زارني أحد الأقارب قادما من أوربا بعد حصوله على درجة الدكتوراه وأثناء تسامرنا قبل طعام العشاء جر الحديث بعضه بعضا وكان ذو شجون وشؤون شتى وفي حديث عارض عن النزهات والتنزه تدخلت إحدى بناتي غامزة لامزة بأني لا أرافقهم في نزهاتهم البحرية وهي صادقة في ذلك فدائما أمتنع عن مرافقتهم في الخروج إلى البحر ولي أسبابي الشخصية التي أعتقد أنها وجيهة وحجة لي بالإحجام عن الخروج التنزهي للبحر أي بحر وأي شاطيء في محافظة جدة تحديدا ومن تلك الأسباب التي أتحجج بها



(1) الإزدحام البشري الشديد على مساحات ضيقة في الكورنيش الشمالي الذي لم يخطط مصمميه ومعتمديه ومنفذيه قبل أكثر من ثلاثين سنة التوسع التعدادي للسكان والسياح فكان تخطيطه وتنفيذه محدود المكان والزمان بناءا على محدودية وقصور البصيرة التخطيطية مع الرفاهية العالية التي بدأت تتهاوى تحت ضغط الإزدحام الشديد الذي ساهم في ارتفاع أجور الشاليهات أو الكبائن والتي تفتقر إلى الإطلالة المباشرة على البحر بنسبة تصل إلى 95% من الشاليهات التي تتخذ الطابع الطولي بعرض ضيق من الشاطيء وبأطوال هائلة تلامس الشوارع الخلفية فمن وجهة نظري أن بقاء مالكي الفلل في منازلهم أكثر أريحية وحرية من ما يسمى شكلا شاليهات بدون طعم أو مضمون يعطي خصوصية على البحر تلك التي توصف بالشاليهات والتي استمدت مسماها كشاليهات يفترض منطقيا أن تقف وتتمدد عرضيا على شواطئ البحر ناهيك عن الإختناقات المرورية الخانقة التي تفسد الغرض من النزهة البحرية من حيث استهلاك زمنها في الزحف المروري الوئيد والمحطم للأعصاب بحيث تتحول النزهة إلى توترات عصبية بسبب الزحام والإختناقات المرورية

(أنا رايح أتنزه والا رايح أوجع دماغي !!!؟؟؟)



(2) التفسخ الذوقي والأخلاقي من ممارسات البعض وخاصة أصحاب السيارات ذات الدفع الرباعي الذي لايستحيي أحدهم من انتهاك حريتك الشخصية وأمانك وأمان أطفالك وهويتمختر بكل صفاقة وقلة ذوق بمركبته بين الأسر والأطفال منتهكا الحرم البحري بأرصفته وممراته المخصصة تحديدا للجلوس والمشي



(3) عدم وجود دوراة مياه صحية تغطي حاجة المتنزهين على الشواطيء



(4) عدم أمان الأطفال وغيرهم وهم يلعبون حفاة على الرمل من الزجاج المحطم وبقايا عظام الأنعام التي افترس لحمها وشحمها غثائنا البشري غير المتحضر أبدا ناهيك عن وقوع قدمك في بعض بطون النورس الأبيض على هيئة حفائظ تحوي بركات الأطفال



(5) هناك من يتجراء وأمام الملاء على خلع مقاعد البلاط وحتى سلال الزبالة المثبتة في أعمدة الإنارة ووضعها في مؤخرة أو صندوق سيارته وكأنما جاء إلى البحر لينفذ هذه المهام



(6) نعم أنا متشدد ومتطرف جدا جدا تجاه نزهات الشواطيء وأفضل أن أمشي بمحاذات البحر إلى شواطيء بعيدة فهذا أفضل كثيرا



(7) علمت من محدثي أنه زار اسبانيا وشاهد آلات خاصة تمسح الشواطيء يوميا مع الفجرفتقلب الرمال بعمق يصل إلى 40 سم ملتقطة ومنتقية المخلفات البشرية من زجاج وعظام وعلب فارغة وأكياس زبالة وبمجرد مرورها على الشاطيء فتعيد الرمل الشاطئي إلى طبيعته وكأنما الشاطيئ بكرا لم تطئه قدم بشر

وهنا أتسائل وباستغراب شديد لماذا لانستخدم نحن مثل هذه الآلات التي لن تعجزنا أسعارها ومصاريف صيانتها

أعتقد أن مسؤلي بلدياتنا لايعلمون عن هذه الآلات شيئا كونهم لايتابعون كل جديد في شؤون النظافة وعلى وجه الخصوص ثقافة نظافة المدن والمنتزهات البرية والبحرية خصوصا وجهلهم بهذه المعطيات البلدية مصيبة وإن كانوا يعلمون عن هذه الآلات وكل جديد في مجالهم فتلك والله مصيبة أعظم وأعظم وفي جميع الأحوال لنا الله