الرباط - أحمد علوة (وكالة أخبار المرأ) : اخر ماوقعته الشاعرة المغربية عائشة البصري كان تجربتها الجديدة "صديقي الخريف" وهي تجربة اجتمع فيها التشكيلي بالشعري من خلال تخاطب جمعها مع أعمال الفنان التشكيلي محمد بناني التجربة بمثابة تعزيز للحوار بين الكتاب المغاربة والفنانين التشكيلين وهو حوار تعدد في عدد من التجارب السابقة حيث يمشي نحو ترسيخ العلاقة بين الشعري والتشكيلي وبما يحقق شرط الانفتاح على متلقي مختلف عن هذه التجربة نحاور الشاعرة عائشة البصري.
* كيف تقديمين تجربة "صديقي الخريف" التي جمعتك والتشكيلي محمد بناني؟
- صديقي الخريف هو حقيبة فنية مشتركة بيني وبين الفنان التشكيلي محمد بناني، ساهم من جانبه بخمس لوحات فيما ساهمت من ناحيتي بأحد عشر قصيدة هذه التجربة تم التحضير لها على مدى ستة أشهر،وقد كانت القصيدة أولا ليشتغل بعد ذلك الفنان محمد بناني على النصوص،وقد استطاع أن يعطيها توهجا وإمكانيات تنم عن احترافية عالية القصيدة أولا ثم اللوحة بعد ذلك اللوحة..
* هل هذه الأسبقية تعطي امتيازا ما للقصيدة على التشكيل؟
- لا أبدا، فقط هذه المزواجة بين الشعري والتشكيلي تأخذ عدة أشكال وقد تأتي اللوحة أولا ثم القصيدة والعكس صحيح أو قد يولدان في ورشة مشتركة. هو نوع من التزاوج أو التمازج بين العمل الشعر والتشكيلي لا يعطي امتيازا أو أولوية للشعر على التشكيل أو التشكيل على الشعر .
* لماذا صديقي الخريف؟
- هو حقا صديقي. فالخريف ليس بتلك السلبية التي يعتقدها العامة. فعلى مستوى فصول السنة ليس هناك فصل أكثر حرصا على أناقته، يشذب أوراقه يرتب أشياءه ليجددها ثانية. على المستوى الإنساني هو مرحلة النضج الفكري والعاطفي. أما على المستوى الشخصي كان الخريف ولادتي الشعرية والإبداعية على افتراض أن الأربعين هي بداية خريف العمر. فكان خريفي معطاء ومتوهجا فقررت أن أعطيه لونا ذهبيا ، ولما لا أخضر عكس ما يشاع عنه من ذبول واصفرار ونهايات....
* هناك تجارب عديدة في المغرب أسست لهذا المشترك بين ما هو شعري وتشكيلي.. لكن تجربتك رفقة الفنان محمد بناني تتميز بكونك الشاعرة الرائدة في هذا المجال.. لا؟
- لا أظن أن هناك ريادة في هذا المجال. هذه التجربة تدخل في إطارها العام. جاءت لتعزز الحوار بين التشكيليين والشعراء في المغرب بدون شك، خاصة وأنه لا تزال هناك حاجة إلى تجارب متعددة أخرى أكثر وأعمق لتترسخ، رغم ما راكمته الساحة الثقافية المغربية . ونستحضر هنا عدة أعمال مهمة كتجربة الشاعر محمد بنيس والتشكيلي ضياء العزاوي ،والشاعر عبد الله زريقة والفنان الصلادي والشاعر حسن نجمي والمرحوم الفنان محمد القاسمي وآخرون... هذه ليست تجربتي الأولى مع فنان تشكيلي فقد سبق وان اشتغلت مع الفنان الصديق عبد الله الحريري في عمل بعنوان "حديث مدفأة" سلسلة ليفربوفر بمدينة تور الفرنسية 2006، ونفس العمل صدر مؤخرا ضمن كتاب عن دار غاليمار بفرنسا 2009. وكذلك ليست التجربة الأولى لمحمد بناني فله في هذا السياق عمل مشترك مع الشاعر والروائي الطاهر بنجلون.
* هو تخاطب يبدو عسيرا خاصة عندما لايتوج في كتاب مشترك وفي العادة تكون هذه الكتب لفخامتها غالية السعر، الشئ الذي يعسر عملية التعرف عليها كتجربة من طرف الجمهور الواسع؟
- و أنت تعرف أن الشعر اليوم في حاجة أكثر مما مضى إلى أدوات والى أشكال يمكن أن تساهم في تقريب الشعر إلى القارئ أو توضيحه للمتلقي في مواجهته لتحديات الوسائل الحديثة وهده الأشكال من التمازج بين ماهو شعري وتشكيلي موجهة إلى متلقي معين شريحة معينة من القراء الدين لم تصلهم الفكرة الشعرية وتلك هي خصوصية القصيدة الشعرية التي تكتب في هذا السياق هذا العمل كان أساسا المقصود به حقيبة فنية ولما قررنا الاشتغال على الفكرة كانت فكرة "صديقي الخريف" بالأساس لي كشاعرة ولم نفكر في كيف يمكن أن تترجم على ارض الواقع سواء في كتاب أو في مرسم، لأن الغاية كانت فقط انجاز عمل فني يزاوج بين الشعري والتشكيلي ،وأظن أن الأعمال الفنية للفنان محمد بناني قد أعطت لنصوص هذا العمل بعدا آخر من خلال هذا التخاطب حيث استطاع هذا الفنان أن يضاعف الفكرة الشعرية للقصائد وخياره التجريدي لم يخنق الفكرة بل فتح أمامها أفقا آخر وأعطاها نوع من التأويل الجمالي الذي نحتاجه نحن كشعراء في علاقتنا بالفن التشكيلي
* طيب نصوص هذه التجربة صديقي الخريف هل كتب باختلاف عن نصوصك الشعرية السابقة على اعتبار أنها ستجاور وتحاور شكلا فنيا آخر هو التشكيل؟
- صحيح ، فالقصائد تجمعها تيمة واحدة الخريف ، وعوالمها متشابهة ، إذ لابد من خيط رفيع يربط بين الحرف واللون ولابد للفنان أن يلمس هذا الخيط وإلا أصبح هذا العمل مجرد مجاورة سطحية وأصبحت اللوحة أداة تجميلية في الكتاب.
* اسمحي أن أسأل السؤال الذي اجتر كثيرا لكنه يبقى مطروحا باستمرار حول الحركة الشعرية النسائية في المغرب.. هل يمكن الحديث عن حركة حقيقية من هذا النوع؟
- شخصيا لا أحب هذا التصنيف: شعر نسائي وشعر رجالي. نحن نكتب نصا إنسانيا. القصيدة ليست ذكرا ولا أنثى، لا حدود تسيجها... لكن إذا أردنا تقييم ما تكتبه النساء بدون شك سنلاحظ أن هناك طفرة من الإبداعات والتجارب النسائية التي برزت خاصة منذ التسعينيات إلى الآن، أسماء كثيرة مهمة حاولت أن تضع موطئ قدم في الساحة الثقافية مثلا مليكة العاصمي، وفاء العمراني، وداد بنموسى، الزهرة المنصوري، فاتحة مرشيد، ثريا مجدولين إكرام العبدي وإيمان الخطابي يعني مجموعة من الأسماء التي استطيع أن أقول أنها حققت تجربة لابأس بها و استطاعت أن تؤكد حضورها في المجال الثقافي وخصوصا المجال الشعري المغربي.
* في المؤتمر الأخير لاتحاد كتاب المغرب تم إقصاء النساء الكاتبات من تحمل المسؤولية داخل الأجهزة المسيرة في الاتحاد وذلك على غير عادة هده المؤسسة ما تعليقك على ذلك؟
- "تضحك" لاتعليق لدي -- المؤسسات لا تصنع كاتبا وإن صنعته يكون مزيفا. فلا وزارة الثقافة ولا اتحاد كتاب المغرب ولا بيت الشعر بإمكانهم إعطاء المشروعية لأحد لكي يصبح كاتبا الحمد لله الإنترنيت كسر كل الحواجز. أغلب الكاتبات المغربيات يشتغلن بعيدا عن هده المؤسسات وكل الهفوات التي ترتكبها المؤسسات الثقافية هي هفوات لا تضرنا بالشكل الكبير ولا تحبط عزيمتنا ككاتبات بل بالعكس فهي تكون باستمرار حافزا كبيرا على الاشتغال والتشبث بالكلمة كأداة فعالة لتحقيق المزيد من المكاسب وانتزاع مساحة أكبر من الحرية.
* غياب النقد المتابع للتجارب الشعرية النسائية وللشعر بصفة عامة ألا يضايقكم أن تمشي تجاربكم في غياب دليل نقدي مصاحب؟
- الواقع أنني لست من المتباكيات وقد أخذت حقي من النقد خارج المغرب ولو أن هناك بعض الكتابات كانت عبارة عن مقاربات ويمكن أن تكون كتابات محبة لكني اعتبر بأن كتاباتي أخذت مايكفيها من القراءات النقدية. آخذ منها ما يقوي تجربتي وأترك ما لا يعنني. وعلى العموم المواكبة النقدية للشعر المغربي هي مواكبة قاصرة الآن ، لأن هناك تراكمات كثيرة حيث أن كل سنة تصدر مجموعة من الدواوين الشعرية فيما يبدو أن النقد عاجز على أن يواكبها ثم إن القصيدة التي يكتبها الشعراء في المغرب وهي عموما قصيدة نثر تلزمها أدوات نقدية جديدة أيضا. فمجموعة من النقاد في المغرب لم يجددوا أدواتهم ومن تم على النقد تجديد أدواته حتى يستوعب هده الطفرة الشعرية المغربية. ثم أن القصيدة في العالم العربي تعرف تحولات وغليانا. تكاد لا تستقر على شكل معين كأنها حقل من التجارب والمغامرات.
* أنت شاعرة محظوظة ترجمت أعمالك لأكثر من لغة وأنصفك النقد يعني هدا حظ لايتأتى للجميع؟
- ليس كثيرا، ترجمت كتبي لأربع لغات فقط : التركية والاسبانية والفرنسية والإيطالية. لكن الترجمة حسب رأيي ليست مشروعا شخصيا يخص الشاعر وحده بل هي انتقال نص بكل حمولاته اللغوية والاجتماعية والسياسية... إلى لغة أخرى تستقبل النص في كليته وبما أن المبدع لا يكتب من فراغ فقد نهل بسابقيه ومجايليه من كتاب لغته. كما أن ترجمة شاعر ليست دائما مقياسا لجودة ما يكتب. أما فيما يخص النقد فقد كان يوما لي ويوما علي.
* القصيدة الآتية؟
- "خلوة الطير" وهي المجموعة الخامسة ستصدر في سوريا كل أملي أن تأتي بشيء جديد عما سبق ونشرت. فليس هناك أسوأ من شاعر يكرر شعراء آخرين والأسوأ منه يكرر الشاعر نفسه.
مغربية وجزائرية تفوزان بجائزة كاتب ياسين الدولية للرواية
الرباط - زكية عبد النبي (رويترز) - فازت الشاعرة والروائية المغربية عائشة البصري والكاتبة الجزائرية نصيرة بلولة بالجائزة الأدبية الدولية للرواية الخاصة بالدورة السابعة من المنتدى الدولي حول حياة ومؤلفات كاتب ياسين.
ونالت الكاتبة الجزائرية المقيمة في كندا جائزة أحسن عمل روائي صادر باللغة الفرنسية عن روايتها (أرض النساء) التي صورت فيها مسيرة خمسة أجيال كاملة من نساء جزائريات بمنطقة الأوراس بباتنة فرضن على المجتمع أن يعاملهن باحترام كبير.
وفي الوقت ذاته نالت المغربية عائشة البصري الجائزة الدولية الخاصة بأحسن عمل روائي صادر باللغة العربية عن روايتها (حفيدات جريتا جاربو) التي تصور قصة شخص يدعي انه ابن الفنانة الشهيرة (جريتا جاربو) لكن هذا الشخص في حقيقة الأمر ما هو إلا مجرد طفل كان يعيش في ملجأ للأيتام زارته الفنانة والتقطت معه صورة جابت العالم ونشرت في صحف ومجلات عالمية.
وفي أول تعليق لها بعد إعلان النتيجة قال عائشة لرويترز إن "الجائزة تشريف للأدب المغربي ولجيلي على الأخص ولزميلاتي الكاتبات المغربيات."
وأضافت أن الجائزة "إشارة تأتي من وسط أدبي وثقافي في الجزائر الشقيقة كدليل على قوة العلاقة بين الأدباء والفاعلين في الحقل الثقافي في بلدين شقيقين."
وقالت إن رواية (حفيدات جريتا جاربو) المنشغلة بواقع المرأة العربية والمغاربية على الخصوص "تعثر على قراء جدد وعلى مناطق جديدة للتداول والقراءة".
وتعتبر رواية (حفيدات جريتا جاربو) الثانية للكاتبة بعد (ليالي الحرير) وست مجموعات شعرية صادرة بين المغرب وسوريا ولبنان بالإضافة لعشر مختارات مترجمة إلى لغات أجنبية منها الإسبانية والفرنسية والتركية والإيطالية.
وتحمل الجائزة اسم الأديب والمسرحي الراحل كاتب ياسين واسمه الحقيقي محمد خلوطي (1929-1989) والذي يعد من أشهر الكتاب الجزائريين ومن أشهر أعماله رواية (نجمة) التي ترجمت للغات عالمية وباتت نصا مرجعيا في جامعات عالمية.
وعقدت الدورة السابعة للمنتدى الدولي كاتب ياسين في ولاية قالمة بالجزائر في الفترة من 19 إلى 21 مارس آذار الحالي.
وحجبت الجائزة الأدبية الدولية في شقها المتعلق بأحسن عمل شعري بالعربية والفرنسية "لعدم وجود أعمال تنطبق عليها المعايير المحددة للمسابقة" بحسب ما أعلن في الحفل الختامي.
مواقع النشر