عدن (وكالات) : طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأحد بإجراء تحقيق سريع ومستقل في الغارة الجوية التي أوقعت 140 قتيلا على الأقل خلال مراسم عزاء في صنعاء السبت. وأفاد بيان صادر عن مكتب الأمين العام للمنظمة الدولية بأن بان يدين الهجوم على القاعة حيث كانت تقام المراسم، ويؤكد أن "أي هجوم متعمد ضد المدنيين غير مقبول إطلاقا".


يمني في موقع مجلس العزاء الذي استهدفته الغارات الجوية في صنعاء

وشدد البيان على ضرورة أن يكون التحقيق "سريعا ومحايدا"، مضيفا أن "المسؤولين عن الهجوم يجب أن يساقوا أمام العدالة". ومن دون إلقاء اللوم على التحالف الذي تقوده السعودية بشكل مباشر، ذكر البيان "بلغنا أنها غارات شنها التحالف".

في السياق ذاته، عبرت فرنسا عن "إدانتها الحازمة" وطالبت بـ"تحقيق مستقل" لكشف ملابسات القصف.

وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال في بيان الأحد إن باريس تطلب إجراء تحقيق مستقل حول القصف، وتدعو جميع أطراف النزاع إلى الاحترام الصارم للقانون الإنساني الدولي، مشيرا إلى أن "هذه المجزرة تؤكد مجددا الضرورة الملحة لإيجاد حل سياسي يضع حدا للحرب في اليمن".

صالح يدعو "للقتال ضد السعودية"
في سياق آخر، دعا الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح اليمنيين للقتال على الحدود مع السعودية، ردا على القصف في صنعاء. ووجه صالح في خطاب متلفز الأحد انتقادات حادة للسعودية التي تقود منذ نهاية آذار/مارس 2015، تحالفا داعما للرئيس عبد ربه منصور هادي في مواجهة الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس السابق.

ووصف صالح، الذي لا يزال يحظى بنفوذ واسع في اليمن، التحالف بـ"العدوان البربري الغاشم" ودعا "كل أبناء الوطن" إلى مواجهته. ودعا من جهة أخرى، المجتمع الدولي "إلى أن يتحمل مسؤولياته إزاء ما يحدث من مجازر" في اليمن، حيث قتل أكثر من 6700 شخص منذ تدخل التحالف في النزاع، بحسب أرقام للأمم المتحدة هذا الشهر.

التحالف يجري تحقيقا (9:45 ت.غ)
أعلن التحالف بقيادة السعودية في اليمن استعداده لإشراك الولايات المتحدة في تحقيق "فوري" حول الغارة التي أوقعت أكثر من 140 قتيلا ومئات الجرحى خلال مراسم عزاء في صنعاء.

وقالت قيادة التحالف في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية في وقت متأخر ليل السبت الأحد "سوف يتم إجراء تحقيق بشكل فوري من قيادة قوات التحالف وسيسعى فريق التحقيق للاستفادة من خبرات الجانب الأميركي والدروس المستفادة في مثل هذه التحقيقات".

وأضاف البيان أنه "سوف يتم تزويد فريق التحقيق بما لدى قوات التحالف من بيانات ومعلومات تتعلق بالعمليات العسكرية المنفذة في ذلك اليوم وفي منطقة الحادث والمناطق المحيطة بها، وستعلن النتائج فور انتهاء التحقيق".

واشنطن.. مراجعة التعاون
وعلى الإثر أعلنت الولايات المتحدة أنها بدأت عملية "مراجعة فورية" للدعم الذي تقدمه للتحالف. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض نيد برايس في بيان إن "التعاون الأمني للولايات المتحدة مع السعودية ليس شيكا على بياض. وفي ضوء هذه الحادثة وغيرها من الحوادث الأخيرة، شرعنا في مراجعة فورية لدعمنا الذي سبق وانخفض بشكل كبير للتحالف الذي تقوده السعودية" في اليمن منذ آذار/مارس 2015.

وأضاف أن واشنطن مستعدة لتصحيح دعمها "بما يتلاءم بشكل أفضل مع المبادئ والقيم والمصالح الأميركية، بما في ذلك التوصل إلى وقف فوري ودائم للنزاع المأسوي في اليمن".

وكانت القوات الأميركية قد أعلنت في آب/أغسطس أنها خفضت بشكل كبير عدد مستشاريها الذين كانوا يقدمون دعما للتحالف، وذلك على خلفية تزايد الضحايا المدنيين خصوصا جراء الغارات الجوية.

إدانة دولية
ولقي القصف الجوي على صنعاء انتقادات دولية واسعة. فقد دانت إيران الغارات، معتبرة على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي أنها "جريمة مروعة ضد الإنسانية".

ودان المدير الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر روبير مارديني "الخسارة المشينة في الأرواح المدنية"، مضيفا أن مدنيي اليمن "سبق لهم أن دفعوا ثمنا باهظا خلال الأشهر الـ 18 الماضية".

ودعا مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن اوبراين إلى تحقيق سريع و"محايد"، داعيا كل أطراف النزاع لتفادي استهداف المناطق المدنية.

تحديث (22:30 بتوقيت غرينيتش)
قتل أكثر من 140 شخصا وأصيب ما لا يقل عن 525 آخرين بجروح السبت بغارات جوية نسبت للتحالف الذي تقوده السعودية على مجلس عزاء في العاصمة اليمنية صنعاء، حسب مسؤول في الأمم المتحدة.

وقال المنسق الإنساني للأمم المتحدة في اليمن جايمي ماكغولدريك إن "المجتمع الإنساني مصدوم ومروع من الغارات الجوية التي شنت اليوم، واستهدفت قاعة عامة حيث كان يشارك آلاف الأشخاص في مراسم عزاء".

وأوضح ماكغولدريك أن مصدر الحصيلة هو "المعلومات الأولية من العاملين في مجال الصحة" داعيا إلى البدء فورا في تحقيق حول هذه المأساة.

وفيما نسب الحوثيون الغارات إلى التحالف العسكري الذي تقوده السعودية، نفى التحالف مسؤوليته عن الغارات، مؤكدا أنه لم ينفذ عمليات عسكرية في مكان المأساة وأنه يجب النظر في "أسباب أخرى".


"التحالف العربي" يتعهد بإجراء "تحقيق فوري" حول قصف مجلس العزاء بصنعاء
صنعاء - زكريا الكمالي (الأناضول) : تعهدت قيادة التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية، فجر اليوم الأحد، بإجراء "تحقيق فوري" بمشاركة خبراء أمريكيين حول القصف الجوي الذي تعرض له مجلس عزاء في العاصمة اليمنية صنعاء، أمس، وأسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 600 شخص.



وقال التحالف، في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية (واس)، إن "لدى قواتنا تعليمات واضحة وصريحة بعدم استهداف المواقع المدنية وبذل كافة ما يمكن بذله من جهد لتجنيب المدنيين المخاطر".

وذكر البيان، أنه "سوف يتم إجراء تحقيق بشكل فوري من قيادة قوات التحالف وبمشاركة خبراء من الولايات المتحدة الأمريكية تمت الاستعانة بهم في تحقيقات سابقة".

وأشار إلى أنه "سوف يتم تزويد فريق التحقيق بما لدى قوات التحالف من بيانات ومعلومات تتعلق بالعمليات العسكرية المنفذة في ذلك اليوم وفي منطقة الحادث والمناطق المحيطة بها، وستعلن النتائج فور انتهاء التحقيقات".

وأعربت قيادة قوات التحالف عن عزائها ومواساتها لأسر الضحايا والمصابين في "الحادثة المؤسفة والمؤلمة التي وقعت في صنعاء جراء الأعمال القتالية الدائرة منذ استيلاء الانقلابيين (في إشارة لجماعة أنصار الله "الحوثي") على السلطة هناك في سبتمبر/أيلول 2014 م".



وفي وقت سابق اليوم، أدانت الأمم المتحدة، القصف الذي استهدف مجلس عزاء كان يحضره مسؤولون كبار موالون لجماعة الحوثي، وأشارمسؤول أممي إلى "مقتل أكثر من 140 شخصا في الحادث".

جاءت هذه الإدانة في بيان أصدره ستيفن أوبراين، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة، فجر اليوم، وصل الأناضول نسخة منه، قال فيه "إنني مرعوب للغاية وفي شدة الانزعاج من أنباء مقتل مدنيين حيث تشير التقارير الأولية إلى مقتل أكثر من 140 شخصا وجرح 500 آخرين نتيجة لذلك الهجوم الفاضح وإنني أقدم خالص التعازي ومواساتي لعائلات الضحايا والمصابين".

وكان مصدر طبي موال للحوثين أعلن أمس، ارتفاع حصيلة ضحايا القصف إلى 90 قتيلاً و566 جريحاً.

ونقلت وكالة "سبأ" الخاضعة لسيطرة الحوثيين، على لسان الدكتور غازي إسماعيل، المكلف من قبل الجماعة للقيام بمهام وزير الصحة، في وقت متأخر من مساء السبت، قوله إن مستشفيات العاصمة، "استقبلت 90 قتيلاً و566 جريحاً إثر قصف مجلس العزاء، معظمهم إصاباتهم خطيرة".



وأشار المسؤول الصحي إلى أن الوزارة استدعت جميع أطباء الجراحة العامة والأوعية الدموية وأطباء المخ والأعصاب والعظام للتوجه إلى مستشفيات أمانة العاصمة لمساعدة طواقمها في تقديم الخدمات الطبية والعلاجية للمصابين.

وكانت حصيلة سابقة لمصادر طبية وحوثية تحدثت عن مقتل وإصابة أكثر من 450 شخصاً في قصف جوي استهدف مجلس عزاء لوالد وزير الداخلية جلال الرويشان، والذي قال شهود عيان إنه تعرض للإصابة، لم تُعرف طبيعتها على الفور. ولم يصدر عن الحوثيين أية إحصائية جديدة بعد تلك التي أُعلنت أمس في الوكالة التابعة لهم.

ومن بين القتلى عمدة مدينة صنعاء عبد القادر هلال الموالي للحوثيين، فيما أصيب وزير الدفاع اللواء حسين خيران إلى جانب قيادات أمنية وعسكرية موالية للحوثيين، بحسب أحاديث سابقة لشهود ومصادر طبية وإعلامية.

وفيما اتهم الحوثيون التحالف بشن هذه الهجمات، رد الأخير بالنفي قائلاً إنه لم ينفذ أية عمليات جوية في موقع الحادث ملمحا إلى أسباب أخرى وراء ما أسماه "التفجير".

ومنذ 26 مارس/ آذار 2015، يشن التحالف العربي عمليات عسكرية في اليمن ضد الحوثيين، استجابة لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بالتدخل عسكرياً لـ"حماية اليمن وشعبه من عدوان المليشيات الحوثية"، في محاولة لمنع سيطرة عناصر الجماعة وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح على كامل اليمن، بعد سيطرتهم على العاصمة.

ويشهد اليمن حربًا منذ قرابة عامين بين القوات الموالية للحكومة اليمنية من جهة، ومسلحي الحوثي وقوات، صالح من جهة أخرى، مخلفة أوضاعاً إنسانية صعبة، فيما تشير التقديرات إلى أن 21 مليون يمني (80% من السكان) بحاجة إلى مساعدات، وأسفر النزاع عن مقتل 6 آلاف و600 شخص، وإصابة نحو 35 ألف، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

وتصاعدت المعارك في معظم الجبهات في البلاد، منذ 6 أغسطس/آب الماضي، بالتزامن مع تعليق مشاورات السلام التي أقيمت في الكويت، بين الحكومة، من جهة، والحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام (جناح صالح)، من جهة أخرى، بعد استمرارها لأكثر من ثلاثة أشهر، دون اختراق جدار الأزمة، وإيقاف النزاع المتصاعد في البلاد منذ العام الماضي.