جزر سليمان: بين الأمس واليوم

طبرق، طارق القوريني (درة) كان أول أوروپي يزور أرخبيل (جزر سليمان) هو ملاح اسباني يقود سفينة برتقالية، عام 1568م اعتقاداً بأنها غنية بالكنوز، بغض النظر عن سبب التسمية حينها، إلا انه كان يعتقد بأنها اوَفِر مدينة مذكورة في كتب مقدسة.



تواترت الأقلام ليس فقط في ذِكر تاريخ جزر سليمان، بل وخصوصاً عن بحر سليمان أيضاً، كذلك الخلط بين سُليمان (القانوني)، وبين سُليمان (النبي) عليه السلام.

فمن هو سليمان هذا: أهو عاشر سلاطين الدولة العثمانية، وخليفة المسلمين الخامس والسبعون، وثاني من حمل لقب «أمير المؤمنين» من آل عثمان. بلغت الدولة في عهده أقصى اتساع لها حتى أصبحت أقوى دول العالم في حينه. ولهذا شرع الإقطاع الأوروبي في تقطيع هذه السلطة واستعبادها، ونهب ثروات كل اطرافها، بدأً بتغي الإسم والمسمّى.



ذكر أبو عبد الله الحِميري (1488م) قي كتابه "الروض المعطار في خبر الأقطار": "ويُذكر قوم ممن سكن الصين أنهم سمعوا أن وراء الصين أمة شقر الألوان حُمُر الوجوه والشعور، يسكنون أسراباً قد لتخذوها لِشدة حر المس عندهم، فإذا طلعت دخلوا الأسراب، إلى أن تزول وتغرب فيخرجون"، وهو بمثابة معجم جغرافي، قد يقصد الحميري سلالة الميلاني، وهم شعب يعيش في مجموعة جزر شمال شرق استراليا، السلالة البشرية الوحيدة التي لها بشرة سوداء وشعر أشقر.



ومن روابط العالم الإسلامي بدولة جزر سليمان اواصر التنمية؛ منها برامج للصندوق السعودي للتنمية؛ حيث استقبل المدير التنفيذي لقطاع العمليات م. فيصل القحطاني 7 يونيو 2023م، دولة رئيس وزراء جزر سليمان السيد ماناسيه سوقافاري، والوفد المرافق له من أصحاب المعالي الوزراء والمسؤولين، بحضور سعادة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى أستراليا وغير مقيم لدى جزر سليمان، الأستاذ سلطان بن خزيم، وجرى خلال اللقاء استعراض نشاط الصندوق الإنمائي في الدول النامية منذ تأسيسه، ومناقشة الفرص الحيوية التنموية الممكنة في جزر سليمان

وبموجب صندوق الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وضمن إطار التنفيذ القطري لجزر سليمان 2023-2024، تنقسم تدخلات الأمم المتحدة في جزر سليمان إلى فئتين عريضتين: تدخلات الوكالات التنفيذية التي تعمل بشكل وثيق مع نظيراتها الوطنية؛ والتدخلات التي تسعى إلى إدراج جزر سليمان ضمن العمليات والهيئات الإقليمية والدولية. الأمم



واطّلع دولة السيد ماناسيه سوغافاري والوفد المرافق له خلال الزيارة، على جهود الصندوق السعودي للتنمية، عبر جولة تعريفية لمعرض مصور داخل المقر، إذ يستعرض فيه الصندوق أبرز المشروعات والبرامج التنموية التي يموّلها في الدول النامية، وأثرها التنموي على المستفيدين.

الإسلام إلى جزر سليمان:
جاء الإسلام إلى قارة أوقِنًسيا تشمل (أستراليا ميلانيزيا ماكرونيزيا بولينزيا) التي تعتبر جزر سليمان أحد دولها قبل 400 سنة (منذ 1600م). عندما كان شعب قِنيا الجديدة يتاجر مع الصين وملايو، عرف وجود الإسلام في مناطق أوقِنًسيا في أوائل القرن 17، وأجزاء أخرى من أوقِنًسيا لم ير فيها وجود الإسلام حتى القرن 19، على سبيل المثال: جاء أوائل المسلمين إلى فيجي عندما جاءوا كمهاجرين على متن سفينة جلب عمال إلى فيجي في عام 1879.



ولقد بدأ دخول الإسلام إلى القارة الأسترالية مع وصول الاستعمار الغربي؛ حيث اعتمد البريطانيون على مسلمي الأفغان في نقل بضائع وتموين وتشييد طرق، وكان عددهم عام 1931م قرابة 393 رجلاً قدموا للعمل دون عوائلهم التي بقيت في أفغانستان بسبب عدم سماح النظام الأسترالي في ذلك الوقت بقدوم نساء الأفغان.

وبما أن البريطانيون لم يمنحوا الأفغان حق الجنسية رغم مساهمتهم بتطوير البلاد، فوجد الأفغان ان البلد غير مناسب للحفاظ على هويتهم الإسلامية؛ ولهذا عاد معظمهم إلى أفغانستان، وقليل منهم مكث وتزوج من سكان البلد الأصليين والإنجليز، وقد خلَّف الأفغان المسلمون خلفهم عادات وتقاليد ومباني ما زالت ملموسة في الجالية الإسلامية.



كان نشر الإسلام في القارة الأسترالية عام 1866م أهم وأعظم مساهمة قام بها الأفغان، وما زال الصدق والأمانة وحسن المعاملة والالتزام بتعاليم الدين الإسلامي متعلقة بأذهان الأستراليين حول أولئك الرجال، إلى درجة أن عدم شربهم للخمر قد أدهش الغربيين. (تقرير)

ورغم احترام المسلمين للأنظمة إلا أن وضعهم كان صعبًا وضعيفًا؛ لأن الغرب يراهم متخلفين بسبب تمسكهم بالإسلام، ولكن التاريخ يوضح أن الأفغان ليسوا أول من وصل إلى أستراليا؛ حيث إن التجار المسلمين كان لهم علاقات مع سكان شمال أستراليا الأصليين في القرن السابع عشر الميلادي. ولكن تأثير الأفغان حاليًا هو القائم والمشهود له.

اليوم، جزر سليمان هي دولة مستقلة تتكون من (6) جزر كبرى، تُدِير (982) جزيرة صغيرة،، عاصمة جزر سليمان هونيارا (حُنيارَ) في أكبر جزرها غرب المحيط الهادئ، متجمعة على ضِفاف بحر سليمان، شرق قينيا الجديدة، مساحتها 28,420 كم²، وعدد سكانها نصف مليون نسمة غالبيتهم من العرق الميلاني.

ومنذ إعلان الصين إبرام اتفاق مع جزر سليمان يقضي بتواجد عسكري وأمني صيني في الجزر، تضجّ وسائل الإعلام الغربي تقارير تهويل التقارب الصيني. رغم تعدد مراكز القواعد العسكرية الأميركية بالمحيط، بعيداً عن ما سيكون للصين خارج حدودها في المنطقة. فالتوتر بين بكين والغرب في المحيط الهادي لم يكن وحيداً، شأنه شأن جزيرة تايوان.. فملف جزر سليمان يعود للواجهة مجدداً، ونبرات بأن الصين تخطط لغزو تايوان من على أراضي تلك الجزر التي انحازت دبلوماسياً لها 2019.

سميت البلاد اسمها على اسم أرخبيل جزر سليمان، وهي عبارة عن مجموعة جزر مُلان يزيا التي تتبعها الجزر الشمالية (جزء من پا پوا قينيا)، لاستثناء جزر نائية، من الملاحظ في تسمية (گوادلكانال) يعود إلى (قواد للقنل) إثر تحريف لكنة المستعمر.



جزر سليمان كانت تحت حماية واوقاف احلاف (خزاعة) و(هوازن) الحجازية و(حِمير) منذ ما بعد عهد ذو القرنين، فلقد كانت نتاج وصول الذين ملكوا البِحار في عصرهم، الا وهم بحارة جرهم احفاد سيدنا (اسماعيل) الخليل عليه السلام. وخلال معظم هذه الفترة الاستعمارية، كان الاسم الرسمي هو "محمية جزر سليمان البريطانية" حتى عام 1975، عندما تم اعادة تسميتها مستقلة إلى "جزر سليمان"، حسب التسمية الحِميرية.

يُقال؛ أن جزر سليمان سُكِنت من قبل ميلاني زيين منذ 30,000 عام. ثم استوطنها بوليني زيون عام 4,000 قبل الميلاد. حت جاء المد الأوروبي مستعمرا لها بداية بسفن بحار إسباني عام 1568م. للتحقق من اعتقاد أسطوري لخزائن سليمان من الذهب، وفي القرن (15م) وأوائل (16م) حاول الإسبان الإستيطان بها. تلتهم حملات تبشير بالنصرانية إلى جزر سليمان، تزايدت في القرن 19. نشطوا في بادئ الأمر، إلا ان سلوك عمال مزارع السكر في أراضي قوينص وفِجي الوحشي ادى إلى سلسلة مجازر انتقامية.

فبالمقابل، تجارة العمال (عبيد) دفعت بريطانيا لإعلان محمية في جنوب جزر سليمان 1886م وتركت الأجزاء الشمالية تحت سيطرة الألمان (نفوذ استعماري)، إلى أن هذه الجزر الشمالية أضيفت إلى المحمية سنة 1899م في إطار اتفاق ألماني بريطاني بموجبه تنازلت ألمانيا عن الأجزاء التي تحتلها من جزر سليمان مقابل اعتراف بريطانيا بادعاءات ألمانيا في تملك ساموا الغربية؛ بعدها تكونت محمية جزر سليمان، ووضِعَت تحت ولاية اللجنة العليا لغرب المحيط الهادئ من قرارات (وزارة المستعمرات البريطانية) و(وزارة العبيد) البريطانية، ومقرها فيجي، بعدها استقر المبشرون في جزر سليمان، وقاموا بتحويل أغلب السكان إلى المسيحية.



منجزات الأمم المتحدة جزر سليمان
جزر سليمان هي أرخبيل ميلانيزي يقع جنوب غرب المحيط الهادئ، تتكون من سلسلتين بركانيتين من ست جزر رئيسية، وعدة مئات من جزر خارجية وجزر مرجانية. حصلت جزر سليمان، وهي محمية بريطانية سابقاً، على استقلالها في عام 1978. وعدد سكانها 720,956 نسمة (تقرير التعداد السكاني لعام 2019، مكتب الإحصاءات الوطني لجزر سليمان) شبابًا ومشتتين ومتعددي اللغات. يعيش الغالبية في مناطق ريفية ويحافظون على سبل عيش الكفاف في قرى لا يتجاوز عدد سكانها بضع مئات منهم. الأمم المتحدة

وقد أظهرت جزر سليمان، رغم أنها تواجه تحديات اقتصادية، مرونة في التغلب على العقبات، لا سيما في أعقاب الصراع المدني المعروف باسم "التوترات" (1998-2003). تلقت البلاد دعمًا حيويًا من بعثة المساعدة الإقليمية إلى جزر سليمان في الفترة من 2003 إلى 2013، مما ساهم في استعادة القانون والنظام، وإعادة بناء الحكومة، وتحقيق استقرار المالية الوطنية، وتحفيز الاقتصاد.