لندن - رويترز : نقل عن وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك يوم الثلاثاء قوله إن إيران عدلت عن طموحها لصنع سلاح نووي لكنه حذر من ان إسرائيل ما زال عليها أن تقرر العام القادم ما إذا كانت ستوجه إليها ضربة عسكرية.



وتنفي إيران أن نشاطها النووي له أي أبعاد عسكرية لكن الحكومات في أوروبا وفي الولايات المتحدة تشعر بقلق متزايد بشأن نواياها.

وفشل العمل الدبلوماسي والعقوبات المتتالية حتى الان في وضع نهاية للخلاف الذي مضى عليه قرابة عشر سنوات الامر الذي أثار المخاوف بشأن احتمال أن تستهدف اسرائيل إيران بعمل عسكري.

وقال باراك لصحيفة ديلي تلجراف البريطانية إن أزمة وشيكة تم تفاديها عندما قررت ايران في وقت سابق هذا العام استخدام ما يزيد على ثلث ما لديها من يورانيوم متوسط التخصيب في أغراض مدنية.

ونقلت عنه الصحيفة قوله ان القرار "يسمح بدراسة تأجيل لحظة الحسم من ثمانية الى عشرة أشهر".

وقال "قد يكون هناك ما لا يقل عن ثلاثة تفسيرات. أحدها أن الحديث العلني عن احتمال القيام بعملية اسرائيلية أو امريكية صدهم عن محاولة الاقتراب خطوات أخرى."

وأضاف "وقد يكون ذلك بادرة دبلوماسية قاموا بها لتفادي تفاقم هذه المشكلة قبل الانتخابات الامريكية لمجرد كسب بعض الوقت. وقد يكون وسيلة يقولون بها للوكالة الدولية للطاقة الذرية نحن نفي بالتزاماتنا."

ويقول محللون إن ايران لديها بالفعل كمية من اليورانيوم منخفض التخصيب تكفي لصنع عدة قنابل نووية إذا خصب إلى مستويات أعلى لكن قد تكون لا يزال أمامها بضعة أعوام قبل الوصول الى القدرة على تجميع صاروخ اذا قررت أن تسلك هذا السبيل.

ويقول دبلوماسيون غربيون ان ايران شارفت فيما يبدو على الانتهاء من تركيب اجهزة الطرد المركزي في محطة نووية تحت الأرض وهو ما يحتمل ان يزيد قدرتها على استخراج اليورانيوم ذي درجة النقاء الكافية لصنع أسلحة نووية إذا اختارت القيام بذلك.

وسألت الصحيفة باراك لو لم تكن إيران قد تراجعت فهل كانت الأزمة ستصل بحلول "وقتنا هذا" الى ذروتها فأجاب "نعم على الارجح". لكنه أضاف أنه يعتقد أن ايران ما زالت مصممة على صنع أسلحة نووية.

وقال "نحن جميعا متفقون على ان الايرانيين مصممون على تحويل بلدهم الى قوة نووية عسكرية ونتفق جميعا في اعلان اننا مصممون على منع ايران من التسلح نوويا وكل الخيارات مطروحة على الطاولة."

واضاف "نحن جادون في هذا ونتوقع ان يكون الاخرون جادين كذلك. ومن ثم فالموضوع ليس أمرا يعنينا وحدنا. لكننا ولأسباب واضحة نرى الخطر الايراني ملموسا أكثر مما يراه الاخرون."

وقال ان اسرائيل تحتفظ بالحق في التحرك منفردة.

واضاف في تصريحاته للصحيفة "عندما يتعلق الأمر بصميم مصالحنا الامنية وعلى نحو ما بمستقبل اسرائيل لا يمكننا ان نكل الى اخرين مسؤولية اتخاذ القرار حتى اذا كان هؤلاء أكثر حلفائنا تمتعا بثقتنا وجدارة بالثقة."

وتابع "هذا لا يعني اننا سنأسف اذا خلص الايرانيون الى هذه النتيجة بأنفسهم بل العكس هو الصحيح. لكن اذا لم يتحرك احد فسيكون علينا ان ندرس التحرك."