مأمورون

ودي أكتب كل يوم ولكن عافت النفس كل شئ ولابقى من شئ غير رحمة المولى راحة للنفس...
لما أشوف التلفزيون والأحداث الحالية من أحزان وأفراح أجد أن المال بشكل أو آخر خلفها أو المحور الأساسي لها ففيها ناس تظهر هذا مباشرة وهم بسطاء الناس فهم أحلامهم صغيرة وقد تحل ببعض المال وفيها من يواريه تحت مظلات آخرى مثل التكنوقراط رغبة في الكثرة منه وعلى أساس ذلك تدور الرحا...

يدار العالم بقوة ربانية عجيبة جداً لايدركها إلا متأمل بكل شئ رباني خارق فالله سبحانه وتعالى ينشئ كل شئ من خلال سيناريو محكم وسلس بحيث تسير الأمور وفقاً له فبعضنا مدرك لهذا الشئ والكثير منا للأسف لا وغير المدرك لذلك ماهو إلا معذب لنفسه للاشئ...

مثال على ذلك :

في عام 1994م كنت سأذهب لدولة المغرب أنا وصديق لي فقد كان التنسيق مسبق لذلك بأشهر وقبل الرحلة بأيام أعتذر صديقي نظراً لظروف عائليه ستعيقه من السفر مدة أسبوعين فقلت له سأذهب إذاً إلى دولة أندونيسيا لقضاء بعض الأعمال وأن سمحت لك الظروف سنذهب عندما سأعود من هناك..

بعد وصولي لأندونيسيا جلست عدة أيام في جاكرتا ثم ذهبت في رحلة سياحية لمنطقة الجبل (بونجاك) وفي الطريق إلى هناك أنفجر أحد إطارات المركبة ووقفنا في غابة لتغييره مشيت خطوات بسيطة وأردت قضاء الحاجة وإذا بي أرى مبلغ مئة دولار أمريكي تحت ركبتي اليمنى حفرت تحت ركبتي متأملاً أن هناك كنز ما فلم أجد شيئاً سوى المئة دولار أخذتها ونفظت التراب عنها ووضعتها في محفظتي خلف أوراق بحيث لم أعد أعلم أين هي وبعد أنقضاء فترة وجودي في أندونيسا أتصل بي صديقي يخبرني بأنه قد قطع التذاكر لدولة المغرب وهو بإنتظار عودتي فلما وصلت الرياض وقت صلاة المغرب أستقبلني وذهبنا وتعشينا وأشترينا بعض الأشياء ثم رجعنا للمطار لأن رحلتنا ستكون الساعة الثالثة فجراً...

وصلنا للمغرب في ظهر اليوم التالي ثم ذهبنا وأستأجرنا سيارة ثم سكنا في فندق أردت النوم ولم أستطيع فقلت لعلي أذهب في نزهة بالسيارة بما أن صديقي نائم...

مشيت بالسيارة في عدة طرق حتى أنتهى بي الطريق في طريق لأول مرة أصل إليه وهذا الطريق ساحلي فإذا بإمراة عجوز معها إبنتها في عمر 12 سنة واقفة على جانب الطريق وقفت بجانبها وعرضت عليها توصيلها فتبسمت موافقة فركبت معي تقريباً لنهاية الطريق حيث تسكن في مايسمى بعشّة أو منزل مؤقت مصنوع من الصفيح عرضت علي أن أدخل وأتناول الشاي المغربي عندها وافقت حيث وجدت فيها كرم الضيافة وطيب الأحتفاء بالضيف وبعد الأكل أردت أستخراج عود أسنان من محفظتي فوجدت المئة دولار التي وجدتها في أندونيسا في متناول أصابعي آخذتها وأعطيتها للمرأة وقد أخذتها بدون تردد مني وبعد ذلك سرت في طريقي راجعاً لصديقي...

نسيت تماماً كل ماحدث حتى صبيحة هذا اليوم فقد تذكرت الحدث كاملاً وكأنه واقع أمامي فياأحبتي ويامن تصورتم خرق القواعد والمكاتيب الربانية فنحن مأمورون بكل شئ نعمله فهذه المئة دولار مكتوبة لهذه المرأة وقد وجدتها في أندونسيا أقصى الشرق وحملتها إلى أقصى الغرب وقد أعطيتها لها دون تفكير هذه المرأة التي تبسمت لي عندما وقفت لتوصيلها وقد ضيفتني وكأن ضيافتها لي عبارة عن مكافأتي لتوصيل رزقها وماهو مكتوب لها من ذاك المكان لهذا المكان فما أنا إلا مأمور...

فعلاً في ذلك عبرة عندما نفقد شيئاً أو نعطي شيئاً يجب أن نعلم أنه مقسوم للآخر من الله عندنا وقد آخذه غصباً عنا بسيناريو عظيم من رب العالمين وستكون مكافأتنا وفقاً لما يراه المولى سبحانه وتعالى لنا فهو لايضيع شئ ولو كان حبة من خردل وهنا يكمن الإيمان المطلق بالله سبحانه وتعالى...

فمايحدث الآن من أحداث في العالم ومن سناريوهات تحتاج قليلاً من التأمل في سير الأمور وماتأول إليه بدقة ربانية صيغة لدوران الأرض وتعاقب الليل والنهار وحصول كل شخص على مايستحقه من مكتوب له فالله أكبر الله أكبر الله أكبر فتبسم عزيزي القارئ فأنت تحت رحمة الله سبحانة وتعالى فهو لن يضيعك مهما كنت صغيراً أم كبيراً غنياً أم فقيراً رجل أم أمرأة...