "يكسر المبدأ الذي جعل من الرياضة عموما وكرة القدم خصوصا، ملاذا محميا من كل مطالبة سياسية دينية".
وأبدى عضو المكتب السياسي للجبهة، اريك دومار، تخوفه من ان يفتح القرار الجديد "الباب على كل نوع من المتطلبات التي لن يمتنع المتطرفون الإسلاميون عن طرحها، من فصل الرجال والنساء في المدرجات، او منع الرجال من تحكيم مباريات السيدات او تدريب فرقهن".
واستنكر الحزب اليميني المتطرف "هذا التراجع وهذا الخضوع من الفيفا لطلبات لا مكان لها في كرة القدم"، مطالبا بتطبيق "القاعدة التي تفرض الحياد السياسي والديني في الرياضة".
مواقع النشر