بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



( الكتابة وتحريك الماء الساكن)


كثيرا ما (تنسد) نفسنا عن الكتابة ليس لعدم الرغبة ولكن لعدم المقدرة على الكتابة ولو كان هناك مايوجب الكتابة أو حدث مهم يجب الولوج إلى دواخله ، وإن كنت أنا وآخرين قد تكلمنا مرارا عن إشكالية وضع القلم على الورقة أو حتى ترتيب الأفكار في عقلك أو غير ذلك من الأسباب الكثيرة التي تجعل جذوة الكتابة تتضاءل ، ولكن لابد من حصى يحرك ذلك الماء الساكن وربما كان ذلك الحصى رمية من صديق أو زميل أو محب في نقاش حول امر أو أمور عدة وليس بالضروري أن يكون المكتوب بعدها من ضمن الموضوعات التي تمت مناقشتها مع ذلك الشخص ولكن يكفي انه رمى تلك الحصى فحرك الساكن وأثار لذة الكتابة وطرح الأفكار التي تختبئ يمنة أو يسرة ، ولكي يحدث بعد كل هذا كتابة تعتقدها هامة فعلينا أن نؤمن بأن ما سنعرضه نحن معتقدين بضرورة كتابته وأهميته الآن ، وربما لايتفق معك الآخرون حول تلك النظرة والأمر سيان فأنت من ستكتب وليسوا هم وستجد في النهاية من سيروقه ما تكتب وإن لم يرق للبعض الآخر فرضا الناس غاية لاتدرك ، ومجنون من راقب الناس لأنه حتما سيموت هما ، ومن هنا ننطلق حول الكاتب والمكتوب وأنه يفترض علينا قدر الاستطاعة الحيادية في النظرة للأمر فما يهمنا هو المكتوب فإما نتفق معه ونبين أماكن الاتفاق وإما نختلف معه بأدب ونبين مواضع الاختلاف ، وإما ان نتفق مع بعض المكتوب ونختلف حول بعضه الآخر وهذا أمر طبيعي ، اما النظر للكاتب ومحاولة اغتياله كتابيا لأنه كتب هذا الموضوع فهنا يقع الخطأ المليء بالجهل ، ويتبع البعض الكاتب بسوء النية لأغراض متعددة منها التربية ومنها سلوكه المعتاد مع الآخرين حتى يثبت العكس ،ومنه الحسد ، ومنه عشق المخالفة ، ومنه العزة بالإثم .

في اعتقادي أن الكتابة هي فكر يقابله متلقي وليس مجرد ( أحاديث وسوالف) وهذا الفكر يجب أن يلقى من يقابله بفكر وليس بعنجهية او همجية أو تقصد إنحراف الموضوع إلى غير طريقه لتخطئة الكاتب في النهاية ، فالأمر ليس ( مسك أخطاء وزلات) لذا يجب التاصيل للكتابة الصادرة من فكر وإن اختلفنا معه أو اتفقنا ، ومعرفة معنى الحوار وليس ( سباق الهجن) أو ( سياسة لا أريد أحد يتكلم في فصلي) فهناك فرق مابين طلب عدم الكلام وتنظيم الحوار .








مع احترامي للناضجين




أبو فيصل إبراهيم