كان أبو فهد يتناول طعام العشاءمعي في منزلي قبل عامين من هذا اليوم الجمعة 13/10/ 1431هـ قبل أن يصاب بالجلطة الثانية في رأسه وكنت حينها أقراء عليه حلقتي دار الأيتام فتأثر تأثرا بالغا وهو يبكي أحسست من خلاله أنه يشعر ربما بالظلم له والتحامل عليه من جانبي فقلت له يابوفهد أنت الآن دكتور وأنت قدوتي ولا أخفي تأثري بك في كثير من الأمور وخاصة الإطلاع وأنا حين كتبت هذه المذكرات لم أكتبها لنفسي بل إني أقسمت بالله أن لا أجامل أحد أو أزيد في شيء وتلك والله فوق أنها أمانة دين وضمير فهي بنفس القدر أمانة أدبية تاريخية إن لم تكن محدودة بأحفادنا كأسرة فربما تكون ذات يوم في كتاب يستفيد منه الآخرين
وأشهد الله أني ترددت مرارا في ذلك الأمر الذي تطلب مني شجاعة أدبية مطلقة ربما يرى البعض أنها تتجاوز الصراحة إلى الوقاحة ولكنها تحكي الواقع الذي عشته
دعنا نتبادل المواقفوالمواقع
فإنه ليس من باب المجاملة أني لو كنت مكانك لأخذت بمبداء أن نجم شاب صغير مراهق وقد لايوفق في تحمل تربية هؤلاء الأيتام في ظل انعدام أي مدخرات مالية أو عينية يعتد بها إلى جانب تواضع مداخيله المادية
نعم قد أتفق معك في المبداء ولكني أختلف معك اختلافا كبيرا في الأسلوب ومعالجة الأمور ومن نظرة ماكان الرفق في شيء إلا زانه وماكان العنف في شيء إلا شانه وليست دار الأيتام هي الحل الوحيد والأخير ولكن هناك بدائل أخرى ذات جوانب إنسانية وتربوية كان يجب الأخذبها ماديا ومعنويا
نعم أختلف معك ولكن اختلافي معك لايلغي او يفسد محبتي وتوقيري لك من خلال تقبيل رأسك ويديك كوالد وأستاذ وقدوة صالحة
دعني أهمس لك ليس بسر ولكن اعتراف
حاولت أن أقتدي بك في صلة الرحم ولكني والله لم أفلح أبدا
حاولت أن أماثلك في الأرصدة العالية من الصداقات ولكني والله لم أستطعه ولن أستطيع
حاولت أن أكون مثلك في إقالة عثرات من أساء إلي والعفو عنه ولم أستطع
فإن كان في صراحتي ووقاحتي في مذكراتي مايغضبك فالتمس لي ولو بعض العذر فأنا والله أحبك حب الإبن البارلأبيه والتلميذ الوفي لمعلمه والمأموم المقتدي بإمامه
يكفيك فخرا أن تلامذتك من الدكاترة والأكاديميين والوجهاء والأصدقاء يقفون احتراما لك مقبلين مابين عينيك ولا أنسى ما حييت تلك الشخصية المصرفية المرموقة التي نزلت لك من أعلى طابق في مكتبها ورافقتك إلى مكتبها حتى أن صاحب هذه الشخصية من فرط محبته وتوقيره لك وعند توديعه لك قدم لك دفتر شيكات موقع على بياض ولكنك وبكل لباقة وإباء اعتذرت له بلطف عن قبول تلك الشيكات
أسأل الله وأبتهل إليه أن يرفع عنك البأس ويكتب أجرك وأجر وعافية وطهور إن شاء الله تعالى
مواقع النشر