دويتشه ﭭيله : يعد مركز السمكة الدكتورة في العاصمة بغداد أحد المراكز الحديثة للعلاج والتجميل، حيث إنه يوفرخدمة فريدة من نوعها تتمثل في علاج عدد من الأمراض الجلدية مثل الصدفية والأكزيما عبر استخدام أنواع من الأسماك الحية.


من بين مئات المراكز الطبية العلاجية والتجميلية التي غزت مناطق العاصمة العراقية بغداد منذ عام 2003، هناك مركز "السمكة الدكتورة" الذي يوفر خدمة فريدة من نوعها، تتمثل في علاج مختلف الأمراض الجلدية عن طريق الأسماك. وأُفتتح مركز "السمكة الدكتورة" مطلع العام الحالي ويقع في منطقة المنصور غربي بغداد. وكانت طريقة العلاج هذه معروفة في ستينات القرن الماضي، حيث انتشرت خصوصا في دول شرق وجنوب شرق آسيا.

يؤكد مصباح جاسم صالح، مدير مركز "السمكة الدكتورة " وهو المركز الوحيد المتخصص بهذا النوع من العلاج في العراق أنه "على الرغم من حداثة افتتاح مركزنا، إلا أنه يشهد إقبالاً جيداً من الزبائن ومن كلا الجنسين، وذلك لما نقدمه من خدمات علاجية وتجميلية متنوعة تتم عن طريق الأسماك".


مركز "السمكة الدكتورة" في بغداد

علاج أمراض جلدية
عن الأمراض التي تتم معالجتها في المركز يضيف المدير صالح (37 عاماً) في حوار مع DW/عربية، والذي بدا منشغلاً بعض الشيء بتهئية حوض الأسماك لمعالجة أحد زبائنه المصاب بمرض الأكزيما: "هنالك العديد من الأمراض الجلدية التي تتم معالجتها في مركزنا كأمراض الصدفية والأكزيما وتنظيف الجلد وإزالة البقع والوحمات الصغيرة وغيرها".

أما عن طريقة علاج الأمراض الجلدية في مركزه "السمكي" يوضح المدير صالح بالقول: "يقوم المريض بوضع الجزء المراد علاجه داخل حوض يحتوي على الأسماك، والتي تبدأ بدورها بقضم الجلد التالف والميت بحثاً عن الفطريات. بعدها تفرز السمكة صبغة معينة على المنطقة المصابة دون أن تتسبب في أي ألم للجلد. وبعد ذلك تقوم أنظمة الترشيح والتصفية في الحوض بالتقاط قطع الجلد الميت وترسيبها".

وعن المدة الضرورية للعلاج بالأسماك يقول المدير صالح "يحتاج المرضى الى ما بين جلسة واحدة و 18 جلسة تقريباً، بحسب درجة المرض وكبر المنطقة المصابة"، ويضيف المتحدث أن "مدة الجلسة الواحدة تتراوح ما بين ساعة ونصف الساعة وبسعر مناسب جداً"، وعن مصدر تلك الأسماك يقول المدير صالح: "نعتمد في علاجنا هذا على اسماك (الجرا فارا) التي يتم استيرادها من بيئاتها الطبيعية في البحيرات والأنهار التركية".

علاج الصدفية بالأسماك!

عدد الجلسات حسب درجة المرض ومدة الجلسة ما بين نصف ساعة وساعة

"التداوي بالأسماك كان ملاذي الأخير لعلاج مرض الصدفية الذي تفاقم في جسدي. لقد عجزت رغم التجارب العديدة في استخدام الأدوية الكيميائية وحتى الأعشاب الطبية الطبيعية. لكن جميع محاولاتي باءت بالفشل"، هذا ما صرح به ديار سوران محمد، الذي جاء مع والده ليتلقى العلاج في مركز "السمكة الدكتورة".

ويوضح محمد (17 عاماً) في حديث مع DW/عربية أن توجهه في"العلاج السمكي" كان بفضل نصيحة قدمها له أحد الأصدقاء بعد أن ضاق ذرعاً باستخدام عدد من المنتجات التي يتم الإعلان عنها هنا أو هناك، مشيرا الى عدد من التجارب غير الناجحة حيث "انفقت عائلتي أموالا كثيرة تصل إلى مئات الدولارات على هذه المنتجات ولكنها لم تأت بأي نتيجة تُذكر".

وينوه الزبون محمد الذي بدا فرحاً وهو يمتثل إلى الشفاء في المركز إلى أن مركز "السمكة الدكتورة" قد عالج جزءا كبيراً من مرض الصدفية الذي يعاني منه بعد أن أنهى حتى الآن ثماني جلسات وبسعر 20 دولاراً أمريكيا للجلسة الواحدة. "أصبح الجلد الميت يتساقط وينمو محله جلد آخر".

الأسماك في خدمة الاستجمام وجمال البشرة
فيما يجد البعض في أسماك المركز عوناً للعلاج، يرى فيه البعض الآخر مكاناً للاستجمام والاسترخاء، بالتزامن مع الارتفاع المستمر في درجات الحرارة، كما هو الحال بالنسبة للموظفة الحكومية نرجس خالد حارث، التي تضيف بالقول: "أفضل المجيء إلى المركز للعناية بجمال بشرتي والإبقاء على نظارتها".

وتبدي حارث (33 عاماً) إعجابها بالدور الذي تقوم به"السمكة الدكتورة"، من خلال ما تقوم به هذه الأسماك من تدليك وتنشيط للدورة الدموية فضلاً عن تنعيم البشرة "والشعور بالراحة والاسترخاء". وتستطرد قائلة: "من الرائع أن تشهد بغداد وجود مثل هذه المراكز التجميلية والترفيهية. إن ذلك يشير الى وجود بوادر في تحسن الأوضاع الأمنية في البلاد". - - مناف الساعدي / بغداد