أصل كلمة (اوكى)ok----------------------------
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله،
أما بعد : إخوة الإسلام: ونحن هذه الأيام نعيش دروس كتاب أقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم
معشيخنا العلامة يحيي بن علي الحجوري
لفت إنتباهي ظاهرة التقليد الأبله والتشبه المذموم، ويكادُ أفرادٌ وجماعاتٌ من المسلمين أن يفقدوا هويتهم الإسلامية، وتذوب شخصياتُهم في شخصيات الآخرين فالكلام والهيئة يُداخلها التشبهُ بالكافرين"
[إذ يُحلق ما حقُّهُ الإعفاءُ ويُعفى ما حقه الإحفاء]
في الشرع المطهر، قال عليه الصلاة والسلام: (أَعْفُوا اللِّحَى، وجزوا الشَّوَارِبَ، وَغَيِّرُوا شَيْبَكُمْ وَلا تَشَبَّهُوا بِاليَهُودِ وَالنَّصَارَى) رواه أحمد بسند صحيح (صحيح الجامع الصغير 1/352).
والملبسُ يطغى عليه الإسبالُ المحرم، أو تبدوا لقصرِه العورةُ المأمور بسترها، أو يُفصَّلُ على هيئة لباس غير المسلمين
فتدعو المشابهة شكلاً إلى عدم المخالفة في الأمور الأخرى، والزينة فيها تعدٍ وتجاوزٌ
فالذهبُ يتختم به بعض أبناء المسلمين، أو يلبس سلوس على العنق
ومعلومٌ نصوصُ الشرع في تحريم لبس الذهب للرجال وإباحته للنساء بشكل عام، وفيما يخص التختم: (رَأَى رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم خَاتَماً مِنْ ذَهَبٍ فِي يَدِ رَجُلٍ فَنَزَعَهُ وَطَرَحَهُ وَقَال: يَعْمِدُ أَحَدُكُمْ إِلى جَمْرَةٍ مِنْ نَارٍ فَيَجْعَلُهَا فِي يَدِهِ، فَقِيل لِلرَّجُلِ بَعْدَ مَا ذَهَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خُذْ خَاتِمَكَ انْتَفِعْ بِهِ، قَال: لا وَاللهِ لا آخُذُهُ أَبَداً وَقَدْ طَرَحَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم)
وهكذا يكون التأسي وكذلك يكون الإتباع.
والأمرُ أدهى وأمر .. وفي مضمار التميع وغياب العزِّة والهوية الإسلامية حين
يُحتفي بالكفار ويُقدّر الفُجَّار ويُستهانُ بالمسلمين ويُتهم الأخيار، وكل ذلك خلافُ هدي الإسلام،
وفي سبيل التشبه الظاهري بالكافرين تأكلُ وتشربُ فئامٌ من المسلمين بالشمال وكأن الأمر عادةٌ من العوائد ليس فيها ملام، والمصطفى صلى الله عليه وسلم يُحذر من هذا ويقول: (لا تَأْكُلُوا بِالشِّمَالِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِالشِّمَالِ) رواه ابن ماجة بسند صحيح، صحيح الجامع الصغير 6/126
وتُستبدل تحيةُ الإسلام (السلامُ عليكم)
بأنواع من التحايا لا تبلغُ في كمالها ولا في حسنها مبلغَ تحيةِ أهلِ الإسلام هذا فضلاً عن أجر هذه، ووزر تلك إذا قُصد بها التشبهُ بالكافرين بل ويُنهى المسلمون عن مشابهة غير المسلمين في هيئة السلام.
فتجد بعض الشباب وللأسف يتكلم بلغة العجم عمرُ رضي الله عنه قال: (إياكم ورطانة الأعاجم، وأن تدخلوا على المشركين يومَ عيدهم في كنائسهم فإن السخطة تنْزل عليهم) رواه أبو الشيخ الأصبهاني، والبيهقي بإسناد صحيح، الولاء والبراء 332، والاقتضاء 1/428 بدون لفظة: "فإن السخطة تنْزل عليهم"[].
******* ************************* **********
فكلمة اوكي (ok) إنجليزية.. وهي اختصار للمدينة الأمريكية أولد كندرهوك الواقعة في ولاية نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية، لا أصل لها في اللغة العربية، وهي غريبة المنشأ والمعنى، تُعد من رطانة العجم التي نهينا عن التحدث بها لغير ضرورة ملزمة..
.
فقد صح عن عمر -رضي الله عنه- أنه قال: "إياكم ورطانة الأعاجم، "، وقال -رضي الله عنه- :" ما تكلم الرجل الفارسية إلا خبَّ –أي صار خداعاً– ولا خب إلا نقصت مروءته".
وعن محمد بن سعد بن أبي وقاص، أنه سمع قوماً يتكلمون بالفارسية فقال: ما بال المجوسية بعد الحنيفية [1]. فإذا كان مجرد التكلم بالفارسية –لغير ضرورة– هو من باب إحياء المجوسية بعد ظهور دين التوحيد، فكيف بالذي يستخدم لغة الأعاجم وشاراتهم في مسائل هامة لها مساس في العقيدة والتوحيد والأصول..!
ذكر ابن تيمية في "الاقتضاء " حديثاً عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :"من يحسن أن يتكلم بالعربية فلا يتكلم بالعجمية فإنه يورث النفاق".
قلت: ومع ذلك فإننا نجد كثيراً من أبناء المسلمين العرب -وبخاصة منهم الذين يعيشون في بلاد الغرب- لا يحسنون التكلم بالعربية لكثرة تحدثهم باللغات الأعجمية الأخرى.. وهذا ينعكس على درجة فهمهم لكتاب الله تعالى ودينه، وبالتالي على درجة التزامهم بهذا الدين، فإقصاء المسلمين عن لغة هذا الدين هو إقصاء لهم عن اتباع هذا الدين.
قال ابن تيمية في الاقتضاء: فإن اللسان العربي شعار الإسلام وأهله، واللغات من أعظم شعائر الأمم التي بها يتميزون، ولهذا كان كثير من الفقهاء أو أكثرهم يكرهون في الأدعية التي في الصلاة والذكر، أن يُدعى الله أو يذكر بغير العربية.
وأما اعتياد الخطاب بغير اللغة العربية التي هي شعار الإسلام ولغة القرآن حتى يصير ذلك عادة للمصر وأهله.. فلا ريب أن هذا مكروه فإنه من التشبه بالأعاجم. واعلم أن اعتياد اللغة يؤثر في العقل والخلق والدين تأثيراً قوياً بيناً، ويؤثر في مشابهة صدر هذه الأمة من الصحـابة والتابعين، ومشابهتهم تزيد العقل والدين والخلق ا-هـ.
أقول: لأجل هذه الأوجه الآنفة الذكر –وواحد منها يكفي– لا ينبغي للمسلم شرعاً أن يستخدم كلمة (ok) في حديثه بصيغة المدح أو الاستشهاد بها على مقصد من المقاصد.. وقول المرء أنه يستخدمها كمصطلح لتعارف الناس على استخدامه، لا يسوغ ولا يبرر له بحال استخدامها للمزالق والمحاذير المتقدمة الذكر، والله تعالى أعلم.
الكلمة طبعا إنجليزية.. وهي اختصار للمدينة الأمريكية أولد كندرهوك الواقعة في ولاية نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية.
وسبب شيوع هذه الكلمة أنه ترشح مرة للرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية ابن هذه المدينة
وأسمه.. مارتن فان بودين. هذا الرجل استخدم عبارة (انتحبوا ابن أولد كندرهوك) في حملته الانتخابية، ثم اختصرت هذه العبارة إلى:
(انتخبوا ابن .O. K)
وكان المؤيدون له يهتفون: O.K….O.K.
حتى أصبح هذا اللفظ يعني الموافقة والقبول والجدير بالذكر أن مارتن فان بودين نجح في الانتخابات الرئاسية، وربما وربما هم يعتقدوا أن هذا اللفظ سببا من أسباب نجاحه.
[1] انظر هذه الآثار في كتاب "اقتضاء الصراط المستقيم" لابن تيمية.
والله اعلم.
أبو الخطاب السنحاني.
دار الحديث بدماج
منقول....
مواقع النشر