فيرجن جواليا (دويتشه ﭭيله) : لا يوجد تنظيم إرهابي يسيطر على الإنترنت كما يفعل تنظيم ما يسمى "بالدولة الإسلامية" "داعش"، حيث يعتمد بشكل كبير على التجنيد الإلكتروني. كما يقوم بحملات خاصة من أجل تجنيد الفتيات المراهقات، مثل الفتاة الألمانية "ليندا".



ما الهدف من حياتي؟ سؤال يطرحه تقريباً معظم الشباب في مرحلة ما من عمرهم ويبحثون له عن إجابة. لذلك لا يُستبعد أن بحثت الفتاة الألمانية "ليندا" المعتقلة حاليا في العراق عن جواب لسؤالها وتغوص في شبكة الإنترنت.

لكن يبقى السؤال الأهم في هذا الصدد هو ما الذي يمكنه أن يدفع فتاة ألمانية مثل "ليندا" إلى الارتماء في أحضان تنظيم إرهابي كـ"داعش"؟ الكثيرات ينبهرن بدور الزوجات والأمهات، اللاتي تُسند إليهن مهمة تمرير الفكر الإسلامي للجيل التالي. ويبدو لهن الأمر مغرياً بشكل كبير، لكن ما الذي يجعل منه كذلك؟.

قصص الحب والقطط
يعتمد داعش على الإنترنت في عملية التجنيد، وخاصة على منصات التواصل الاجتماعي، أكثر من أي تنظيم إرهابي آخر، كما كتب خبير الإرهاب الإسرائيلي يورام شفايتزر في دراسة نشرت لمعهد الدراسات الأمنية في جامعة تل أبيب. فيما تؤكد عالمة الأجناس سوزان شروتر أن "قسم التواصل الاجتماعي في تنظيم داعش، ضخم ويعمل بشكل جيد".

وتصف شروتر نشاط "داعش" على الإنترنت بـ"الممتاز"، وذلك لا يقتصر نشاطه على وسائل التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك وتويتر ويوتيوب وانستغرام وسناب شات، ولكن تنظيم "داعش" يمتاز أيضا بتطويره حملات موجهة نحو فئات معينة. "هناك حملة تستهدف فقط النساء والفتيات"، تقول شروتر. هناك يُظهر داعش جانبه الرومانسي، من خلال مدونات إنترنت تحكي قصص الحب بين الفتيات، اللاتي التحقن بـ "الخلافة" و"المجاهدين الأبطال". "لاقت الفيديوهات الذي تظهر مقاتلي داعش مع قطط صغيرة نجاحا ً بشكل خاص"، كما تقول شروتر.


لا يقتصرنشاط داعش على وسائل التواصل الإجتماعي ، ولكنه يطور حملات موجهة نحو فئات معينة.

الرسالة التي يريد داعش تمريرها من خلال هذه الفيديوهات، تتمثل في أن مقاتل "داعش" ليس شخص قوي وشجاع فقط، وإنما هو أيضا شخص محب وعطوف. ومن الممكن أن يكون "داعش" قد لامس تطلعات وأحلام الفتاة الألمانية "ليندا" من هذا الجانب.

الطعم يختبئ على شبكة الإنترنت
"يمكن أن يكون الاهتمام بالإسلام والأمل في إيجاد أجوبة عن الأسئلة طعم داعش في تجنيد الشباب أيضاً "، كما يرى عالم الاجتماع ستيفان هومر والباحث في الإرهاب والتطرف على شبكة الإنترنت. في بداية ظهور "داعش"، لم يكن وجود هذه المنظمة الإرهابية على شبكة الإنترنت موضوع بحث إلى حد كبير. وقد وجد هومر وزملاؤه أن البحث عن بعض المصطلحات، مثل "الجهاد" أو "الشريعة" تنقل بسرعة إلى صفحات لها علاقة بتنظيم "داعش". "هنا عشوائية البحث هي الهدف"، يقول هومر.


عالمة الأجناس زوان شروتر

التضافر والتماسك والعائلة
وحاول عالم الاجتماع هومر شرح كيفية تجنيد الشباب إلكترونيا، إذ أعطى مثالاً على ذلك بالإنسان الذي يدخل إلى السوبر ماركت، أو المسجد أو في المنتديات على الانترنت ويكون بحاجة إلى المساعدة، أو البحث عن شيء ما أو معرفة شيء ما، فغالبا ما يميل هذا الشخص أكثر إلى الأخذ بما يقدم له من معلومات. وما تبيعه "داعش"، هو التضافر والتماسك المطلق، كما يقول هومر. تنظيم "داعش" يقدم للشباب الوعد التالي: "انظم إلينا، وسنحقق كل أحلامك". في حالة تصديق الشباب لهذا الوعد، لا يكون الطريق إلى الانضمام لمناطق حرب التنظيم طويلا. لكن عالمة الأجناس شروتر ترى أن عملية الوصول إلى تجنيد الشباب يبقى صعباً". ولكن ليس من المؤكد بعد إن كان حلم "ليندا" من خلال التجربة التي عاشتها في الموصل قد تحطم. يبقى أن نتنظر جوابا على ذلك، وعلى الغالب لن يكون الأمر كذلك.


الموصل ـ مصفحات "داعش" في قبضة الشرطة العراقية
مقر الشرطة الاتحادية في الموصل. استغله تنظيم داعش الإرهابي كورشة لتغيير سيارات استولى عليها أو حصل عليها بطرق مختلفة إلى عربات مصفحة.



لجأ التنظيم إلى لحام الواح من الحديد حول السيارات كانت تستعمل غالباً من قبل ما يطلق عليهم "انغماسيون". لا يعرف الطراز الأصلي لهذه السيارة.



استعمل الجيش العراقي صواريخ حرارية لضرب هذه العربات وتدميرها. يمكن أن تمنع الألواح الحديدية اختراق الطلقات النارية، لكنها لا تصمد أمام الصواريخ الحرارية.



دبابة يبدو أنها من طراز تي 52 السوفيتية. غلفت بحاوية معدنية. كان يراد من عملية التغليف عدم استهداف برج الدبابة واخفائها أيضا عن عيون الطائرات العراقية.



عدد من العربات المدرعة في ساحة مقر الشرطة الاتحادية العراقية في الموصل. بعد حوالي 3 أعوام من احتلال المدينة، عاد الشرطي إلى مقر عمله.



سيارة بدفع رباعي من طراز كيا الكورية الجنوبية. درعت تماما حتى الزجاج الإمامي. كانت مثل هذه السيارات تستعمل لأغراض انتحارية.



السيارة من الخارج. وبجانبها عدد من نفس الطراز. التحقيقات تجري لمعرفة مصدر مثل هذه السيارات من خلال ارقام تسجيل الانتاج.



الكاتب: عباس الخشالي