الدوحة (واس) مع تواصل منافسات كأس العالم FIFA قطر 2022 وما تتضمنتها من إثارة وترقب وأفراح وأتراح ومفاجآت، اعتادت جماهير هذه البطولة طوال تاريخها أن تعيشها حتى صافرة حكم آخر مباراة من مباريات هذا الحدث الكروي العالمي.



ولعل أهم ما تشهده هذه النسخة من كأس العالم، حقائق جديدة تهزم المستحيل وتعيد صياغة تاريخ كرة القدم عموماً ، وتاريخ بطولة كأس العالم على وجه الخصوص، في حين يعيش متابعيها وعشاق المستديرة من جهة أخرى حضور نجوم ولاعبين متميزين ربما لن يكونوا حاضرين في نسخ مقبلة، إلى جانب توقعات قوية وترقب لكسر أرقام سجلت في النسخ السابقة من هذه البطولة الكروية العريقة، المصنفة كأهم بطولة كرة قدم في العالم بأسره.

البداية وقّعها منتخبان آسيويان (السعودي والياباني)، عندما سجّلا أولى وأهم المفاجآت في مونديال قطر 2022، بتحقيق فوزين مهمين على منتخبين عريقين ومرشحين للنيل اللقب العالمي (الأرجنتيني والألماني)، وذلك في أولى جولات مرحلة المجموعات في هذا المونديال، إذ جاء هذان الفوزان مقرونان بالمستوى التقني الجيد، الذي ألغى هيمنة المنتخبين المرشحين، وفكرة أن فوز هذين المرشحين من المسلّمات في كرة القدم، فكان انتصار الأخضر السعودي والساموراي الياباني مكافأة ونتيجة عادلة للتفوق التقني ميدانياً في كلتا المواجهتين.



هذه المفاجأة فتحت الباب على مصراعيه أمام فرصة رفع آمال وطموحات منتخبات كانت ترى مع جماهيرها استحالة تحقيق نتائج إيجابية ضد منتخبات سجل التاريخ لها صولاتها وجولاتها في ملاعب كأس العالم طوال تاريخه، لاسيما وأن الأخضر السعودي الذي فاز بنتيجة 2-1 على الأرجنتين، والساموراي الياباني الفائز على الألمان بثنائية نظيفة، حفرا كتابةً في الصخر أن لعبة كرة القدم تعترف فقط بالعطاء والجدية والتركيز والتفوق التقني داخل أرض الملعب، بل وتكافئ ذلك بنتائج إيجابية تفرض احترام المنافسين، وتتجاهل الرصيد التاريخي والسجل الذهبي أياً كان صاحبه.

هذا المونديال الذي تحتضنه منطقة الشرق الأوسط ممثلة في دولة قطر، لم يخلو من أحداث ومستجدات من شأنها تغيير القادم من النتائج، والتكهنات بما سيحدث، لعل من أبرز تلك المستجدات تأكيد غياب النجم البرازيلي نيمار عن مباراة سويسرا المقررة الإثنين المقبل في الجولة الثانية من منافسات المجموعة السابعة، بسبب إصابته بالتواء في كاحل قدمه اليمنى في المباراة الأولى التي لعبها منتخب بلاده ضد صربيا وانتهت لصالحه (2 صفر)، بحسب ما أعلنه اليوم طبيب منتخب البرازيل رودريغو لاسمار، إذ كشف في فيديو بثه الاتحاد البرازيلي للعبة عن معاناة نيمار من إصابة في "الرباط الجانبي للكاحل"، بينما أصيب المدافع دانيلو بدوره بالتواء في الكاحل، مؤكداً أن اللاعبين لن يتمكنا من المشاركة في مباراة منتخبهم المقبلة، لكنهما يواصلان علاجهما بهدف الاستعانة بهما في الوقت المناسب لخوض باقي منافسات هذه الكأس العالمية التي يسجل فيها المنتخب البرازيلي نفسه كأكثر المنتخبات تتويجاً بها بواقع ست مرات.



من جانبه يبدو أن المهاجم البلجيكي لوكاكو سيتمكن من المشاركة مع زملائه اللاعبين في المباراة القادمة لمنتخب بلاده التي سيخوضها ضد منتخب المغرب في ثاني الجولات لحساب المجموعة السادسة، بحسب أنباء صحفية تبين أن اللاعب شوهد وهو يركض بالكرة، مع باقي مجموعة اللاعبين زملائه خلال الحصة التدريبية التي جرت اليوم في معسكر المنتخب البلجيكي على شاطئ سلوى، على بعد مئة كيلومتر جنوب غرب الدوحة، إلا أن الشكوك لا زالت تحوم حول مشاركته في المباراة ضد المغرب الأحد، إذ أكد الوفد البلجيكي قبل بداية البطولة أن جاهزية لوكاكو سكون مرجحة في المباراة الثالثة والأخيرة ضد كرواتيا الخميس المقبل.

وكان المهاجم البالغ من العمر 29 عامًا قد شارك مع منتخب بلاده أمس الخميس في حصة لإزالة العياء، إي في اليوم التالي للمباراة التي حقق البلجيكيون فيه فوزاً صعب على كندا (1 صفر) في الجولة الأولى من منافسات المجموعة السادسة، لكن لا يزال من الضروري "معرفة كيف ستكون حالته" حسب مدربه الإسباني روبرتو مارتينيس، الذي أشار إلى أنه بانتظار رأي الجهاز الطبي للمنتخب في هذا الصدد، فمتى أكد جاهزيته، فإنه كمدرب سيعمد إلى ضمه إلى تشكيلة الفريق في المباراة القادمة، إمّا أساسياً أو على دكة البدلاء، الأمر الذي بث داخل الفريق جرعة معنوية إيجابية، لاسيما وأن بعض اللاعبين أكدوا في تصريحاتٍ لهم أنه سيكون إضافة مهمة يحتاجونها إلى جانبهم في المواجهات المقبلة.


من جهته يأمل مهاجم منتخب ألمانيا كاي هافيرتس أن تكون مباراتهم القادمة ضد إسبانيا نقطة تحول لهم كلاعبين، بعد الخسارة الافتتاحية أمام اليابان بنتيجة 1-2، مؤكداً أنهم كلاعبين يمرون بوقت سيئ، لذا فإن المباراة ضد إسبانيا يمكن أن تكون نقطة تحول بالنسبة لهم وسيستعيدون توازهم في حال استطاعوا الفوز، فحلمهم لعب مثل هذا النوع من المباريات، لافتاً الانتباه إلى أن خسارة هذه المباراة أما الإسبان المتألقين، الذين استهلتوا مشوارهم في البطولة بفوز ساحق على كوستاريكا بسباعية، ستتسبب في خروج ألمانيا من كأس العالم بنسبة كبيرة، للمرة الثانية على التوالي بعد الفشل الذريع في مونديال روسيا عام 2018.

بدوره، أوضح زميله اللاعب يوليان براندت الذي بقي على دكة البدلاء في المباراة أمام اليابان أنّ اللقاء ضد بطل العالم 2010، سيكون فرصة لإعادتهم إلى الطريق الصحيح، إذ يمكنهم أن يستعيدوا الكثير من الثقة، والطاقة.
من جانبه دخل النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو التاريخ بعد أن بات اللاعب الأول الذي يسجل في خمس نهائيات لكأس العالم، بافتتاحه التسجيل لمنتخب بلاده في مرمى نظيره الغاني الخميس في مونديال قطر 2022.

وجاء الهدف الثامن لرونالدو في كأس العالم من ركلة جزاء انتزعها بنفسه وسددها بنجاح في الشباك الغانية، ما سيخفف الضغط عن ابن الـ37 عاماً الذي وجد نفسه عرضة للانتقادات بعد هجومه على فريقه مانشستر يونايتد الإنكليزي ومدربه الهولندي إريك تن هاغ، ما أدى الى فسخ عقده مع النادي بالتراضي.



وكان رونالدو افتتح رصيده المونديالي بهدف عام 2006 ثم مثله في 2010 و2014 قبل أن يسجل أربعة في 2018، بينها ثلاثية في مرمى إسبانيا (3-3).

وتجاوز ابن الـ37 عاماً الأسطورة البرازيلية بيليه الذي سجل في أربع نسخ (1958 و1962 و1966 و1970)، والألمانيان أوفه زيلر الذي سجل في نفس النسخ الذي سجل فيها بيليه، وميروسلاف كلوزه (2002 و2006 و2010 و2014).

وعزز رونالدو سجله كأفضل هداف دولي بـ118 هدفاً في 192 مباراة، وبات على بعد هدف من معادلة الأسطورة أوزيبيو كأفضل هداف برتغالي في نهائيات كأس العالم، لكن الأخير سجل جميع أهدافه التسعة في نسخة واحدة عام 1966م.



تم استبدال (الفني) إلى (التقني) اتقان