السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

فلذات الأكباد بين الصلاح والفساد ..

لعل كثيرين منا كان يراودهم هذا الحلم .. أسرة مسلمة تتخذ من الإسلام منهج حياة وتكافح من أجل أن تخط لنفسها طريقاً وسط أشواك من الأفكار المنحرفة والمناهج الضالة وبين معاناة من جهل الناس ومعاناة من ظلم الواقع وتنكر من كان يرجى نصرتهم .. بين كل هذا كانت تلك الأسرة الصغيرة ترجو النجاة متمثلة في مجيء أطفال إليها فيزيد عدد من ينصر الإسلام ويقل الشعور بالغربة ونبدأ في جني ثمار ما غرسناه .
-----------------------------------------------------------------
ولكن ! هل تم لنا ما أردنا ؟
هل جاء أبناؤنا على الصورة التي كنا نأمل ؟
هل أثمر الزرع حصاداً يرجوه الزراع ؟
أم جاءت النبتة ضعيفة أو الثمرة ذابلة ؟
-----------------------------------------------------------------

إن الإنصاف يقتضي أن نقول إن هناك أمثلة مشرفة لأشخاص نجحوا في العملية التربوية فأثمرت رجالاً فخراً للإسلام والمسلمين علماً وخلقاً عبادة وزهداً وجهاداً ..
-----------------------------------------------------------------
إن أردنا أن نصل لمبتغانا لفلذات أكبادنا علينا بتنشئتهم منذ الصغر نشأة سليمة وتقويم السلوك السيئ وإحلال السلوك الحسن محله حيث يسهل تهذيبهم عند الصغر ويصعب إصلاحهم عند الكبر ..
وفي ذلك يحكي لنا الشاعر أحمد شوقي رحلة مها مع والدها التي أرادت من والدها مساعدتها في إصلاح النخلة الكبيرة المعوجة ليصبح منظرها جميلاً في أعين الناظرين . فأجابها والدها : لقد فات الأوان ولم يعد باستطاعتنا إصلاح هذه النخلة بعد أن كبرت وطال بها العمر ..
------------------------------------------------------------------
وإليكم القصيدة :

بين الحديقة والنهر *** وجمال ألوان الزهر

والطير يشدو بالغنا *** ء العذب في شتى الصور

سارت مها مسرورة *** مع والد حان أبر

فرأت هنالك نخلة *** معوجة بين الشجر

فتناولت حبلاً وقا *** لت : يا أبي هيا انتظر

حتى نقوم عودها *** لتكون أجمل في النظر

فأجاب والدها لقد *** كبرت وطال بها العمر

ومن العسير صلاحها *** فات الأوان ولا مفر

قد ينفع الإصلاح والتهذ *** يب في عهد الصغر

والمغزى من هذه الأبيات :

أن التهذيب يفيد مع الصغير ويصعب مع الكبير ..

محبكم:

ابو فيــصل