[poem=font=",6,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
صَحا القَلبُ مِن سَلمى وَعَن أُمِّ عامِرِ = وَكُنتُ أُرانِي عَنهُما غَيرَ صابِرِ
وَوَشَّت وُشاةٌ بَينَنا وَتَقاذَفَت = نَوى غُربَةٍ مِن بَعدِ طولِ التَجاوُرِ
وَفِتيانِ صِدقٍ ضَمَّهُم دَلَجُ السُرى = عَلى مُسهَماتٍ كَالقِداحِ ضَوامِرِ
فَلَمّا أَتَونِي قُلتُ خَيرُ مُعَرَّسٍ = وَلَم أُطَرِح حاجاتِهِم بِمَعاذِرِ
وَقُمتُ بِمَوشِيِّ المُتونِ كَأَنَّهُ = شِهابُ غَضاً فِي كَفِّ ساعٍ مُبادِرِ
لِيَشقى بِهِ عُرقوبُ كَوماءَ جَبلَةٍ = عَقيلَةِ أُدمٍ كَالهِضابِ بَهازِرِ
فَظَلَّ عُفاتِي مُكرَمينَ وَطابِخي = فَريقانِ مِنهُم بَينَ شاوٍ وَقادِرِ
شَآمِيَةٌ لَم يُتَّخَذ لَهُ حاسِرُ = الطَبيخِ وَلا ذَمَّ الخَليطِ المُجاوِرِ
يُقَمِّصُ دَهداقَ البَضيعِ كَأَنَّهُ = رُؤوسُ القَطا الكُدرِ الدِقاقِ الحَناجِرِ
كَأَنَّ ضُلوعَ الجَنبِ فِي فَوَرانِها = إِذا اِستَحمَشَت أَيدي نِساءٍ حَواسِرِ
إِذا استُنزِلَت كانَت هَدايا وَطُعمَةً = وَلَم تُختَزَن دونَ العُيونِ النَواظِرِ
كَأَنَّ رِياحَ اللَحمِ حينَ تَغَطمَطَت = رِياحُ عَبيرٍ بَينَ أَيدي العَواطِرِ
أَلا لَيتَ أَنَّ المَوتَ كانَ حِمامُهُ = لَيالِيَ حَلَّ الحَيُّ أَكنافَ حابِرِ
لَيالِيَ يَدعونِي الهَوى فَأُجيبُهُ = حَثيثاً وَلا أُرعي إِلى قَولِ زاجِرِ
وَدَوِّيَّةٍ قَفرٍ تَعاوَى سِباعُها = عُواءَ اليَتامى مِن حِذارِ التَراتِرِ
قَطَعتُ بِمِرداةٍ كَأَنَّ نُسوعَها = تَشُدُّ عَلى قَرمٍ عَلَندي مَخاطِرِ[/poem]