بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

ضياع الحرمين






القائل شاعر تنبأ بضياع المسجد الأقصى و استيلاء اليهود عليه قبل ضياعه بـ 32 سنة

في بيته الشهير ضمن قصيدته التي ألقاها أمام ولي العهد السعودي آنذاك الأمير سعود

بن عبدالعزيز الذي كان في زيارة للمسجد الأقصى عام 1935م قال:




يا ذا الأمير أمام عَيْنِـك شاعرٌ
ضُمَّت على الشَّكوى المريرة أَضْلُعُهْ
المَسجد الأقصى أَجِئْتَ تَزُورُه؟
أم جئـت من قِبَلِ الضِّياع تُوَدِّعُهْ؟




و ما أصدق حدس الشاعر في هذا البيت إذ تنبأ بضياع الأقصى وهذا ما حدث بعد ذلك ، وقد كان

عمر الشاعر حين ألقى هذه القصيدة 22 سنة....
إنه الشاعر الفلسطيني الشهيد عبدالرحيم محمود رحمه الله الذي انضم إلى صفوف مقاومة

الاحتلال البريطاني في سن مبكرة و هو من مواليد قرية عنتبا التابعة لقضاء طولكرم

عام 1913م ، استشهد عام 1948م ، لقب بالشاعر الفلسطيني الشهيد ، درس في مدرسة

عنتبا الابتدائية ومدرسة طولكرم الابتدائية ثم في مدرسة النجاح الوطنية في نابلس " جامعة

النجاح الآن ...

عمل مدرساً للأدب العربي في مدرسة النجاح الوطنية ، عندما اشتعلت الثورة الكبرى في

فلسطين سنة 1936 م استقال من وظيفته وانضم إلى صفوف المقاتلين في جبل النار....


طاردته حكومة الانتداب البريطاني بعد توقف الثورة .. فهاجر إلى العراق حيث أمضى

ثلاث سنوات دخل فيها الكلية الحربية في بغداد ثم عاد إلى فلسطين سنة 1942م .


اشتعلت الثورة الفلسطينية مرة أخرى سنة 1947 ضد التقسيم ، انضم عبد الرحيم محمود

إلى صفوف المجاهدين للدفاع عن أرض الوطن ، استشهد في معركة الشجرة بالقرب من مدينة

الناصرة في 13 تموز(يوليو) سنة 1948م .


أما البيت عنوان الموضوع فهو من قصيدة له كتبها عام 1931 م يطالب البنات فيها بالتحجب

والبعد عن مزاحمة الشباب وينبه ولاة أمرهن لخطورة ذلك ، قال فيها :





حوشوا البنات من الشوارع .. أو حــتّموا لبس البراقع


فبناتــــكــــن مــــــــوائع .. وشبابكم والله صـــائـــع


تلـــك الـكــنــافة لا يـــلــيق .. بأن تــمـرّ أمام جائــــع


حتما يريـــّل مـــن يــراهــا .. أو يــمــد لهــا الأصابع


إن يُكشف العسل المصـفّـى .. فالّذبــــاب علـــيه واقــع


آه مـــن لـبـــس الحــريـــر .. يشفّ عن عدد الأضالـع


آه من مشـــــي الـبـنـــــات .. وميــــلة الجـيد المطاوع


تمشي الفـتـــاة فتنثـنــــــي .. كالغصـــن تثنيه الزوابـع


برزت لمــيـــدان الـغــــرام .. ولم تجد من ذاك مانــــع


إن لم يكن معها الحســـــام .. فطرفها الماضي مـضارع


أو لــــم تهز من الرمــــــاح .. فخصرها في الهز بـارع


أو لم تصـــارع بالـــيديـــن .. فلحظها الساهي يـصارع


يا قــــوم ويـحـــكم كـفــــى .. ما في البلاد من الفظائــع


تلك الكواكـــب لا يلــيـــــق .. بأن تبين عن المطالــــع


مشي البنات على الطريــق .. يزيدنا فيهم مطامـــــــــع


ويزيدهنّ مطامعـــا فيــنـــا .. وهــذا الأمر واقـــــــــع


ولربما غلـــــب الحـــــرام .. على الغرام فبات ضائـــع


يا بــنـت فـلـتـتـحـجـبـــي .. كم في حجابك من منافــع


لا تتركي سحر الجمــــــال .. لكل ذي عيـــن يطالـــــع


عرض البضائع في الأنـام .. مسببٌ رخص البضائــــع


والحسن خير بضاعــــــةٍ .. فلتحفظيه عن الشـــوارع




ومن أجمل قصائد شاعرنا هذه القصيدة الشهيرة ذات المعاني العظيمة والتي

تنبئ عن بطل شجاع :





ســأحمل روحــي عـلى راحـتي *** وألقــي بهـا فـي مهـاوي الـردى


فإمــا حيــاة تســـــر الصــــديق *** وإمــا ممــات يغيــظ العــدى


ونفس الشـــريف لهــا غايتــان *** ورود المنايـــا ونيـــل المنــى


ومـا العيش لا عشـت إن لـم أكـن *** مخــوف الجنــاب حـرام الحـمى


إذا قلــت أصغــى لـي العـالمون *** ودوّى مقـــاليَ بيـــن الــورى


لعمـــرك إنــي أرى مصــرعي *** ولكـــن أغــذ إليــه الخــطى


أرى مصـرعي دون حـقي السـليب *** ودون بـــلادي هـــو المبتغــى


يلــذّ لأذنــي ســماع الصليــل *** ويبهــج نفســي مســيل الدمــا


وجســم تجندل فـي الصحصحـان *** تناوشـــه جارحـــات الفـــلا


فمنــه نصيــب لطير السـماء *** ومنــه نصيــب لأســد الــشرى


كســـا دمُه الأرضَ بـــالأرجوان *** وأثقــل بــالعطر ريــح الصبـا


وعفـــر منــه بهــي الجــبين *** ولكـــن عفــارا يزيــد البهــا


وبــان عــلى شــفتيه ابتســام *** معانيـــه هــزء بهــذي الدنــا


ونـــام ليحــلم حــلم الخــلود *** ويهنــأ فيــه بــأحلى الــرؤى


لعمــرك هــذا ممــات الرجـال *** ومــن رام موتــا شــريفاً فــذا


فكــيف اصطبـاري لكيـد الحـقود *** وكــيف احتمــالى لســوم الأذى


أخوفــاً وعنــدي تهــون الحيـاة *** وذلاً وإنــــي لـــرب الإبـــا


بقلبــي ســأرمي وجــوه العـداة *** فقلبــي حــديد ونــاري لظــى


وأحــمي حيــاضي بحـد الحسـام *** فيعلـــمَ قــومي أنــي الفتــى




أما قصيدته التي ألقاها أمام الأمير سعود فهي :



نجم السعود وفي جبينك مطلعه


أنى توجه ركب عزك يتبعه


سهلا وطئت ولو نزلت بمحمل


يوما لأمرع من نزولك بلقعه


والقوم قومك يا أمير إذا النوى


فرقه آمال العروبة تجمعه


مالوا إليك وكل قلب حبه


يحدو به شوقا إليك ويدفعه


يا ذا الأمير أمام عينك شاعر


ضمت على الشكوى المريرة أضلعه


المسجد الأقصى أجئتَ تزوره


أم جئت من قبل الضياع تودعه؟


حرم تباح لكل أوكع آبق


ولكل آفاق شريد أربعه


والطاعنون وبوركت جنباته


أبناؤه الضيم بطعن يوجعه


وغدا وما أدناه لا يبقي سوى


دمع لنا يهمي وسن نقرعه


ويقرب الأمر العظيم أسافل


عجلوا علينا بالذي نتوقعه


قوم تضل لدى السداد حصاته


ويسطر العادي عليه ويخضعه


شكوى وتحلو للمضيم شكاته


عند الأمير وأن ترقرق أدمعه


سر يا أمير ورافقتك عنايةٌ


نجم السعود وفي جبينك مطلعه




هل من متأمل؟؟؟


هل فعلاً نبحث عن ضياع الحرمين بدعاوي الفساد وخلع الحجاب والإختلاط؟؟؟




والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،