زوجة لعمي



أبومحمد رجل أغناه الله وقد توفيت زوجتة وعمره خمسة وخمسون عام نتيجة تفشي السرطان في جسدها لمدة عشرة أعوام كان فيها نعم الزوج الوفي حيث لازمها في فترات علاجها داخلياً وخارجياً إلى أن توفاها الله...
بقي أبو محمد أشهر بعد وفاتها وفاء لها ولكن الوحدة كانت مريرة عليه فقد جمع أولاده وصارحهم برغبته في الزواج إلا أنه صدم بمعارضة معظمهم للفكرة ومن وافق أقترح أن يتزوج إمرأة عقيم كي لاتلد لهم وريثاً يشاركهم الإرث...

عجيب هذا الزمان عندما يفرض الأبناء على الأب أمور معينة خوفاً على تشتت المال دون إكتراث لمشاعرة وأحقيته في تكوين أسرة من جديد وكأنهم يحكمون عليه بالموت نتيجة ماجمعه لهم من تركه...

أن المثاليات في الردود جميلة بإيراد ماقال الله وقال الرسول صلى الله عليه وسلم وهي الأصل ولكن هل حقاً نعمل بها أم أنها مجرد ردود نتظاهر بها مع العلم أن أبناء أبو محمد من المثقفين المتعلمين ولو سألت أحدهم لأعطاك الحجج والأدلة الشرعية على خطاء فعلهم ولكن حبهم للمال أعماهم ودفعهم لتحديد مصير أبيهم...


أبو محمد ليس غريباً عني فهو عمي ويفكر في تقسيم أمواله بين أولاده وبناته كي يحصل على الزوجة في المقابل...

بتجرد عزيزي القارئ لوكنت أحد أبنائه ماذا سيكون موقفك فقد حدث ذلك مع عمي حيث رأيته يبكي حسرة على جمعه للمال من أجل أولاده فقال هل لوكنت فقيراً فهل سيكون موقفهم مماثل لما يحدث الآن...!؟؟؟

وأسفاً معظم من لايورثون المال لأولادهم يبقى الأولاد متحابين ومتأخين على نقيض بعض من يأرثون الثروات...