[align=justify]الزخارف الجصية في العصر
الطولوني وحتى العصر المملوكي:




تتعدد الزخارف المنحوتة على الجص التي ترجع إلى العصر الطولوني - بجامع أحمد بن طولون - الجامع مميز بمئذنته ذات سلالم خارجية، زخارف جصية كثيراً ما تشاهد في واجهات الأروقة المشرفة على الصحن، كذلك حول العقود، صغيرها وكبيرها، داخل الأروقة وفي شريط زخرفي، شريط يطوّق ما تحت سقف المسجد، أسفل الكتابة المنحوتة على الخشب، وفي بواطن العقود المطلة على الصحن، خاصة في ناحيته الغربية، والتي تحتوي على ثلاثة أشرطة. التشكيل من عناصر زخرفية تملأ هذه الأشرطة، تظهر على هيئة أشكال هندسية منتظمة، مكونة من : (مثمنات) و (مسدسات) و (مربعات) و(دوائر) معترضة، كبيرة وصغيرة، وخطوط منكسرة وحلزونية، وعناصر نباتية مكونة من أوراق أزهار وفروع وسيقان نباتية.




جامع أحمد بن طولون يحتوي على زخارف : (هندسية) و (نباتية) مع بعضها البعض، كانت تنحت تلك الزخارف مباشرة على الجص بعد جفافه، وطبع الزخارف عليه ثم نحته وتسويته على مسطحات، ثم تهذب بـ نحت بعد جفافه، وكان تصميمها يتبع تصميم مسطح، يختصر فيه التجسيم، بحيث تظهر الأشكال كأنها على مستوى واحد. النحت المباشر ظل متبعاً في العصر الفاطمي، إلا أن الأرضيات أصبحت واضحة، ومتباينة، فازداد فيها وضوح التفاصيل، ثم إن التصميم المسطح كاد يختفي ويحل محله التصميم المجسم. وامتدت الزخارف الجصية على مساحات كبرى، بعد أن كانت مقصورة على (أفاريز) و(شرائط) في المسجد الطولوني، وملئت الفراغات بين النوافذ على أكتاف العقود، كما يرى في الجامع الأزهر بالقاهرة.


هذا وقد زينت المقصورة بإشكال زاخرة بزخرفة تفرعت تشكيلاتها من هيئة جريد النخيل، بحيث تكاد تـتـلاشى أرضياتها، وتكاد تختفي من حولها – خصوصا الزخارف الجصية بالمسجد الطولوني، فيكاد لا يظهر من الأرضية إلا ما يسمح بالتمييز من عناصر الزخرفة بشكل متابين.


مسجد جامع الأزهر، زخارفه الجصية مشتقة من الزخارف العباسية والطولونية - القرن التاسع الهجري، إلا أنه يظهر فيها تغيير واضح في الأسلوب الزخرفي، ونجد امتداد زخارفه الجصية إلى إطارات المحاريب، ويمكن أن يشاهد ذلك في مسجد الجيوشي، حيث اختلاف تلك الزخارف الجصية عن تلك الموجود بمسجد الحاكم بالقاهرة، وغطي سطح المحراب كله بأشكال جامدة من التوريق، وتبدو تشكيلات مروحية نخلية، ومنها أيضا تشكيلات هندسية مختلفة مزدحمة التفاصيل.


التجريدية : الأشكال المجردة ظهرت بصفة خاصة في جامعي : مسجد الأزهر و مسجد الحاكم، ايضا فيما بين عقود مسجد الصالح طلائع، وفي مربعات (الإزار) العلوي على جدران ذلك المسجد الخارجية، وفي (المعينات) المنحوتة على واجهات بوابة مسجد الحاكم، ومئذنته الغربية، وواجهة جامع الأقمر، وفي مواضع أخرى من أثار القاهرة ممن العهد الفاطمي.


المساجد المملوكية : تحتوي على زخارف جصية ذات أهمية، منها مسجد الظاهر بيبرس البندقداري، وتتكون من نوافذ الجص المفرغ، وتحتوي على إطارات واطواق توريق، وفي بعض هذه النوافذ تفريغات نباتية مرتبة على سطحين غير متساويين.


أسلوب التوريق المملوكي، بلغ غاية تطوره ورقيه، يظهر في ضريح السلطان المنصور قلاوون، ومدرسة ابنه الناصر محمد بن قلاوون. ومن الصفات المميزة لهذا الأسلوب، تغطية المسطحات بالمراوح النخلية والأشرطة الكتابية، ومن عناصر الزخرفة المستخدمة في العمارة الإسلامية على نطاق واسع : وحدات جصية زخرفة (موظفة) بشكل جيد، تضم في طياتها (الغرض الجمالي) و(الغرض الوظيفي) الذي صنعت من أجله، وهي ما يطلق عليها النوافذ الجصية.[/align]