بسم الله الرحمن الرحيم
سليمان بن صالح الخراشي
لنتخيل خروج قاسمٍ أمين آخر لتحرير " الرجل " هذه المرة ، وليس المرأة ، متفقًا مع صاحبه القديم في النظر إلى الرجل والمرأة وأحكامهما في الشريعة الإسلامية بنظرة ( المساواة ) ..
ولهذا أظنه سيقول في كتابه : " تحرير الرجل " :
( أيها السادة والسيدات ، لابد من تحرير الرجل المسلم ، ورفع الظلم عنه ، ومنع استئثار المرأة دونه ، بسبب تمسك المجتمع " الأنثوي " بالعادات البالية ، والتقاليد المتخلفة ، وإليكم أنواع الظلم الذي حلت بالرجل ؛ لعدم مساواته بالمرأة ؛ لعلنا نتعاون في رفعها عنه ؛ ولو بالتعاون مع : " المؤتمرات الدولية " و " القوى الخارجية " !
1- ياسادة : المرأة تستطيع أن تلبس الذهب والفضة، ولو كثر ، وهما من أجمل الجواهر ، وسواء كان محل اللبس الآذان أو العنق أو الصدر أو المعاصم أو الرأس أو الأصابع ؛ وسواء كان الحلي من القلائد والأقراط والجواهر والفتخ والخواتم والخلاخل ، فكل ذلك مباح لهن. أما الرجل المسكين فإنه لا يستطيع التزين بحلي الذهب والفضة ، ولا يلبس من ذلك شيئاً إلا ما استثني كالخاتم من الفضة فقط .
2- ياسادة : للمرأة أن تلبس الحرير ، وهو من أنفس الألبسة وأنعمها و أجملها ، ولكنه محرم على الرجل المظلوم إلا لعذر من مرض أوحكة.
3- ياسادة : لا تجب صلاة الجمعة ولا الجماعة على المرأة ، فأما الرجل فيجب عليه حضورها في المساجد خمس مرات في اليوم والليلة ، ولا يخفى ما في هذا من التعب والمشقة .
4- ياسادة : لقد اتفق الفقهاء على أن الزوج لا يدفع زكاة ماله إلى زوجته الفقيرة لوجوب نفقتها عليه ، بعكس المرأة التي يجوز لها أن تدفع زكاة مالها لزوجها .
5- ياسادة : هل تعلمون أن زكاة الفطر تجب على الزوج دون الزوجة ؟!
6- ياسادة : يسقط عن المرأة الحائض والنفساء طواف الوداع ولا تقعد في مكة لأجله. أما الرجل فيجب عليه ، ولا يخفى عليكم ما في هذا من مشقة ومزاحمة .
7- ياسادة : الجهاد بالنفس مأمور به الرجال دون النساء ، ولا يغيب عنكم ما فيه من تعريض النفس للمخاطر ، أما المرأة فتكسب أجر الجهاد العظيم بمجرد الحج ، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: يا رسول الله: نرى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد؟ قال: لكن أفضل الجهاد حج مبرور.
8- ياسادة : الرجل المحارب يُقتل ، ومثله من يُعين برأي أو مكيدة من الرجال الشيوخ ، أما المرأة فلا تُقتل في الحرب .
9- ياسادة : القرار في البيت وتدبير شؤون الزوج والأولاد وظيفة أولى للمرأة ، قال تعالى: ( وقرن في بيوتكن ) .. الآية، أي : الزمن البيوت ولا تخرجن ، وكن فيها أهل وقار وهدوء وسكينة. أما الرجل المسكين فهو مطالب بالخروج ، والكدح ، والتعب .
10- ياسادة : المرأة أولى بالحضانة من الرجل. لحديث عبدالله بن عمرو بن العاص: "أن امرأة قالت: يا رسول الله : إن ابني هذا كان بطني له وعاء ، وحِجري له حواء ، وثديي له سقاء ، وزعم أبوه أنه ينـزعه مني. فقال: "أنتِ أحقُ به ما لم تنكحي". فلماذا يُحرم الرجل من فلذة كبده ؟!
11- ياسادة : المرأة إذا قَتلت قتلَ خطأ فإنها لا تدفع من الدية شيئاً ، وإنما العاقلة - وهم العصبات الذكور - هم الذين يحملون الدية عنها في قتل الخطأ.
12- ياسادة : " القسامة " في باب الجنايات تختص بالرجال ، دون النساء .
والقسامة هي أن يوجد رجل مقتول بين قوم متشاجرين أو بين حيين ولا يُعلم مَن قتله. فيُطالب " الرجال " من أوليائه بالقَسَم أن فلانًا قتله – إذا ماكانت هناك قرينة على القتل - . أما المرأة فقد ارتاحت من هذه الأمور .
13- ياسادة : الفقهاء مجمعون على أن المهر حق للمرأة ، وهو واجب على الزوج. ولكم أن تتخيلوا مقادير المهور التي يدفعها الرجال ، وقد أعفيت منها النساء .
14- ياسادة : النفقة حق من حقوق الزوجة على الزوج ، يدفع لها ما يكفيها من الطعام والكسوة ويُعد لها السكن المناسب لبيئتها . أما المرأة فلا حق له عليها .. ( يُذكر أن أكثر من نصف عقارات الرياض بأسماء نساء ! اللهم زد وبارك ) .
15- ياسادة : المرأة لايجب عليها أن تنفق على أولادها بوجود الزوج ، وكذلك لا تنفق على أقاربها إلا من باب البر والإحسان فقط . بخلاف الرجل .
هذا ياسادة غيض من فيض ، مما حل بالرجل المنتهك الحقوق ، في مجتمعات " أنثوية " لا تعترف إلا بحقوق المرأة . فساهموا – رعاكم الله – في رفع الظلم عنه ؛ ولو بكلمة أو مقال أو اقتراح ؛ إلى أن تنجلي الغمة ، ونفرح بتحرره من القيود . أخوكم : قاسم أمين ) .
تعليق- نظر قاسم أمين " الأول " إلى أحكام الرجل والمرأة في الإسلام بنظرة " المساواة " ؛ فوجد شيئًا من التفاوت ، فظنه من الظلم ؛ فقرر أن يُحرر " المرأة " ؛ فأوقع الأمة في فتنة وصراعات مفتعلة ..
- ونظر قاسم أمين " الثاني " إلى أحكام الرجل والمرأة في الإسلام بنظرة " المساواة " ؛ فوجد شيئًا من التفاوت ، فظنه من الظلم ، فقرر أن يُحرر " الرجل " ؛ فسيوقع الأمة فيما أوقعها صاحبه الأول ..
وكلاهما مخطئ ..
لأن الإسلام دين ( العدل ) لا دين ( المساواة ) ..
- بل إن ( المساواة ) بين الأشياء المختلفة – فضلا عن إنكار الشرع لها - مما تُنكره العقول السليمة ، والفِطَر المستقيمة . فالشمس غير القمر ، والسماء تختلف عن الأرض .. وهكذا ؛ لكل خلقٍ طبيعته ووظيفته . وما حال من يساوي بين الأشياء المختلفة إلا كمن يقول : سأقطع اللحم بالكأس وأشرب بالسكين !
- ولو نظر الاثنان بنظرة " العدل " - مستحضرَيْن قوله تعالى : ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ) .. وحذرَيْن من قوله تعالى : ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرًا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا ) .. وقوله تعالى : ( فلاوربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجًا مما قضيت ويسلموا تسليما ) - لأراحا أنفسهما وأراحا الأمة من شرور كثيرة ..
والله الهادي ..
صيد الفوائد
مواقع النشر