أتى الحارث الأسدي
(كان وقتها شيخا كبير السن)
إلى علقمة الطائي
وطلب منه ابنته
فقال له علقمة:
أنت امرؤ كريم
ومثلك لا يرد
ثم ذهب علقمة إلى زوجه
فقال:
إن الحارث الأسدي سيد قومه حسبا ومنصبا
ولا أريده أن يرجعن إلا بحاجته
فراودي ابنتك عن نفسها في أمره
فأخذت تقول لابنتها: يا بنية أي الرجال أحب إليك
الكهل الجحجاح "السيد"
والواصل الميّاح "الكريم"
أو الفتى الوضّاح
والذهول الطمّاح
والرضي النكاح ؟
فقالت: بل الفتى الوضّح
فقالت الأم: الفتى يغيرك والشيخ يميرك
قالت البنت: يا أمّتاه
إن الفتاة تحب الفتى كحب الأنعام أزهى الكلأ
قالت الأم: يا ابنتي
إن الفتى شديد الحجاب
كثير العتاب
فقالت ابنتها:
أخشى الشيخ أن يدنّس ثيابي
ويبلي شبابي
ويشمّت في أترابي
وأخذتا الليل كله
حتى أقنعت الأم ابنتها بالزواج من الحارث
فتزوجها الحارث على مائة وخمسين من الإبل
وألف درهم و خادم
وفي أحد الأيام رأت البنت شبابا من بني أسد
قوم الحارث يتصارعون
فتنهدت ثم أرخت عينيها بالبكاء
فقال لها الحارث: ما يبكيك ؟
قالت: مالي وللشيوخ الناهضين كالفروخ
قال الحارث: ثكلتك أمك
تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها
ثم أنشأ يقول:
[poem=font=",6,darkblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
تهزّأت أن رأتني لابسا كبرا = وغاية الناس بين الموت والكبر
فان بقيت لقيت الشيب راغمة = وما تعرّفه الأيام من عبر[/poem]
ثم قام إلى أولئك الشباب
فصارعهم وصرعهم كلهم
ثم التفت إلى زوجته
وقال:
الحقي بأهلك,
لا حاجة لي فيك
قصة عجيبة !!
والأعجب منها كذلك
في من يضرب بهم المثل في القوة
حتى وهم شيوخ
قصة نصر ابن دهمان الغطفاني
الذي كان
قد اسودّ شعره بعد ابيضاضه
وتقوّم ظهره بعد اعوجاجه
؟! ؟! ؟!
[you]
إبحثوا عنها من خلال
تحياتي وشكرا
مواقع النشر