من حكى لك

مررت بعارض في أذني وقد أعطاني الطبيب قطرة للآذن فأستخدمتها واحتفظت بالباقي في صيدليتي الخاصة وبعد فترة عاودني الالم وهرعت الى تلك القطرة فخلطت بينها وقطرة العين ووضعت قطرة العين فوضعتها في آذني مما تسبب علي بأنسداد في الآذنين فأصبحت مثل التائه وسط الناس فعرفت أن السمع أهم من البصر ففي الدعاء اللهم عافني في سمعي اللهم عافني في بصري وكنت أستغرب لماذا سبق الدعاء بالمعافاة في السمع على البصر..!؟

عندما يكون لك أذنين وفم واحد فهذا دلالة على أنك ستسمع أكثر مما تتكلم فأحرص على ذلك أيضاً أعلم أن معظم ماتسمعه عن الآخرين هو شئ يحبه أو يكرهه المتكلم فيهم فهذا يوجب عليك الحذر بأن المتحدث يلقي عليك الوصاية ثم التبعية ويحدد خياراتك عن الآخرين فلا تنساق لذلك فلربما تجد فيهم ماتحب أو ماتكرهه غير ماذكر لك فلاتحكم بمعلومات أستباقية تخزنت في عقلك الباطن من وسوسة شياطين الأنس..

قراءة المعوذتين والتأمل فيهما فيه من العجب والفهم لآلية الكلام والشر فيه فمثلاً سورة الفلق الله أقسم بأسم واحد من أسمائه الحسنى وأعاذنا من معظم شرور الكون وأعظمها على النفس البشرية في التعاملات اليومية بينما في سورة الناس أقسم بثلاث أسماء من أسمائه الحسنى وأعاذنا من شئ واحد وهو الوساس وبين أنه نوعين شيطاني وأنسي فالشيطاني يخنس ويبعد بذكر الله ولكن الأنسي يبقى لانه يتخزن في العقل الباطن ويسترجع في كثير من الأحيان بصورة سلبية ولك أسقاط ذلك على مواقف مرت بك مما يجعلنا نحذر كثيراً من الكلام سواء عنا أو عن الآخرين فالعقل يأخذ الموقف ويكون له احداث تصويرية ويسقطه على حياتنا بحيث يصبح حذر أو خوف..

ماقصدته أن الأنسان يتوجب عليه في الحديث والإستماع إلى أختيار الجميل من القول والمتفائل منه وذلك تجنباً لشحن النفس بما هو محبط لها فالله خير ولاياتي منه إلا الخير والشر من الشيطان والنفس فأحذر كل شئ سيئ خبراً أو فعلاً فهذا سوء أستخدام للنفس فأجعل سمعك وقولك طيب لأن معظم ماتتحدث به هو ترجمه لما تستمع إليه فالعين أيضاً جزء من عملها سمعي وهو قراءة أو رؤيا الأحداث فأحذر مما تقراء أو ترى..

أن الخالق أمرنا بالتبصر في خلقتنا كي نحسن التعامل مع الذات ووضع الدستور والتشريع الكامل لذلك فأحياناً عندما نفهم مانقراء وأهمية مانملك وكيفيته نتجاوز الكثير من الأمور التي تعترينا في حياتنا اليومية فنتدرع عن كل شئ يؤذينا ونصبح أفضل وأقوى وأكثر أستقراراً أنه فهم جمال الكون من خلال معية الله والتي تتحق بفهم مطلق لروعة صنعة لنا والغرض من ذلك فالعبادة ليست فعل فقط بل هي تحاور روحي مع الخالق سبحانة وتعالى بالتبصر والتفكر في جميل هباته..

حفظكم الله وهناكم وطيب حياتكم وهداكم إلى جمال عبادته والإبتهال إليه في فرح وسرور..


شيخوخي