لبيد بن ربيعه
كان من أشهر الشُعراء المُخضرمِين
قرأتُ من الشعر الكثِير لكِن بشعرهِ رونق آخر




أقولُ لصاحِبيَّ بذاتِ غسْـلٍ
ألِمّا بي على الجدثِ المُقيـمِ
لننظُرَ كيـفَ سمَّـكَ بانيـاهُ
عَلى حِبَّانَ ذي الحَسَبِ الكريمِ
قَتَلْنَا تِسعـة ً بأبـي لبينَـى
وألْحَقْنَا الموالـيَ بالصَّمِيـمِ

:

أتَيْناكَ يـا خَيـرَ البرِيّـة ِ كُلِّهَـا
لتَرْحَمَنا مِمّـا لَقِينـا مـنَ الأزْلِ
أتَيْنَاكَ والعَـذْراءُ يَدْمَـى لَبَانُهـا
وقد ذهلتْ أمُّ الصّبيِّ عنِ الطّفْـلِ
وألقَى تَكنّيهِ الشّجـاعُ استِكانَـة
ًمنَ الجُوعِ صُمْتاً لا يُمِرُّ وَلا يُحلي
ولا شيءَ مِمّا يأكلُ الناسُ عندنَـا
سِوَى العِلْهـزِ العامـيِّ والعَبْهَـرَ
وَلَيـسَ لَنـا إلاَّ إلَيـكَ فِـرَارُنَـا
وَأينَ يَفِرُّ النَاسُ إلاَّ إلـى الرُّسْـلِ
فإن تَدْعُ بالسّقْيا وبالعَفْوِ تُرْسلِ
السماءُ لَنا والأمرُ يبقى على الأصْلِ


:

لعمري لئنْ كانَ المخبرُ صادقـاً
لقدْ رزئتْ في سالِفِ الدَّهرِ جعفرُ
فتى ً كانَ أمّا كُلَّ شيء سألْتَـهُ
فيعطي وأمّا كـلَّ ذنـبٍ فيغفِـرُ
فإنْ يَكُ نَوءٌ مِنْ سَحابٍ أصابَـهُ
فقَد كانَ يعلُو في اللِّقاءِ ويظفَـرُ

:

أبْكي أبا الحَزَّازِ يَوْمَ مَقَامَة ٍ
لمُنَاخِ أضيافٍ ومأوى مُقْتِرِ
والحيِّ إذْ بكرَ الشتاءُ عليهمُ
وعدتْ شآمية ٌ بيومٍ مقمـرِ
وتقنعَ الأبرامُ في حجراتهِمْ
وتَجَزَّأ الأيْسارُ كلَّ مُشَهَّـرِ
ألفَيْتَ أربَدَ يُستَضاءُ بوَجْهِهِ
كالبدرِ، غيرَ مقتّرٍ مُستأثـرِ


:

دعي اللومَ أوْ بِيني كشقِّ صديـعِ
فقدْ لُمتِ قبلَ اليـومِ غيـرَ مُطيـعِ
وإنْ كُنْتِ تَهوَينَ الفِـراقَ فَفارِقـي
لأمـرِ شتـاتٍ أوْ لأمْـرِ جمـيـعِ
فلَوْ أنّني ثمّـرْتُ مالـي ونسلَـهُ
وأمْسَكْتُ إمساكـاً كَبُخْـلِ مَنيـعِ
رَضِيتِ بأدْنَـى عَيْشِنـا وَحَمِدْتِنـا
إذا صَدَرَتْ عَـن قـارِصٍ ونَقيـعِ
ولكِنَّ مالـي غالَـهُ كُـلُّ جَفْنَـة ٍ
إذا حـانَ وِرْدٌ أسْبَلَـتْ بـدُمُـوعِ

:

طربَ الفؤادُ وليتهُ لـمْ يطـربِ
وعَناهُ ذِكْرَى خُلَّة ٍ لَمْ تَصْقَـبِ
سَفهاً وَلَوْ أنّي أطَعْتُ عَواذِلـي
فيما يُشِرْنَ بهِ بسَفْـحِ المِذْنَـبِ
لزجرْتُ قَلْبـاً لا يَريـعُ لزاجِـرٍ
إنَّ الغويَّ إذا نهي لـمْ يعتـبِ
فتعزَّ عنْ هذا وقلْ فـي غيـرِهِ
واذكرْ شمائلَ مِنْ أخيكَ المنجبِ
يا أربدَ الخيرِ الكريـمَ جـدودهُ
أفرَدتَني أمْشي بقَـرْنٍ أعْضَـبِ