بســم الله الـرحمــن الرحيــم


السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاته



العجوز





كان بيعّدى الشارع

خطوة خطوة بيعدّي

كان بينفّض المواجع

كان شايل حلم وردي

كان بيفكر في الولاد

في اللي فات

في ايجار البيت المتأخّر

في البنت اللي في بطن مراته

بتستنّى الميلاد






كان بيعّدي الشارع

خطوة خطوة بيعدي

بيفكّر في جده الطالع

بروحه للسما وبيبكي

كان نفسه يفرح

لما " سلمى " بتقولّه

والفرحة في عنيها بتغنّي

لو يعني تسمح

وليد زميلى يقابلك لجل ما يخطبنى

ولسانه بيقول : منين

جهازك منين .. فرحك منين ؟

سكّتنا ماشية لحد فين ؟

وضحكتنا ملهاش بلاد







كان بيعّدي الشارع

خطوة خطوة بيعدي

كان بيسأل اللي سامع

" لإمتى دايم صمتى ؟؟ "

كان بيسأل

لسه قد ايه ويوصل

سن المعاش

كان بيسأل

كام حلم مات في الصغر


كام حلم عاش

كان بيسأل

" إمتى ييجى المعاد ؟؟ "







كان بيعّدي الشارع

خطوة خطوة بيعدي

ونور قوي في عينيه

نور قوي بيعميه

وكلاكس عالي

عربيّة صاحب المعالي

غصب عنه ارتبك

غصب عنه جسده واقع

غصب عنه جسده خاضع

مفيش ثواني

وروحه طالعة للسما

والحلم طالع

لسه بينادي

اللي سامع

لسه بيناجي

ولا حد سامع!!

لسه بيردد نداه

والرد كان السكات







قد ايه مخلوق ضعيف

قد ايه

دمه اللي غَرّق الرصيف

كان بيبكي الجميع

قد ايه

منظر الحلم الصريع

كان مخيف

قد ايه مشهد حزين

متفرجين ..

والدموع في العينين

قد ايه مشهد حزين

جسده الضئيل

والكل ماشى

بيستكمل النزيف



حلمي المصري


والسلام عليكــم ورحمـة الله وبركاته