ا.ف/ س.ك (رويترز) : وضع باحثون أيديهم على كيفية حدوث تشوهات في الرأس لدى الأجنة داخل الرحم بسبب فيروس زيكا، في الوقت الذي وردت فيه أنباء عن أول حالة صغر رأس مرتبطة بالفيروس في كولومبيا.



قال علماء إن فيروس زيكا يمكنه إحداث إصابات سريعة تتلف خلايا مخ الأجنة في مرحلة النمو، ما يسلط الضوء على كيف يحدث الفيروس تشوهات صغر حجم الرأس لدى الأجنة المعرضين له داخل الرحم. وقال الباحثون إن دراستهم التي نشرت نتائجها في دورية الخلايا الجذعية، لا تقدم برهانا على العلاقة السببية المباشرة بين الفيروس وحالة صغر حجم الرأس لكنها تحدد المكان الذي يمكن أن يتسبب فيه الفيروس في أقصى درجة من الضرر لدى الأجنة في مراحل النمو الأولى.

وأوضحت الدراسة أن الفيروس الذي ينقله البعوض يصيب أحد أنواع الخلايا الجذعية العصبية التي تكون قشرة المخ فيما بعد وهي الطبقة الخارجية للمخ المسؤولة عن القدرات الذهنية والوظائف العقلية الأعلى. ووجد الباحثون أن هذه الخلايا -عند تعريضها للفيروس في المختبر- تصاب به خلال ثلاثة أيام وتتحول إلى "مصنع لإنتاج الفيروس" وتكاثره وتموت بمعدل أسرع من المعتاد.

وقال الباحث هنجلي تانج، كبير المشرفين على هذه الدراسة من جامعة ولاية فلوريدا: "توضح دراستنا أنه بمجرد دخول الفيروس إلى المخ يصبح بوسعه الوصول إلى تلك الخلايا".وأضاف تانج أن الدراسة تشير إلى أن بإمكان الفيروس إحداث الضرر الذي يظهر في حالة صغر حجم الرأس التي تتسبب في مشاكل تتعلق بالنمو.


أفتك الفيروسات التي أرعبت العالم



ينتقل فيروس "زيكا" عبر لسعات البعوض، وهو فيروس يسبب تشوهات خلقية للمواليد الجدد، إذ يمكن أن يولد الطفل بجمجمة أصغر من الحجم الطبيعي. منظمة الصحة العالمية تتوقع أن يصاب حوالي أربعة ملايين شخص بهذا المرض في عام 2016.



يتكاثر البعوض خاصة في المياه الراكدة وفي الأحياء الفقيرة، ولتفادي انتقال هذا المرض إليها، اتخذت مصر إجراءات احتياطية في مطار القاهرة، ونفت وجود حالات اشتباه لفيروس "زيكا" على أراضيها. أما البحرين، فنفت وجود البعوض الناقل للمرض في أجوائها. في المقابل، أشارت وزارة الصحة المغربية، إلى أن احتمال انتشار المرض في المملكة "ضئيل جدا".



أثار فيروس "الإيبولا" في العامين الماضيين الرعب في العالم، بعد أن تفشى بصورة كبيرة في غرب أفريقيا. الوباء تسبب في مقتل أكثر من 11 ألف شخص. ينتقل فيروس "الإيبولا" القاتل عبر الاحتكاك المباشر، وهذا ما دفع المغرب لتأجيل استضافة بطولة أمم أفريقيا لكرة القدم سنة 2015، كما أوقفت السعودية العام الماضي إصدار تأشيرات الحج والعمرة لحجاج قادمين من غينيا وليبيريا وسيراليون.



لقي حوالي 584 شخصاً حتفهم في السنوات الأربع الأخيرة جراء فيروس "كورونا"، المعروف أيضا بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية. أغلب حالات الوفيات سجلت في المملكة السعودية. الخبراء رجحوا أن الإبل هي مصدر الفيروس، وهو يؤدي إلى التهاب في الجهاز التنفسي، مع ارتفاع شديد لحرارة الجسم.



تسبب وباء انفلوانزا الخنازير في وفاة أكثر من 15 ألف شخص بين 2009 و2010، وهو فيروس ينتقل من الخنازير المصابة إلى البشر عبر لمس الأنف أو الفم وعبر السعال أو العطس. من أعراضه ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة وسعال وألم في العضلات. أكثر من 1000 شخص لقوا حتفهم في 22 دولة عربية بسبب الفيروس حسب منظمة الصحة العالمية.



ظهر مرض انفلوانزا الطيور في هونغ كونغ في الصين بين عامي 2003 و2005، وانتشر بعدها في القارة الآسيوية، وهو مرض معد يصيب الطيور وينتقل إلى البشر عبر اللمس خاصة عن طريق الدواجن الحية. ما دفع العديد من الدول العربية كمصر وتونس لمنع استيراد الدواجن من الدول الآسيوية. لكن رغم ذلك، تسبب المرض في وفاة أكثر من 80 شخصا في مصر إلى غاية سنة 2015، وهي النسبة الأعلى في العالم.

الكاتب: سميح عامري

على الصعيد نفسه، أعلنت مصادر في كولومبيا عن ظهور أول حالة صغر رأس لمولود مرتبطة بفيروس زيكا الذي ينقله البعوض، بالرغم من أن معهد الصحة الوطني قال إنه لا توجد معلومات عن الحالة ولا يمكنه تأكيدها. وكولومبيا التي ينظر إليها على أنها حالة اختبار رئيسية لتأثيرالفيروس لديها 42706 حالات إصابة بفيروس زيكا بما في ذلك 7653 امرأة حامل.

وقال ألفونسو رودريجيز موراليس وهو طبيب وباحث في جامعة بيريرا، إن دراسة شملت 28 امرأة بإقليم سوكري في كولومبيا، أصبن بفيروس زيكا خلال الحمل أشارت حتى الآن إلى مولد طفل واحد لديه صغر في الرأس. ولم يعرف على الفور متى ولد الطفل. وقال الطبيب "الإصابة الوحيدة التي من شأنها أن تفسر ما يحدث هو فيروس زيكا".

وقال رودريجيز موراليس لرويترز في مقابلة عبر الهاتف، إن حالة واحدة لا تثبت صلة كاملة بين الفيروس وصغر الرأس، لكن فريقه استبعد أسبابا محتملة أخرى للعيب في هذا الطفل بما في ذلك الحصبة الألمانية والهربس والزهري وداء المقوسات.

وقال المعهد الوطني للصحة في كولومبيا إنه لا يمكنه تأكيد الحالة لعدم إرسال أي عينات من المرضى لمختبراته. وقال المعهد لرويترز، إنه يتابع حاليا 28 طفلا لديهم صغر محتمل في الرأس ولا ترتبط كلها بفيروس زيكا ولكن لا توجد حتى الآن حالة بهذا العيب مرتبطة بالفيروس. وارتبط فيروس زيكا بالعديد من حالات صغر حجم الرأس في البرازيل وانتشر بسرعة إلى دول بأمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي ما دفع منظمة الصحة العالمية إلى إعلان حالة طوارئ دولية في الصحة العامة.