بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

طريقة جديدة لعلاج الارتجاع الحمضي.. بواسطة منظار المعدة

تمكن الجراحون الأميركيون من إيجاد وسيلة جديدة لعلاج الارتجاع الحمضي للجهاز الهضمي «GERD» دون اللجوء إلى الجراحة المفتوحة أو استخدام مناظير البطن الجراحية.
وتتلخص الوسيلة الجديدة التي أطلق عليها الجراحون بالمركز الطبي لولاية بوسطن الأميركية اسم «تثبيت المعدة دون جراحة عبر الفم» (TransoralIncisionless Fundaplication) في استخدام آلات جراحية عبر منظار المعدة لإصلاح الصمام الموجود بين المريء والمعدة دون الحاجة إلى إجراء جراحات شق البطن أو حتى مناظير البطن، وهي تختلف عن منظار المعدة، فالأخير يتم إدخاله عن طريق الفم، بينما منظار البطن عن طريق ثقوب متعددة بجدار البطن، الأمر الذي يعني حاجة أقل للتخدير، وتفاديا للمشكلات الناتجة عن الجراحة من نزيف وبقاء مدة أطول بالمستشفيات.

وقال البروفسور ميغيل بيرش، نائب مدير وحدة علاج المشكلات الهضمية بالمركز الطبي ببوسطن، في بيان أصدره المركز نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي: «مع استخدام هذه الوسيلة يتمكن المرء من مزاولة حياته الطبيعية في اليوم التالي مباشرة في أغلب الحالات».

ويعد الارتجاع الحمضي أحد أكثر المشكلات التي تواجه البشر، ويعاني 60 مليون أميركي (أي خمس عدد السكان) من نوبات الارتجاع مرة في الشهر على الأقل، منهم 14 مليونا يعانون بصورة يومية. وتشابه النسبة العالمية إلى حد كبير النسبة الأميركية.

* أعراض ومضاعفات

* ومن أهم أعراض ومضاعفات الارتجاع: الإحساس بالحموضة، وآلام الصدر، وصعوبة البلع، والآلام في أثناء البلع، والشعور بالغثيان، والقيء، وقُرَح المريء بمشكلاتها مثل النزيف وسرطان المريء، وهي أعراض مؤرقة للمريض، وقد تتسبب في عجزه الكامل عن مزاولة حياته الطبيعية.

ويتم تشخيص المرض عن طريق التاريخ المرضي، بالإضافة إلى منظار المريء والمعدة والأشعة بالصبغة. ويعد قياس درجة حموضة المريء حجر الزاوية في تشخيص المرض بدقة.

وتكمن المشكلة لدى مرضى الارتجاع في ضعف الصمام الموجود في نقطة الاتصال بين المريء والمعدة، وهذا الصمام مكون من تكاثف الغشاء المبطن لأسفل المريء وأعلى المعدة، ويسمح بمرور الأكل في اتجاه واحد، من المريء إلى المعدة، ويمنع حدوث العكس، وتقوم عضلة الحجاب الحاجز بدور هام في مساعدة هذه الوظيفة عند انقباضها.

ويعتبر الحمض الذي تفرزه المعدة، حمض الهيدروكلوريك، أحد أقوى الأحماض القادرة على إذابة الدهون والبروتينات، الأمر الذي يسمح بتحويل الأكل من صورته الصلبة إلى صورة شبه سائلة تساعد الأمعاء على امتصاص المكونات الأولية منها، ومع ذلك فإن إفراز خلايا المعدة لمادة مخاطية خاصة يحمي جدارها من التآكل بالحمض، ولكن بطانة المريء الرقيقة، والتي لا يتم إفراز المادة المخاطية من خلاياها، لا تحتمل تأثير مثل ذلك الحمض القوي، فيبدأ جداره في التآكل والتقرح عند تعرضه المستمر للارتجاع.

وطرق علاج هذا المرض تشمل التدخل الجراحي لإصلاح الصمام بين المريء والمعدة، عبر تثبيت المعدة في مكان محدد، ووضع ألياف عضلية من الحجاب الحاجز حول مكان الصمام التالف، لتدعم وظيفة الصمام، ولكن لهذه الجراحة مضاعفات كثيرة، فهي جراحة صعبة وتحتاج إلى جراح ماهر على قدر كبير من الخبرة، إضافة إلى كلفتها المرتفعة، ويحتاج المريض للاستشفاء بعدها إلى مدة طويلة.

ومن بين أهم طرق علاج الارتجاع مضادات الحموضة بأنواعها، وهي أدوية تعمل بطرق مختلفة على تقليل حمضية سوائل المعدة، سواء عن طريق التقليل من إفراز الحمض، أو معادلة الحمض، أو تكوين بطانة واقية على جدار المعدة والجزء الأسفل من المريء، وكل الطرق تهدف إلى الوقاية من حدوث الأعراض والمضاعفات، ولكن لهذه الطريقة عدة أعراض جانبية، منها ما يتعلق بالأدوية ذاتها مثل التأثير على الخصوبة وعسر الهضم، كما أنها لا تعالج أساس المرض، وهو ضعف الصمام أعلى المعدة، وبالتالي تستخدم مدى الحياة.

وأضاف البروفسور هيران فرناندو، المشارك في التجربة الجراحية الجديدة: «قد تريح الأدوية المختلفة لعلاج الارتجاع مستخدميها عن طريق تقليل الحمض، ولكنها لا تصلح الوضع، ولذا فإن كثيرا من الحالات قد تتدهور دون شعور المريض بذلك، مؤدية إلى عواقب وخيمة دون سابق إنذار».




القاهرة: د. أحمد الغمراوي