تمر بنا لحظات من الحنين تعصف بمشاعرنا
فنكتوى بنار الشوق ولوعة الحنين
لتلك الأماكن وذلك الحي وما دار فيه
لله نحن ما أمرّ الفراق وما أشد سطوته
على النفس الأبية التي لا تقبل المساومات
ما أن تمسك بلوحة الحروف لتخط لك خاطرة أو كلمة أو تسطر شيئا مما يختلج به صدرك
حتى تتذكر تلك الكلمات التي كانت تصلك بريدياً
لا تظنين أنه يفوتنا حرفا مما تكتبين أو تنثرين
حتى بدت لي الكتابة كعزف على آلة موسيقية
ما أن أضرب على لوحة الكتابة حتى أرسل العنان لأصابعي لتكتب
ولا أراجع ما كتبته حتى لا يكون فيه خداع
ما بداخلي هو ما أريده أن يصل
ما أطربكم منذ لحظة دخولي وما جعلكم تعدون خلف ما أكتبه هو الذي سأجعله
علني للملاء قبلكم لتقرأوه بلا تزييف ولا مراجعة ولا تنسيق ولا تعديل
لتفهم ويفهمون أنني لن أكون غير ما هي أنا
ولن أستطيع أن أكون إلا ما تقرأون عني
بفضاضتي وسطوتي وحدتي وقسوتي
وعاطفتي ومشاعري ووضوحي
يا صحبتي
ما هجرت المكان إلا حين ضيقتم علي
يا صحبتي
ما فارقتكم إلا لأني لا أستطيع أن أكون كما تبغون
يا صحبتي
كفوا الملام ولا تعذلونني
ولا تخونونني ولا تظنون أنني من بدأ في الهجر
ولست ممن ينسى بسهولة أو لا يحمل العرفان والجميل
سيبقى ما كان بيننا من حبل تواصل يربط بيننا وإن شحت الوسائل وغابت الحروف
وتلاشت المعرفات
سأظل أعيش العمر وأنتم في ذاكرتي
أدعو لكم في ظهر الغيب
وأفرح لنجاحكم
ويحزنني ما يحزنكم