تونس (الشروق) : ستعيش تونس من 24 مارس الى 2 أفريل على إيقاع الدورة الثالثة والثلاثين لمعرض تونس الدولي للكتاب تحت شعار " نقرا لنعيش مرتين " واعتبر المبخوت أن المعرض هو مهرجان ثقافي وأدبي كبير واستمرار لتقاليد تونسية لكنه شهد بعض الاضافات في هذه الدورة من بينها اختيار شعار للمعرض وهي منحوتة عثر عليها في مدينة تونس بين 70 و19 قبل الميلاد تمثل فرجيل بين سيدتين وهي تؤكد شيوع ثقافة القراءة في أفريقية ولأول مرة سيكون هناك حفل افتتاح كبير سيتم خلاله تكريم عدد من الكتاب وتوزيع جوائز الابداع والنشر التي كان الدكتور محمد محجوب وراء بعثها في دورة 2015 وقد تم في هذه الدورة اختيار أعلام تونسيين لتوزع الجوائز باسمهم كما تم اعتماد القائمات القصيرة.



برنامج ثقافي
المبخوت قال أن ضيف الشرف سيكون لبنان برمزيته في الأدب والنشر والتنوير فضلا عن العلاقات الفينيقية بين تونس ولبنان كما ستكون جامعة كولومبيا هي ضيف شرف المعرض وهي اول مرة تزور فيها هذه الجامعة بلدا عربيا وكشف المبخوت عن أسباب اختيار هذه الجامعة وهي اول جامعة في أمريكا اللاتينية تأسست سنة 1754 وهي اول جامعة تدرس العلوم الانسانية كما نجد 100 من خريجيها حازوا على جائزة نوبل كما ستكون الأستاذة غياتري ستيفاك ضيفة معرض الكتاب التي تزور لاول مرة العالم العربي وهي من مؤسسي دراسات ما بعد الاستعمار وتمثل تيارا فكريا بارزا في العالم

ومن باب المساندة للناشرين السوريين تم تمتيعهم بـ50 % من التخفيضات وتمتيع الناشرين العرب بعشرين بالمائة بسبب الأزمة التي يعيشها سوق الكتاب العربي . ولأول مرة أيضا سيتم بث ثمانية أفلام مقتبسة عن أعمال أدبية بمناسبة خمسينية السينما التونسية . وفي البرنامج الثقافي أيضا ورشات في الرسم والخط والفلسفة للأطفال والناشئة ومسابقة التدوينة الأدبية باللغتين العربية والأنقليزية.

وسيشارك في المعرض كتاب ومفكرون من دول عديدة نذكر منها المغرب والجزائر ومصرو فرنساو كولومبيا والسودان وسوريا والكويت ولبنان وغيرها وسيكرم المعرض عددا من المبدعين التونسيين والأجانب منهم حمادي صمود والطاهر لبيب والعفيف الأخضر وفاطمة المرنيسي والبشير خريف ومحمد المرزوقي وتودوروف وشارل بودلير ويصل عدد الكتاب التونسيين المشاركين في المعرض 170 و الخارج 80 و157 نشاطا من بينها 49 لقاء حواريا و30 حول الكتاب التونسي و10 حول القصة والشعر.

ومن بين اللقاءات المدرجة في البرنامج نذكر مائة عام بعد الثورة الروسية بمشاركة محمد الكيلاني وصبحي حديدي وسمير أمين والرواية السورية والمنفى بمشاركة شهلاء العجيلي ومها الحسان وتكريم فاطمة المرنيسي بمشاركة آمال قرامي ورشيدة النيفر ومحمد حمزة ومسارات الرواية العربية بمشاركة ليلى العثمان وهالة فؤاد وآمال مختار وليانا بدر وقراءات قصصية لمحمود بلعيد وإيناس عباسي ونبيهة عيسى وآمنة الرميلي ونجاة دهان وليانا بدر وإبراهيم الدرغوثي وعبدالوهاب الفقي رمضان ووليد بن حامد.



ومن ندوات المعرض أيضا ندوة حول الرواية العربية المركز والهوامش بمشاركة نبيهة عيسى وسعد السنعوسي وحاجي جابر ويحي ام قاسم وماجد خيال وندوة حول حمادي صمود بمشاركة سالم حميش وجابر عصفور وندوة حول البشير بن سلامة بمشاركة الهادي التيمومي ومنصف وناس وغير ذلك من الأنشطة الثقافي.

أرقام
يصل عدد العارضين الى 240 من بينهم 97 ناشر تونسي و29 بلدا من القارات الخمس نذكر منها الولايات المتحدة الأمريكية واليونان وكندا وهولاندا وبلجيكيا والنمسا والأرجنتين والسينغال والصين وبريطانيا اضافة الى البلدان التقليدية مثل فرنسا وإيطاليا وإيران والعراق والإمارات المتحدة والمملكة السعودية وعمان والسودان ومصر وسوريا والأردن ولبنان والمغرب والجزائر والكويت وليبيا . وتحتل تونس المرتبة الاولى في عدد العارضين بـ97 تليها مصر ب46 ثم لبنان 28 ثم سوريا بـ25.


معرض تونس الدولي للكتاب
تونس - محمد رجب (إرم) : تقام الدورة “32” لمعرض تونس الدولي للكتاب في الفترة من 25 مارس/آذار إلى 3 أبريل 2016 تحت شعار “المصالحة مع الكتاب”، وذلك بمشاركة أكثر من 198 من الناشرين والموزعين والكتبيين الذين تمّ قبول ملفاتهم إلى حدّ الآن.



وأكد مدير الدورة القادمة، عادل خضر أنّ الدورة القادمة تراهن على المصالحة مع الكتاب وتجديد العلاقة بينه والقارئ الذي يبتعد شيئاً فشيئاً عن المطالعة، مشيراً إلى الشعار “الاستفزازي” للدورة، مؤكداً على ضرورة استرجاع مكانة الكتاب ودوره في الثقافة والاطلاع على ثقافات الآخرين وتجاربهم.

وأوضح عادل خذر لوكالة تونس أفريقيا للأنباء، أنه ينتظر أن تشارك في فعاليات المعرض الدولي للكتاب بتونس في دورته “32”، 21 بلداً من بينها الجزائر والمغرب وليبيا ومصر وسوريا ولبنان وعمان والعراق والسعودية والإمارات والكويت والأردن وتركيا وإيران وفلسطين وقطر وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا والصين.

وخصص المعرض جوائز تشجيعية للناشرين، تتمثل في جائزة أدب الطفل وجائزة التحقيق والترجمة وجائزة كتاب الفن وجائزة الناشر للعام 2016 وتبلغ القيمة المالية لكل واحدة منها 10 آلاف دينار (5 آلاف دولار).

كلمة مدير المعرض

نقرأ لنعيش مرتين... بل مرّات

ليست الطيور وحدها هي التي تبشّر بحلول الربيع في تونس إذ يشاركها معرض تونس الدوليّ للكتاب في الاحتفال بمقدم فصل النور العذب الجميل والفكر الوقّاد والإلهام المتجدّد وبهجة الإبداع وفتح المسالك نحو الأجمل والأرقى.

إنّ هذا الربيع المستمرّ هو الذي يمنح الثقافة التونسيّة معناها ويؤسّس رموزها المعبّرة عن مغامرة التونسيّين في الوجود والتاريخ وقد تعلّقت همّتهم بالتنوير والحرّيّة. ففي هذه المكتبة الكبرى التي نسمّيها معرضا للكتاب، يتّخذ كياننا الثقافيّ والحضاريّ، كلّ عام، دلالة جديدة: دلالة البحث عن الفكر المخصب وتدفّق الحياة. فليست الكتب "بضاعة" عاديّة في سوق عاديّة بل هي جماع إرادة الحياة والشوق إلى الترقّي والاكتمال حتّى تكون الحياة أروع وأثرى.

إنّنا حين نقرأ نعيش مرّتين. إذ لا يستوي الذين يأخذون الكتاب بقوّة فيطالعون والذين لا يطالعون فيظلّون في منزلة العيش البيولوجيّ الفقير رمزا ومعنى.

نقرأ لأنّنا نحبّ الحياة فنجتهد لنعرف أنفسنا وندرك رهان وجودنا في الكون.

نقرأ لأنّنا نحلم بعالم أفضل ونعمل على تغيير واقعنا وتحقيق أحلامنا.

نقرأ لأنّنا نتشوّف إلى حرّيتنا في دوحة الكتب الوارفة.

نقرأ لنعيش مرّتين بل مرّات مع كلّ كتاب جديد نلتقي فيه بإخوتنا في الإنسانيّة فنشاركهم ثمرات عقولهم ونحاورهم في صمت المتأمّلين فنحاور أنفسنا في مرايا مدادهم.

إنّ هذا المهرجان الأدبيّ والفكريّ الذي اجتهدت إدارة الدورة الحاليّة لمعرض تونس الدولي للكتاب في صياغته، دعوة أخرى إلى المحاورة والإصغاء إلى الآخر والتفكير بصوت مرتفع في العيش المشترك بحثا عمّا يجمع بيننا وتأسيسا متجدّدا لثقافة الاختلاف والتنوّع والتعدّد، عسى أن تكون حياتنا مغامرة ممتعة في رحاب الكِتَاب وبرفقة الكُتّاب في عالم الأفكار والمعاني.

هي دعوة مضيافة إلى مأدبة الفكر المبتهج المتسائل والأدب المصفّى الراقي نريدها منطلقا لقراءات متواصلة حتّى نعيش مرّتين... بل مرّات.[/QUOTE]