أيمن الرشيدان - الاقتصادية : في فكرة مبتكرة أنشأ مواطن متحفا خاصا يضم في أروقته أكثر من أربعة آلاف قطعة تراثية تحكي حياة الأم والطفل كيف كانت قديما، بعض تلك القطع تجاوز عمرها الزمني 70 عاما، أي ما بين عهد المؤسس الملك عبد العزيز وحتى نهاية عهد الملك خالد بن عبد العزيز - رحمهما الله.

1wq40061.jpg

يضم أكثر من 4 آلاف قطعة بعضها منذ عهد الملك المؤسس ويتطلع إلى من يتبناه ويطوره

ويهدف هذا المتحف الذي يعد الأول من نوعه في السعودية، وفقا لمؤسسه محمد الحمود إلى تعريف الأم والطفل في عصرنا الحالي على الأدوات التي كانت تستخدمها جداتنا وأمهاتنا قديما في تربية الأطفال والعناية بهم ووسائل الترفيه التي كانت تستخدم قديما من قبل الأطفال، والعودة بهن إلى زمن الماضي الجميل.

621984_195068.jpg

وقال الحمود لـ "الاقتصادية" إن قيمة محتويات المتحف الذي أقامه في منزله في الرياض، تقدر بنحو نصف مليون ريال، إذ إن بعض القطع الأثرية الموجودة فيه يمتد تاريخها إلى عهد الدولة السعودية الأولى.

ورحب الحمود بجميع الأفكار التي يراد منها تبني هذا المتحف والإسهام في تطويره وتوسيعه لتعم الفائدة منه أكثر محليا وخارجيا.

621984_195069.jpg

وأفاد الحمود أن متحفه غير مفتوح للعامة وأنه يحتوي على قسمين الأول خاص بالأم ويشمل جميع الأدوات الخاصة بها قديما، والثاني للطفل الذي يحتوي على أقسام: التعليم، الألعاب اليدوية التي يتم صنعها من قبل الأطفال، الألعاب الشعبية، أدوات كانت تستخدم في زينة البنت والولد، ألعاب الأطفال الرضع، منتجات الحليب، الحلويات، الأدوية، إضافة إلى مجسمات لتجسيد مقتنيات الأطفال وأدواتهم.

621984_195067.jpg
جانب من محتويات المتحف الذي أقامه المواطن الحمود في منزله في الرياض.

وزاد: "إن للتراث عشقا خاصا لا يمكن الإحساس به إلا من عاش عبق التاريخ واستنشق رائحته، وأنا شخصيا أحب القديم منذ الصغر سواء الآثار أو التراث الشعبي الذي تفوح منه رائحة الأجداد، وها أنا أمارس هواية جمع التاريخ التي سيطرت على جل اهتمامي".

621984_195070.jpg

وأفاد الحمود أن بداية عشقه للتراث عندما أنشأ متحفا أسماه "الدكان" وذلك قبل 15 عاما، وهو أول متحف خاص بما كان يبيعه الدكان قديما في السعودية، ومن ثم جاءت فكرة إنشاء هذا المتحف "الأم والطفل.

get-12-2010-6swwkj1a.JPG

وأشار إلى أن التراث في السعودية له الكثير من المحبين والهواة والعشاق، إذ تجد هناك أشخاصا على استعداد لدفع الكثير من المال مقابل الحصول على قطعة تراثية تستهويهم وهناك آخرون يهتمون كثيرا بالاحتفاظ بالقطع التراثية سواء قليلة أو كثيرة.

الحمود لم يقف عند هذا الحد من جمع التراث وإقامة المتاحف، بل إنه أصدر عددا من الكتب المتخصصة في هذا المجال، إذ إن من مؤلفاته: الشواهد الأثرية والتاريخية في السعودية، من آثار الرياض وما حولها، آثار وتاريخ منطقة القويعية، موسوعة الثقافة التقليدية في المملكة "مشارك"، الصاحب في الآثار، ورحلة إلى بلاد الأناضول.

تعلق الحمود بالتراث جعله يرسم هذا العشق على منزله الشخصي التي حوله إلى ما يشبه قطعة تراثية حية تصور واقع "الحارة القديمة"، التي اختار لها نماذج متعددة وفق منظومة الحارة، بدأها بإنشاء سوق شعبي صمم فيه الدكان النجدي القديم، وأماكن جلوس الباعة والمتسوقين.

02639796029115412038.jpg

وفي الطرف المقابل هناك بئر قديم للمياه والتي عرفتها مدن وقرى المنطقة قديما، إضافة إلى بناء نموذج لمسجد أثري في الحارة القديمة.

05187571055457228108.jpg

وأكمل الحمود منظومة الحارة القديمة داخل منزله في حي السويدي غربي العاصمة ببناء فصل مدرسة قديم يحكي قصة التعليم التي مرت بها السعودية، وخاصة أن منطقة نجد تحديدا كانت في العقود الماضية في عهد الملك المؤسس قبل ظهور النهضة التعليمية الحديثة، تعتمد على "الكتاتيب"، كما تضمن المتحف ما يجسد المراحل اللاحقة لتلك الفترة مرورا بمحطات شهدها هذا القطاع.