وعليكــم ورحمـة الله وبركاتــه

أخي الحبيب والغالي / أبو فيصل إبراهيم ؛؛؛ كل عام وأنت ومن تحب بخير أعاد الله عليك الأعياد وأنت ترفل بكل خير وفي دينك ودنياك تنال المزيد وتزيد ، وأعتذر عن التأخير فنحنُ مشغولون في هذه الأيام وأحسنت أخي الغالي فيما ذكرت هُنا ، فرحم الله الأموات ممن توفي في هذا الحدث وأن يجبر الله أهاليهم ، وأن يعوض الله لأحبابنا وأهلنا في جدة ممن فقد أملاكه أن يعوضه الله خيراً منها في الدنيا والآخرة اللهم أمين وأن ينتقم الله للمتهاونين والمتلاعبين بــ ألأمانة التي وكلت عليهم في الدنيا والآخرة .
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيصل ابراهيم مشاهدة المشاركة


لاشك وأن للظلم والتجاوز أثر فيما حدث فلم تخلو جدة من الظلم ولم تخلو كأي مدينة من وجود من يفسد فيها ماليا وأخلاقيا ولكنها كأي مدينة فيها الصالح والطالح ، وفيها من ينكر المنكر ، ومانستطيع نحن إلا أن ننكره بأقلامنا وألسنتنا وقلوبنا وللدولة ان تنكره بيدها حتى لانتعدى حدود اختصاص الدولة ، ولننادي بأن أهل جدة لايزالون ينكرون النكر ويأمرون بالمعروف وكثير من هم يفعلون ذلك ولايمنعهم إلا متنفذ وصلت شخصيته لدرجة عدم المساس بما يخص أصحاب السمو أو حصانة لم يستطع أن يقترب منها مواطن عادي ، وهذا ما يحدث في كثير من مدن المملكة ولاداعي للتحديد فالأمثلة كثيرة وقد رأينا ما يسوء العين والقلب وقرأنا من مقالات بعض الشيوخ في المناطق الأخرى ما يشيب له الرأس ، ولكن لندعوا الله أن يرفع عنا هذا المصاب وأن يجازي كل مقصر ، وكل متهاون ، وكل ناعق على العمى ، وكل من يدعو للفساد بشتى صوره بأن حسبنا الله ونعم الوكيل .
لقد رأيت أنا مثلما رأيتم أنتم مما أصاب أحبابنا من أهل جدة فالمُسلمين جميعاً ومن أهل السنة والجماعة يؤمنون أن ما يصيبهم من خير ورخاء فهو من نعمة الله عليهم ويجب علينا أن نشكر مسديها وموليها بالرجوع إلى طاعته باجتناب ما نهى عنه وفعل ما أمر به وإننا جميعاً إذا قمنا بطاعة الله ونحن شاكرون لنعمه حينئذ نستحق ما وعدنا الله وتفضل به علينا من مزيد هذه النعمة يقول الله عز وجل( وما بكم من نعمة فمن الله )
ويقول تعالى
(وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد )
ونحنًُ نعيش في هذه البلاد الكريمة ولله الحمد في نعمة وأمن ورخاء ولكن هذا الأمن والرخاء لن يدوم أبدا حتى نرجع إلى الله عز وجل ونتوب إليه ونقوم بطاعة الله ونأمر بالمعروف وننهى عن المنكر و نعين من يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر لأن هؤلاء الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر هم وجهة الأمة وهم الذين يردون عنها أسباب العقاب والعذاب فعلينا أن نناصرهم وعلينا أن نكون في صفهم وعلينا إذا أخطئوا أن نعرف الخطأ وأن نحذرهم منه وأن نرشدهم إلى ما فيه الهداية لا أن نجعل ما أخطئوا فيه سببا لإزالتهم وإبعادهم عن هذا المنصب أي كان من كان صغير أو كبير وما أصاب الناس مما حدث لهم بسبب معاصيهم وإهمالهم لأوامر الله عز وجل ونسيانهم لشريعة الله وليس خاص بجماعة من المسلمين في بلد واحد لا والغضب إذا أتى من الله عمت الصالح والفاسد وكلامي هذا عام وليس خاص لفئة معينة .
قال تعالى
( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون )
وهذه العقوبة ليست كعقوبة الأمم السابقة مثل عقوبة قوم عاد وثمود وقوم لوط بل والله أعلم أن هذه الأمة جعل الله عقوبتهم على ذنوبهم ومعاصيهم وأن يسلط الله بعضهم على بعض فيهلك بعضهم بعضا ونعلم جميعاً أن هذه الفتن في أي مكان والتي تحل بنا إنما هي من أنفسنا وذنوبنا جميعاً فالأمانة ضاعت من كثير من أبناء المسلمين والسرقات والرشاوى والإهمال وخدعة الأسهم والزنا والتحايل على الضعفاء ظهرت ومن عمِل بهذه التي لا يرضاها الله سبحانه وتعالى ولا رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم فليعد الجواب عندما يقف بين يدي الله ما أعظم هذا الموقف .
اللهم إنا نسألك أن توفق ولاة أمورنا وأن ترزقهم الاعتبار بما وقع وأن توفقهم لما تحب وترضى يا رب العالمين اللهم إنا نسألك أن تبعد عنهم كل بطانة سوء إنك على كل شئ قدير اللهم أبدلهم ببطانة خيرة تدلهم على الخير وتأمرهم به وتحثهم عليه يا رب العالمين اللهم من كان من بطانة ولاة أمور المسلمين ليس ناصحا لهم ولا لرعيتهم فأبعده عنهم وأبدلهم بخير منه بالناصح الأمين يا رب العالمين .


تأمل كلام أبن قيم الجوزية رحمه الله وهذا في زمانه فكيف لو رأى زماننا هذا ماذا يقول ..؟؟
قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله في زاد المعاد ( 4 / 362 ـ 364 )

( ومن له معرفة بأحوال العالم ومبدئه يعرف أن جميع الفساد في جوه ونباته وحيوانه، وأحوال أهله حادث بعد خلقه بأسباب اقتضت حدوثه، ولم تزل أعمال بني آدم ومخالفتهم للرسل تحدث لهم من الفساد العام والخاص ما يجلب عليهم من الآلام، والأمراض، والأسقام، والطواعين والقحوط، والجدوب، وسلب بركات الأرض، وثمارها، ونباتها، وسلب منافعها، أو نقصانها أمورًا متتابعة يتلو بعضها بعضًا، فإن لم يتسع علمك لهذا فاكتف بقوله تعالى‏
‏ ‏{ ‏ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس‏ }‏الروم‏/41

ونزّل هذه الآية على أحوال العالم، وطابق بين الواقع وبينها، وأنت ترى كيف تحدث الآفات والعلل كل وقت في الثمار والزرع والحيوان، وكيف يحدث من تلك الآفات آفات أخر متلازمة، بعضها آخذ برقاب بعض، وكلما أحدث الناس ظلمًا وفجورًا، أحدث لهم ربهم تبارك وتعالى من الآفات والعلل في أغذيتهم وفواكههم، وأهويتهم ومياههم، وأبدانهم وخلقهم، وصورهم وأشكالهم وأخلاقهم من النقص والآفات، ما هو موجب أعمالهم وظلمهم وفجورهم‏.‏ ولقد كانت الحبوب من الحنطة وغيرها أكثر مما هي اليوم، كما كانت البركة فيها أعظم‏.‏ وقد روى الإمام أحمد بإسناده أنه وجد في خزائن بعض بني أمية صرة فيها حنطة أمثال نوى التمر مكتوب عليها هذا كان ينبت أيام العدل‏.‏ وهذه القصة، ذكرها في مسنده ، على أثر حديث رواه‏.‏ وأكثر هذه الأمراض والآفات العامة بقية عذاب عذبت به الأمم السالفة، ثم بقيت منها بقية مرصدة لمن بقيت عليه بقية من أعمالهم، حكمًا قسطًا، وقضاء عدلًا، وقد أشار النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى هذا بقوله في الطاعون ‏(‏إنه بقية رجز أو عذاب أرسل على بني إسرائيل‏)‏‏.‏ وكذلك سلط الله سبحانه وتعالى الريح على قوم سبع ليال وثمانية أيام، ثم أبقى في العالم منها بقية في تلك الأيام، وفي نظيرها عظة وعبرة‏.‏ وقد جعل الله سبحانه أعمال البر والفاجر مقتضيات لآثارها في هذا العالم اقتضاء لا بد منه، فجعل منع الإحسان والزكاة والصدقة سببًا لمنع الغيث من السماء، والقحط والجدب، ..وجعل ظلم المساكين، والبخس في المكاييل والموازين، وتعدي القوي على الضعيف سببًا لجور الملوك والولاة الذين لا يرحمون إن استرحموا، ولا يعطفون إن استعطفوا، وهم في الحقيقة أعمال الرعايا ظهرت في صور ولاتهم، فإن الله سبحانه بحكمته وعدله يظهر للناس أعمالهم في قوالب وصور تناسبها، فتارة بقحط وجدب، وتارة بعدو، وتارة بولاة جائرين، وتارة بأمراض عامة، وتارة بهموم وآلام وغموم تحضرها نفوسهم لا ينفكون عنها، وتارة بمنع بركات السماء والأرض عنهم، وتارة بتسليط الشياطين عليهم تؤزهم إلى أسباب العذاب أزًا، لتحق عليهم الكلمة، وليصير كل منهم إلى ما خلق له، والعاقل يسيّر بصيرته بين أقطار العالم، فيشاهده، وينظر مواقع عدل الله وحكمته، وحينئذ يتبين له أن الرسل وأتباعهم خاصة على سبيل النجاة، وسائر الخلق على سبيل الهلاك سائرون، وإلى دار البوار صائرون، والله بالغ أمره، لا معقب لحكمه، ولا راد لأمره، وبالله التوفيق
‏)

قبل الخروج

الغريب أن الدول الشيوعية الملحدة ، إذا خان المسئول أُعدم ،وأذكر أن أحد الوزراء في الصين الشيوعية أعدم بعد ما ثبتت عليه التهمة .
ومع الأسف أن بعضاً من أبناء المسلمين يخون
الأمانة التي وكلت إليه ويسرق بعض من الأموال التي رصدت لهذا المشروع ولا يراقب عمل المشروع الذي أسند إليه ..!! وتجد البعض يتقاسمون الكعكة فيما بينهم،فلا حول ولا قوة إلا بالله .

ودمت بود