أقسام درة ،،،
أنا °•. أصدق في العلم
الرياض (اليوم) تأتي كل من أمريكا وروسيا والصين والهند ضمن أكثر الدول المساهمة في رحلات استكشاف الفضاء إلى جانب العديد من الدول الأخرى لا سيما تلك المنضمة تحت وكالة الفضاء الأوروبية. فلماذا تُنظم المملكة العربية السعودية هذا التجمع الكبير في دورته الخامسة والعشرين لرواد فضاء عالميين وغيرهم من المتخصصين في علوم الفضاء والطيران؟ ما هي مساهمات المملكة في هذا المجال؟ وما هي خططها المستقبلية؟
يعود مؤتمر جمعية مستكشفي الفضاء للمرة الثانية إلى الرياض بعد 22 عام تقريبا. فقد سبق وأن نظمت المملكة هذا التجمع في دورته الخامسة في عام 1989 في الرياض، أربع أعوام بعد صعود أول مسلم عربي إلى الفضاء في الرحلة الخامسة لديسكڤري. صعد الأمير سلطان بن سلمان على متن المركبة الفضائية الثامنة عشر STS 51-G من مركز كَنَدي للفضاء في فلوردا في 17 يونيو 1985.
تنظم مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية هذا المؤتمر حيث انعقد في المركز الرئيسي للمدينة في الرياض. وباعتبار المدينة هي الوكالة الوطنية للعلوم في المملكة، فإنها تعمل على إنشاء قطاع للفضاء والطيران التجاري يسعى إلى تطوير برامج تكنولوجية حديثة وتطوير سياسات وأهداف المملكة من خلال تعاونها مع قادة عالميين في أبرز المجالات التكنولوجية مثل ناسا وجامعة ستانفورد وشركة بوينج وشركة جيو آي وشركة لوكهيد مارتن.
تعمل مدينة الملك عبد العزيز على تطوير ستة عشر قطاعاً استراتيجياً في مجالات العلوم والتكنولوجيا في المملكة ومن أبرزها تقنيات الفضاء والطيران. يبحث هذا المجال في إيجاد حلول لاحتياجات المملكة في مجال الطيران واستكشاف الفضاء، حيث يركز علماء مدينة الملك عبد العزيز جهودهم في البحث على نواحي تصميم وتطوير وإنشاء الأقمار الصناعية، والاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية، ومحطات الفضاء، ومحطات الطيران، والمحاكاة الرقمية، والتقنيات المساعدة، والاتصالات.
أطلق معهد بحوث الفضاء التابع لمدينة الملك عبد العزيز إثنى عشر قمرا صناعياً من محطة بيكنور للفضاء في كازاخستان لأغراض الاتصالات وغيرها، وتهدف إلى أن تكون المملكة رائدة في توريد منتجات مراقبة الأرض من الفضاء، والخرائط التفاعلية، وتقوية أداء الأقمار الصناعية. كما تمتلك نظام متكامل لالتقاط وتحليل صور الفضاء.
إن لبرنامج المدينة لتقنيات الفضاء والطيران اتفاقيات عدة للعمل جنبا إلى جنب مع فرق من الولايات المتحدة والهند وروسيا ومذكرات تفاهم مع أوكرانيا وفرنسا لتطوير وإنشاء أقمار صناعية جديدة. كما تشجع المدينة طلابها المتميزون وتساعدهم على إجراء البحوث في المعامل ومحطات الفضاء الأمريكية من أجل إنشاء جيل جديد من علماء فضاء سعوديين وتوسيع آفاقهم.
المؤتمر
في اليوم الأول من المؤتمر وبعد الجلسة الأولى التي تمحورت حول توعية المجتمع بعلم الفضاء ودوره في الحياة اليومية، تحدث جورج آبي المدير السابق لمركز جونسون للفضاء في أمريكا عن التغييرات التي مر بها المجتمع الأمريكي منذ استكشاف الفضاء وإطلاق الاتحاد الروسي لسپُتنك، أول مركبة فضائية تكمل دورانها حول الأرض. وقدم الدكتور چارلز إيلاچي عرضاً مؤثر لهبوط رحلة فضول (أو كيوريوسِتي) على سطح المريخ قبل عدة أشهر، افتتحه بشريحتين أشار فيهما إلى مساهمات علماء الفلك المسلمين الذين كانوا روادا في هذا المجال كمناسبة لانعقاد المؤتمر في بلد مسلم عربي. وأوضح مستعينا بالصور التشابهات الجيلوجية بين كوكبي الأرض والمريخ خاصة الأحجار والصخور التي تساعدهم في الاستدلال باحتمالية وجود مسطحات مائية على كوكب المريخ قبل ملايين السنين والتي من شأنها أن تبعث تساؤولات أخرى حول أشكال الحياة على الكوكب. وفي لفتة طريفة أشار إلى أن مساحة المريخ تبلغ ربع مساحة الأرض ولأن ربع مساحة الأرض يابسة والباقي تغطيه المسطحات المائية فمن الناحية النظرية تتساوى مساحتيهما.
وأكمل حديثه، يشع سعادة وفخرا وحبا، عن تلك الآلة الضخمة والجميلة، كيوريوسِتي، التي تجوب جبال ووديان المريخ الجافة بفضول بحثا عن إجابات لتساؤلات دامت لسنون. كما يبرز الجانب الإنساني لهذا العالم، الدكتور چارلز في إجابته على أحد أسئلة الحضور فيما بعد حول سبب مشاركتهم لمستجدات استكشافتهم على الكوكب الأحمر أولاً بأول مع الشعب الأمريكي في الصحافة الأمريكية بشفافية وانفتاح وعدم الاستئثار بهذه المعلومات حصريا مع المتخصصين من العلماء والخبراء، حيث أجاب الدكتور (بما بمعناه)، "نقوم بعقد جلسة صحفية كل يوم ثلاثاء نشارك فيها مستجدات اكتشافاتنا للصحافة الأمريكية لأننا ندين للشعب الأمريكي بذلك، وهو حقٌ علينا تجاههم حيث أنهم مولوا رحلتنا من ضرائبهم.." وختم إجابته مبتسما، "ولكن الأهم من ذلك، هو بسبب أننا نتشارك هذا الفضاء الواسع."
وكانت وجهة نظر وكالة الفضاء الفرنسية حول استكشاف الفضاء مثيرة للاهتمام، حيث ركز الدكتور تيري مدير العلاقات الاستراتيجية والدولية والبرامج من المركز الوطني في فرنسا على اهتمامهم في استخدام الأقمار الصناعية لأهداف بيئية، مثلا، لرصد مستوى سطح المحيطات ومتغيراتها، ودراسة الطقس والتوقعات الجوية الموسمية، بالإضافة إلى أهداف البحث والتطوير الطبي مثل متابعة حالة الرواد الصحية في الفضاء مباشرة من الأرض ودراسة حالة القلب عند تغير الجاذبية، وأهداف إنسانية مثل تعجيل حملات الإنقاذ بعد وقوع كوارث عن طريق التقاط الأقمار الصناعية للإشارات المنبعثة من محطات الاستغاثة وتحديد مواقع المتضررين.
ودارت جلسات اليوم الثاني حول ثلاثة مواضيع، عمليات الفضاء، وعلم الفضاء، ولجنة مدينة الملك عبد العزيز لعمليات وعلم الفضاء.
عند هبوط كيوريوستي على المريخ بنجاح، بعد عدد من المحاولات الفاشلة، وفي ذروة حماسة وسعادة الجميع، ردد الدكتور چارلز مقولة للرئيس تَدي روزَفَلت، "أن تتحدى الصعاب لكسب الانتصارات المجيدة بالرغم من تخللها بالفشل أفضل بكثير من أن تكون أحد تلك الأرواح الفقيرة التي لم تسعد ولم تعاني، لأنهم يعيشون في غسق باهت لا يعرف انتصار ولا هزيمة."
يعود مؤتمر جمعية مستكشفي الفضاء للمرة الثانية إلى الرياض بعد 22 عام تقريبا. فقد سبق وأن نظمت المملكة هذا التجمع في دورته الخامسة في عام 1989 في الرياض، أربع أعوام بعد صعود أول مسلم عربي إلى الفضاء في الرحلة الخامسة لديسكڤري. صعد الأمير سلطان بن سلمان على متن المركبة الفضائية الثامنة عشر STS 51-G من مركز كَنَدي للفضاء في فلوردا في 17 يونيو 1985.
تنظم مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية هذا المؤتمر حيث انعقد في المركز الرئيسي للمدينة في الرياض. وباعتبار المدينة هي الوكالة الوطنية للعلوم في المملكة، فإنها تعمل على إنشاء قطاع للفضاء والطيران التجاري يسعى إلى تطوير برامج تكنولوجية حديثة وتطوير سياسات وأهداف المملكة من خلال تعاونها مع قادة عالميين في أبرز المجالات التكنولوجية مثل ناسا وجامعة ستانفورد وشركة بوينج وشركة جيو آي وشركة لوكهيد مارتن.
تعمل مدينة الملك عبد العزيز على تطوير ستة عشر قطاعاً استراتيجياً في مجالات العلوم والتكنولوجيا في المملكة ومن أبرزها تقنيات الفضاء والطيران. يبحث هذا المجال في إيجاد حلول لاحتياجات المملكة في مجال الطيران واستكشاف الفضاء، حيث يركز علماء مدينة الملك عبد العزيز جهودهم في البحث على نواحي تصميم وتطوير وإنشاء الأقمار الصناعية، والاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية، ومحطات الفضاء، ومحطات الطيران، والمحاكاة الرقمية، والتقنيات المساعدة، والاتصالات.
أطلق معهد بحوث الفضاء التابع لمدينة الملك عبد العزيز إثنى عشر قمرا صناعياً من محطة بيكنور للفضاء في كازاخستان لأغراض الاتصالات وغيرها، وتهدف إلى أن تكون المملكة رائدة في توريد منتجات مراقبة الأرض من الفضاء، والخرائط التفاعلية، وتقوية أداء الأقمار الصناعية. كما تمتلك نظام متكامل لالتقاط وتحليل صور الفضاء.
إن لبرنامج المدينة لتقنيات الفضاء والطيران اتفاقيات عدة للعمل جنبا إلى جنب مع فرق من الولايات المتحدة والهند وروسيا ومذكرات تفاهم مع أوكرانيا وفرنسا لتطوير وإنشاء أقمار صناعية جديدة. كما تشجع المدينة طلابها المتميزون وتساعدهم على إجراء البحوث في المعامل ومحطات الفضاء الأمريكية من أجل إنشاء جيل جديد من علماء فضاء سعوديين وتوسيع آفاقهم.
المؤتمر
في اليوم الأول من المؤتمر وبعد الجلسة الأولى التي تمحورت حول توعية المجتمع بعلم الفضاء ودوره في الحياة اليومية، تحدث جورج آبي المدير السابق لمركز جونسون للفضاء في أمريكا عن التغييرات التي مر بها المجتمع الأمريكي منذ استكشاف الفضاء وإطلاق الاتحاد الروسي لسپُتنك، أول مركبة فضائية تكمل دورانها حول الأرض. وقدم الدكتور چارلز إيلاچي عرضاً مؤثر لهبوط رحلة فضول (أو كيوريوسِتي) على سطح المريخ قبل عدة أشهر، افتتحه بشريحتين أشار فيهما إلى مساهمات علماء الفلك المسلمين الذين كانوا روادا في هذا المجال كمناسبة لانعقاد المؤتمر في بلد مسلم عربي. وأوضح مستعينا بالصور التشابهات الجيلوجية بين كوكبي الأرض والمريخ خاصة الأحجار والصخور التي تساعدهم في الاستدلال باحتمالية وجود مسطحات مائية على كوكب المريخ قبل ملايين السنين والتي من شأنها أن تبعث تساؤولات أخرى حول أشكال الحياة على الكوكب. وفي لفتة طريفة أشار إلى أن مساحة المريخ تبلغ ربع مساحة الأرض ولأن ربع مساحة الأرض يابسة والباقي تغطيه المسطحات المائية فمن الناحية النظرية تتساوى مساحتيهما.
وأكمل حديثه، يشع سعادة وفخرا وحبا، عن تلك الآلة الضخمة والجميلة، كيوريوسِتي، التي تجوب جبال ووديان المريخ الجافة بفضول بحثا عن إجابات لتساؤلات دامت لسنون. كما يبرز الجانب الإنساني لهذا العالم، الدكتور چارلز في إجابته على أحد أسئلة الحضور فيما بعد حول سبب مشاركتهم لمستجدات استكشافتهم على الكوكب الأحمر أولاً بأول مع الشعب الأمريكي في الصحافة الأمريكية بشفافية وانفتاح وعدم الاستئثار بهذه المعلومات حصريا مع المتخصصين من العلماء والخبراء، حيث أجاب الدكتور (بما بمعناه)، "نقوم بعقد جلسة صحفية كل يوم ثلاثاء نشارك فيها مستجدات اكتشافاتنا للصحافة الأمريكية لأننا ندين للشعب الأمريكي بذلك، وهو حقٌ علينا تجاههم حيث أنهم مولوا رحلتنا من ضرائبهم.." وختم إجابته مبتسما، "ولكن الأهم من ذلك، هو بسبب أننا نتشارك هذا الفضاء الواسع."
وكانت وجهة نظر وكالة الفضاء الفرنسية حول استكشاف الفضاء مثيرة للاهتمام، حيث ركز الدكتور تيري مدير العلاقات الاستراتيجية والدولية والبرامج من المركز الوطني في فرنسا على اهتمامهم في استخدام الأقمار الصناعية لأهداف بيئية، مثلا، لرصد مستوى سطح المحيطات ومتغيراتها، ودراسة الطقس والتوقعات الجوية الموسمية، بالإضافة إلى أهداف البحث والتطوير الطبي مثل متابعة حالة الرواد الصحية في الفضاء مباشرة من الأرض ودراسة حالة القلب عند تغير الجاذبية، وأهداف إنسانية مثل تعجيل حملات الإنقاذ بعد وقوع كوارث عن طريق التقاط الأقمار الصناعية للإشارات المنبعثة من محطات الاستغاثة وتحديد مواقع المتضررين.
ودارت جلسات اليوم الثاني حول ثلاثة مواضيع، عمليات الفضاء، وعلم الفضاء، ولجنة مدينة الملك عبد العزيز لعمليات وعلم الفضاء.
عند هبوط كيوريوستي على المريخ بنجاح، بعد عدد من المحاولات الفاشلة، وفي ذروة حماسة وسعادة الجميع، ردد الدكتور چارلز مقولة للرئيس تَدي روزَفَلت، "أن تتحدى الصعاب لكسب الانتصارات المجيدة بالرغم من تخللها بالفشل أفضل بكثير من أن تكون أحد تلك الأرواح الفقيرة التي لم تسعد ولم تعاني، لأنهم يعيشون في غسق باهت لا يعرف انتصار ولا هزيمة."
