دقت ندوة متخصصة في الموارد البشرية عقدت في الرياض أمس، ناقوس الخطر فيما يتعلق بالطلب على الكوادر البشرية مبينة أن السعودية تحتاج إلى تحول كبير على نموذجها الاقتصادي والاجتماعي لمواجهة ذلك، حيث من المتوقع أن يبلغ الطلب في عام 2030 أكثر من خمسة ملايين فرصة. في ذات السياق، لم تغب قضية عمل المرأة ومستقبل دخولها في الأعمال القيادية في القطاع الخاص على أجواء أعمال منتدى الموارد البشرية الذي خصص موضوعها على فعالية القيادة، لكن المفارقة أن من بين المتحدثين الثمانية لم تتواجد سوى سيدة واحدة.


منتدى الموارد البشرية في الرياض يدق ناقوس الخطر - علي آل جبريل - الافتصادية

وقال الدكتور يورج شبرت الشريك في مكتب الشرق الأوسط في شركة ماكنزي، في ورقة عن إعداد جيل جديد من القادة في المملكة"، إن نمو القوى العاملة سيؤدي إلى زيادة الطلب على الوظائف في القطاع الخاص بمقدار خمسة ملايين وظيفة تقريباً للمواطنين السعوديين في عام 2030، وإن ذلك يتطلب إجراء تحول هائل في نموذجها الاقتصادي والاجتماعي لتوفير تلك الوظائف والحفاظ على الوضع المالي للأسرة السعودية التي ارتفعت متطلباتها. من جانبها، قالت الدكتورة أمل شيرة مدير عام الموارد البشرية في شركة شندلر، في ورقة عن المرأة القيادية "إن الصور النمطية للجنسين تدفع المنظمات إلى التقليل من شأن المرأة وعدم استغلال موهبتها في القيادة"، مشيرة إلى أن المرأة في الولايات المتحدة مثلت أكثر من 50 في المائة من المناصب الإدارية والمهنية في قوى العمل خلال العام الماضي، مستدركة حديثها بالقول: "لكن لم تمثل سوى 6.15 في المائة من إجمالي 500 وظيفة قيادية في الشركات و14.6 في المائة من إجمالي 500 مقعد لمجلس الإدارة)، وفقا للأبحاث. واستندت خبيرة الموارد البشرية على الأبحاث في ورقة عملها، موضحة أن للمرأة مكاسب قليلة في القيادة، مشيرة إلى ما خلصت له مجموعة بحثية واستشارية بأن الجنس وليس الدين يشكل أكبر عقبة أمام المرأة السعودية التي تتطلع إلى دخول سوق العمل. وتطرقت الدكتورة أمل إلى دراسة أجراها مجموعة من علماء الاجتماع السعوديين والنمساويين على 4400 من طلبة الجامعة في السعودية خلال 2009 -2010 ووجدت أن: أكثر ما يعرقل المرأة هو وجهات النظر الذكورية التي تقصر دورها على تربية الأطفال والبقاء في المنزل".



ولفتت أيضا إلى دراسة أخرى أظهرت أن 52 في المائة من النساء العاملات المتزوجات يحصلن على راتب أقل من أزواجهم، و31 في المائة من النساء العاملات يعتقدن أن فرصتهم للترقية أقل من زملائهن الذكور، بينما يرى 24 في المائة أن أولويات الروابط الأسرية تمثل العائق الرئيسي الذي يواجه المرأة في المنطقة، وأشار 14 في المائة إلى الصور النمطية للمجتمع التقليدي. وقالت الدكتورة أمل: "من المثير للاهتمام 27 في المائة من النساء العاملات ذوي الأطفال يقرون بأن أطفالهن قد أثروا سلبا على حياتهم المهنية، مما يجعل وجود الأطفال أقل إزعاجا من الزواج".

كما تقر الدراسة نفسها وفقا للخبيرة في الموارد البشرية، أن أهم الأسباب لعمل المرأة هي الاستقلال المادي بنسبة 52 في المائة، بينما قال 48 في المائة للقدرة على إعالة أنفسهم أو أسرهم ماليا، و69 في المائة من النساء يمكن أن يغيروا وظائفهم، من أجل راتب أفضل. من زاويته، تطرق آلان آرماي نائب الرئيس للموارد البشرية في شركة بيونج للدفاع والفضاء والأمن، عن أفضل ممارسات بوينج في تعليم القادة للقادة، من أهمها مناقشة الخبرات الفنية والمهنية، تعلم كيفية التعامل في المواقف الصعبة، ودور هذه التحديات في تطوير المهارات القيادية، تعلم تطبيق سمات القيادة تحت الضغط، وفهم كيفية رفع مهارات ومعلومات الفريق لإيجاد الحلول. موضحا أنه يتعرف على مواهب الموظفين من خلال البحث عن قيادتها المستقبلية عبر زيارة الجامعات واختيار الطلبة المتفوقين، ثم تدريبهم والاحتفاظ بهم حيث وصلنا إلى نسبة 98 في المائة في المحافظة على موظفينا، والتي تأتت من جودة العمل وتنمية القادة، والنظر إلى وضعهم في تحد لاكتشاف مواهبهم وقدراته.

من جانبه، عدد وليم سيفرانس مدير التنمية والتوظيف التنفيذي العالمي في شركة سابك، سلبيات بعض القادة منها أن كبار المديرين لا يقضي ما يكفي من الوقت عالي الجودة على إدارة المواهب، ولا يشجعون التعاون البناء، كما أن المديرين التنفيذيين لا يلتزمون بشكل كاف بتطوير قدرات الأشخاص والمهن، وغير مستعدين للتمييز بين الناس كعال، متوسط، أو ذي أداء متدن، والرؤساء التنفيذيين وكبار القادة لا يشاركون بشكل كاف في صياغة استراتيجية لإدارة المواهب. وهنا ميز يورج بين ديناميكيات فريق القيادة السيئ والجيد بعدة سمات، أولها أن فريق القيادة السيئة تحجب الحقائق المروعة عن من بيدهم مقاليد الأمور، خوفاً من العقوبة والانتقادات نتيجة تسليط الضوء على الواقع القاسي، كما يتشبث الأشخاص بآرائهم بقوة دون توفير بيانات أو أدلة أو حجج دامغة، ونسبة الأسئلة إلى الإجابات التي يحققها قائد الفريق متدنية للغاية، ما يجعله يتجنب النقد و/أو يقدم تبريرات واهية وآراء تفتقر إلى الأدلة وغيره.