الرياض - واس : اختتم ملتقى النقد الأدبي في دورته الرابعة الذي أقامه النادي الأدبي بعنوان " الشعر السعودي في الخطاب النقدي العربي " اليوم فعالياته التي استمرت على مدى ثلاثة أيام في فندق الهوليدي إن الازدهار بالرياض ، وشارك فيها عدد من الباحثين والباحثات من داخل وخارج المملكة.

104377_1335462301_44.jpg

وعقد الملتقى طيلة أيام فعالياته سبع جلسات عمل قدم فيها حوالي 18 ورقة عمل قدمها وشارك فيها أكثر من 40 باحث ومشارك ومدير ، دارت موضوعاتها حول اتجاهات النقاد العربي في دراسة الأدب السعودي والشعر السعودي في الدراسات ، وتجربة محمد الثبيتي في النقد العربي والنقد النسوي العربي ، والشعرية السعودية الناقدة ، وجهود النقاد العرب في نقد الأدب السعودي ، ودراسة قصيد المرأة في المملكة ، والرؤية النقدية لمحمد الشنطي خلال التجربة الشعرية والنثرية السعودية الحديثة ومنظوره النقدي للشعر السعودي المعاصر وقراءة في خطابه النقدي .

كما تضمنت أوراق العمل موضوع جهود النقاد العرب في نقد الشعر السعودي ، ونسيج الإبداع لعبدالله السمطي والمشهد الشعري السعودي ، وملامح الخطاب النقدي للشعر السعودي ، ومظاهر الحداثة في النقد وهوامش نقدية ومقاربات في النقد ، وشعر المرأة السعودية من منظور النقاد العرب .

وتحدث المشاركون عن النقد بشكل عام ونقد النقد من ناحية الجوانب النظرية والمنهجية والأسس التي يقوم عليها النقد في ضل غياب الأسس العلمية لذلك ، واختلاف المحتوى والأسلوب من إقليم إلى آخر .

وأكد المتحدثون أن النقد يربط النص بالجذور العربية مع غياب المنظور النقدي ، مؤكدين أن كل الأسس النقدية قابلة للمراجعة مع وجود الانفتاح العالمي والتواصل مع الحضارات وعبور المعلومة كل الحواجز التي كانت توجد قديماً على المستوى المحلي الإقليمي والعالمي ، مشيرين انه لم يستقل النقد العربي عن النقد الأجنبي ، بل سار على نهجه ، ولم يوجد النقاد أسس عربية لنقد النص والمحتوى العربي لخصوصيته الاجتماعية والدينية .

حضر الملتقى عدد من الباحثين والمثقفين والأدباء والمهتمين بالشأن الأدبي والنقدي .

أوصى المشاركون في ملتقى النقد الأدبي الذي نظمه النادي الأدبي بالرياض على مدى ثلاثة أيام، واختتم اليوم إنشاء قاعدة بيانات شاملة عن النقد والنقاد في المملكة العربية السعودية، إضافة الى سرعة طباعة بحوث الملتقى بعد مراجعتها من قبل أصحابها ؛ في ضوء المناقشات والمداولات التي تمت في الجلسات العلمية .



وحث المشاركون في بيان صدر في الجلسة الختامية لأعمال الملتقى أقسام اللغة العربية في الجامعات على تبني إنجاز مشروعات نقدية متكاملة تخدم الإبداع في المملكة، وكذلك تبنِّي مشروع مؤسسي لنقد التجربة الإبداعية في المملكة، منوهين بالفكرة التي اتخذها النادي في ملتقياته بوجود معقب علمي لكل جلسة، إضافة الى المطالبة باستمرار تطبيق هذا التوجه في الدورات القادمة ودعوة الملتقيات الأخرى للأخذ بها، كما دعوا في توصياتهم إلى وضع البحوث التي قدمت في الدورات الماضية وفي هذه الدورة على موقع النادي الأدبي بالرياض على شبكة الإنترنت كي يتمكن الباحثون من الاستفادة منها.

واقترح المشاركون عدة عناوين لموضوعات أدبية مختلفة، ليكون أحدها عنواناً فرعياً للملتقى في الدورات القادمة، على أن تتصل بالمنهج والأجناس الإبداعية الأخرى ورؤية النقاد السعوديين ودراساتهم للأدب العربي، كما حيا المشاركون فكرة تكريم النقاد المعنيين بالنقد في المملكة خلال الدورة القادمة وما بعدها من دورات، ودعوا إلى العناية بإعادة طباعة كتب رواد النقد في المملكة، امتداداً لنشاط النادي في هذا المجال.

كما طالب المشاركون في التوصيات الحرص على دعوة النقاد من مختلف مناطق المملكة من غير المشاركين بالبحوث لإثراء الملتقى بالنقاشات والإضافات، وكذا تمكين النقاد الشباب والأدباء الشباب من المشاركة في الملتقى برئاسة الجلسات، أو التعقيب، أو تقديم الأوراق العلمية، وأوصوا كذلك بأن تكون المرأة السعودية المبدعة موضوعا للملتقى في إحدى دوراته القادمة من خلال تسليط الضوء على المنجز النقدي الذي قدَّمته أو الذي تعاطى مع إبداعها شعراَ كان أم سردا.



وكان المشاركون في ملتقى النقد الأدبي قد ضمنوا توصياتهم الشكر والتقدير لمعالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة على رعايته فعاليات الملتقى ودعم الوزارة ومساندتها للنادي سعيا لإنجاح الملتقى، كما قدموا الشكر لوكيل الوزارة للشؤون الثقافية الدكتور ناصر بن صالح الحجيلان على افتتاحه فعاليات الملتقى في دورته الرابعة.

فيما كان ملتقى النقد الأدبي في المملكة العربية السعودية في دورته الرابعة قد أقيم تحت عنوان: "الشعر السعودي في الخطاب النقدي العربي" بمشاركة نحو ثلاثين باحثاً وناقداً وأستاذاً جامعياً أسهموا بالبحوث، وإدارة الجلسات، والتعقيب عليها، وإثراء الملتقى بالحوارات والمداخلات.

وقد شارك في الجلسة الختامية لتلاوة التوصيات والمقترحات المشرف العام على الملتقى، رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي بالرياض الدكتور عبدالله بن صالح الوشمي، ورئيس اللجنة التحضيرية للملتقى نائب رئيس النادي الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن الحيدري .

الجدير بالذكر أنه قد سبق الجلسة الختامية اليوم جلستان علميتان أدبيتان في إطار الدورة الرابعة لملتقى النقد الأدبي أدار الجلسة الاولى منها الدكتور خالد الحافي وبدأت بورقة للدكتور حسين المناصرة تحت عنوان "مظاهر الحداثة في نقد الشعر العربي السعودي .. مقاربه في رؤي ثلاثة نقاد فلسطينيين"، قال فيها : إن عددا من النقاد الفلسطينيين أنجزوا

مقاربات جادة في نقد "الشعر السعودي" منهم: محمد الشنطي، وشاكر النابلسي، وراضي صدّوق، وراشد عيسى، ومحمود عمّار، مضيفا أن الإشكالية الأبرز في مقارباتهم تكمن في استخدامهم لمفاهيم الحداثة الشعرية ورؤاها تنظيراً وتطبيقاً، ما يستدعي مشروعيّة هذه المقاربة، في محاولة التعرف إلى مظاهر هذه الحداثة الشعرية حضوراً أو غياباً، في عدد من كتبهم، مفيدا أن هذه المقاربة لا تدعي أنها سباقة في دراسة هذا الجانب لأن هناك دراسات عديدة خاضت هذا الغمار ثم أنتجت مقارباتها التي تتقاطع وتتوازى بالضرورة.

وتابع المناصرة "مع إيماني أن الناقد لا يصنف بحسب موطنه أو جنسيته، لكنني أظن أنّ لدى النقاد الفلسطينيين احتفاءً خاصاً بالنص الشعري في المملكة العربية السعودية، وذلك من منظور أنّ هؤلاء النقاد عاشوا مدداً زمنية طويلة في هذا البلد المضياف، نتيجة لفقدهم وطنهم الفلسطيني الذي يرزح تحت الاحتلال الصهيوني من جهة، وتأقلمهم ثقافياً واجتماعياً في بيئة المملكة القريبة إلى قلوبهم من جهة ثانية، فنتج عن ذلك أن تكونت لديهم خبرة عميقة وصداقات حميمة بالمشهد الإبداعي المحلي".
وأضاف أن هذه المقاربة تندرج - في ضوء التصور السابق - ضمن محور "مناهج النقاد العرب في نقد الشعر السعودي" لأن إشكالية الحداثة وما ينضوي تحتها من مناهج أو رؤى تعد في المحصلة إشكالية منهجية.
واختتم المناصرة ورقته مؤملا أن تحقق هذه المقاربة أهدافها في استقراء مظاهر الحداثة الشعرية في المرجعيات النقدية، وأن تسهم في إثراء ملتقى النقد الأدبي في دورته الرابعة.



فيما قدم الورقة الثانية سعد بن سعيد الرفاعي وحملت عنوان "هوامش نقدية على هوامش نقدية لحافظ المغربي"، قدم فيها استقراء لدراسة الدكتور حافظ المغربي المعنونة بـ "بوح الشعر بشاعرية الباحة .. قراءة في نماذج مختارة" والتي تشكل الهامش الرابع من كتاب هوامش نقدية على دفتر الشعر السعودي الصادر عن نادي الطائف الأدبي عام 2009م، وعرض فيها للمنهج المتبع من قبل الناقد المغربي في تناول النصوص المعنية بالدراسة والأحكام النقدية التي برزت في دراسته ومدى اتساقها مع المنهج المتبع في الدراسة وكذلك آليات الموازنة بين النصوص، ومدى انسجام الموازنة مع ما تضمنته النصوص من ائتلاف أو اختلاف، كما هدفت الورقة لإعادة استقراء النصوص وفق رؤية أخرى تتلمس جماليات الخطاب النقدي وتضيف قراءة أخرى مغايرة وفق معطيات النصوص نفسها .

والورقة الثالثة في هذه الجلسة قدمتها مريم بنت أحمد الزهراني وحملت عنوان ( الذاتية في رؤى النقاد العرب للشعر السعودي) وكشفت فيها عن اهتمام النقاد العرب بالشعر السعودي والملامح وجغرافية النقد العربي للشعر السعودي, كما عرضت أبرز موضوعات الشعر السعودي التي تناولها الناقد العربي، معددة خصائص النقد العربي للشعر السعودي كالانتقائية والتركيز وضعف التوثيق وضمور التحليل، لتبين أثر الانتقائية في موضوعات الشعر والتركيز على الذاتية في النقد العربي للشعر السعودي.

بعدها علق الدكتور سعيد يقطين على أوراق هذه الجلسة مفيدا أن نقد خطاب النقد الشعري غالبا ما يكون في خلفياتنا أن الكلام عن الكلام سرد، والخطاب النقدي يتميز أن له خصائصه المختلفة عن الخطابات الأخرى.

فيما أدار الجلسة الثانية لهذا اليوم الدكتور حمد بن سعود البليهد وحملت ورقتها الأولى عنوان "صهد الجليد: مقاربات في نقد النقد .. بحوث ملتقى قراءة النص الرابع في جدة أنموذجا" للدكتور عماد حسيب محمد، تناول فيها المنجز النقدي الذي طُرح في "ملتقى قراءة النص الرابع" الذي عقد في محافظة جدة في الفترة من 8 - 11 مارس 2004م تحت عنوان "مسيرة الشعر في المملكة العربية السعودية"، ونُشرت بحوثه في المجلد الثالث عشر في (مجلة علامات) عام 1425هـ، وقال إنه يمثل طرحا مختلفا من حيث المنهجية وانتقاء المدونة الشعرية وتوظيف الحيثيات القرائية، ويعد علاقة

حافزة لإعادة القراءة وبناء تصورات نقدية جديدة على ذلك المنجز.

وقال : إن بحوث الملتقى تمثل إضاءة لمجموعة من الظواهر الفنية التي وظفها النص الشعري السعودي واكتشفها النص الناقد متكئا على رؤى منهجية، وقد أدرك البعض آلياتها وإجراءاتها، والبعض الآخر استغرقه التقليد والمجازفة التي تبتعد عن العلمية مما خلق تنوعا في الطرح النقدي وجعلنا نقسمه إلى جيد يكتسب تموضعه وتفوقه من جدة الموضوع، ودقة تطبيق قواعد المنهج وإجراءاته، ودون ذلك حيث يتأسس على افتقاد المرجعية النقدية، وشيوع الفوضى في الطرح .

بعدها كانت الورقة الثانية بعنوان "المنجز الشعري السعودي في الخطاب النقدي العربي ومقاربة جديدة لنص متجدد" للدكتور عبدالحق بلعابد تناولت نقد النقد، وقال فيها : " نحاول البحث فيما قدمه النقاد العرب في اشتغالاتهم النقدية الجديدة على المنجز الشعري السعودي".

بعدها كانت ورقة بعنوان "شعر المرأة السعودية من منظور النقاد العرب" للدكتورة زهية سالم جويرو، بدأتها بلفت نظر الحضور إلى مفارقتين أولاهما التفاوت الواضح بين ما حظي به شعر الشعراء السعوديين من عناية النقَاد العرب وهامشية حضور الشاعرات مشغلا بحثيا في نفس المدونة فافترضنا أن الأمر عائد إلى عوامل مقترنة بالتجربة الشعرية الخاصة بالنساء، إذ قد تكون فتيَة أو محدودة بما لا يشجع النقاد على إيلائها عناية، مفيدة "إلاَ أنَنا اكتشفنا ونحن نطلع على بعض من المدونة الشعرية النسائية بالمملكة المفارقة الثانية بين ثرائها وتنوعها من جهة وعرضية اعتناء النقاد العرب بها من جهة ثانية".

وقالت : إن النتائج المبدئية التي خرجنا بها من قراءاتنا الأولى سواء في الموضوع المنقود - شعر الشاعرات السعوديات - أو في المقالة الناقدة - مدونة النقد العربي - إلى سؤال أساسي عليه سيكون مدار نظرنا في هذه المشاركة:كيف نظر النقد العربي إلى شعر الشاعرات السعوديات وما هي العوامل الفاعلة في صوغ تلك النظرة رؤية ومضمونا ومنهجا؟، مضيفة أنه للبحث في هذه القضية فإنها قد صنفت أربعة نماذج من المقاربات النقدية واختارت من كل أنموذج مثالا نظرت من خلاله في مقومات المنهج ومقومات الرؤية وأعطت محددين للمنظور النقدي العربي لشعر المرأة السعودية.

وختمت الدكتورة جويرو ورقتها بقولها إنها خرجت من هذا البحث بجملة نتائج منها ما لا يتجاوز حدود الفرضية التي تحتاج إلى بحث وتحقيق مرجعها المدونة المنقودة التي لم تسمح حدود العمل بالنظر المعمق فيها، ومنها ما حرصت على الاستدلال له والبرهنة عليه ويخص المدونة الناقدة التي كان عليها مدار الاهتمام وما قد يحكمها من خلفيات قد لا تكون دائما متصلة بالشعر ولا بالنقد بقدر اتصالها بالموقف العام من منتج النص وبمحددات ذلك الموقف.