المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، وأفضل الصلاة والسلام على نبينا محمد سيد
ولد آدم وعلى آله وصحبه أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد:

فإن الله سبحانه وتعالى يقول:

﴿ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى

وكثيراً ما نسمع أو نقرأ عن الأديب فلان أنه كاتب واقعي،
ولم يكن المقصود بهذا اللقب المبهرج الزائف إلا ان هذا الأديب
يختار من الواقع الصور الشاذة والنماذج الخارجة على العرف،
ويصوغ من خياله لها واقعاً مخالفاً للواقع ، ومناقضاً للحقيقة.
إنه كاتب يصور الواقع من منظوره هو،
أو كما يريده منطلقا من أهوائه ورغباته.
ونحن -أخي القارئ وأختي القارئة-
لسنا الوحيدين في هذا العالم، فمن فوقنا قدرة فوق قدرتنا اسمها القدر،
وسلطة تقضي بيننا ولنا اسمها القضاء،
وهذان أمران بيد الله سبحانه الذي يبتعد الكاتب الواقعي
عن ذكره ويجتنب بيان سطوته وتحكمه في أحداث الواقع المزيف.

فمثل هذا الكاتب يتلاعب بالأحداث ويبادل بين الشخصيات وصفاتها.

إن واقع الإنسان المعيش كله قصص، وكل قصصه عبر، ولكن لمن؟
للذين يتابعون أحداث الحياة مع أبطال قصصها،
ويرى الخواتيم بأم عينه لا تخرج عن قول النبي صلى النبي صلى الله عليه وسلم:
((كما تدين تدان)) أو قول الله سبحانه: ﴿كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ﴾.
وفي هذا الكتاب عمدنا إلى الاختيار والانتقاء،
فخرجنا بمجموعة من القصص الواقعية بشخصياتها
وبأحداثها ونهايتها السعيدة أو الشقية، دون تلاعب>