الملك السعودي يحث العالم على اتخاذ "موقف حاسم" ضد الخصم إيران

الرياض - مروة رشاد (رويترز) - حث العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز العالم يوم الخميس على اتخاذ "موقف حاسم" للتصدي للجهود التي تبذلها إيران لتطوير برامج نووية وصواريخ باليستية، وذلك في خطابه السنوي أمام أعلى هيئة استشارية حكومية.



وشددت المملكة على مخاطر مشروع إيران الإقليمي، وتدخلها في دول أخرى، ورعايتها للإرهاب، وتأجيج نيران الطائفية، وتدعو إلى موقف حاسم من المجتمع الدولي ضد إيران يضمن معالجة جذرية لجهودها في الحصول على اسلحة الدمار الشامل وتطوير برنامجها للصواريخ الباليستية ".

كانت هذه أول تصريحات علنية للحاكم البالغ من العمر 84 عامًا منذ أن خاطب الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر عبر رابط فيديو، حيث استهدف إيران أيضًا. تخوض المملكة العربية السعودية السنية وإيران الشيعية صراعًا منذ عقود على النفوذ في جميع أنحاء المنطقة، حيث تدعمان أطرافًا متعارضة في صراعات من سوريا إلى اليمن.

ولم يصدر رد فعل فوري من إيران على تصريحات الملك. وسبق أن وصفت طهران التصريحات السعودية ضدها بأنها "مزاعم لا أساس لها" وتنفي تسليح جماعات في الشرق الأوسط.

ونشرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية نسخة كاملة من خطاب الملك بعد منتصف الليل. حمل التلفزيون الرسمي صوراً لما بدا أنه الملك يخاطب أعضاء المجلس من قصره في نيوم.


- الملك سلمان يلقي كلمة افتراضية خلال الجلسة الأولى لمجلس الشورى، من قصره في نيوم

تم نقل الملك سلمان إلى المستشفى لعدة أيام خلال الصيف، حيث كان يعاني من التهاب في المرارة خضع لعملية جراحية.

وتصاعدت التوترات في المنطقة منذ أن سحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي التاريخي مع القوى العالمية في 2018 وأعاد فرض عقوبات اقتصادية صارمة على الجمهورية الإسلامية.

وفرت علاقة ولي العهد السعودي الأمير محمد بترامب حاجزًا ضد الانتقادات الدولية بشأن سجل الرياض الحقوقي الذي أشعله مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي ودور الرياض في حرب اليمن واحتجاز ناشطات.

قد تصبح هذه المناطق الآن نقاط احتكاك مع الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، الذي تعهد في حملته بإعادة تقييم العلاقات مع المملكة، وهي مصدر رئيسي للنفط ومشتري أسلحة أمريكية.



كانت المملكة العربية السعودية مؤيدًا متحمسًا لحملة "الضغط الأقصى" التي يشنها ترامب على إيران. لكن بايدن قال إنه سيعود إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين القوى العالمية وطهران، وهو اتفاق تم التفاوض عليه عندما كان بايدن نائبا للرئيس في إدارة باراك أوباما.

في اليمن، حيث تقود المملكة العربية السعودية تحالفًا عسكريًا يقاتل الحوثيين المتحالفين مع إيران في حرب قرابة ست سنوات أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف، قال الملك سلمان إن المملكة تواصل دعم الجهود التي تقودها الأمم المتحدة للتوصل إلى تسوية سياسية.

كما أدان الاستهداف "المتعمد والمنهجي" الذي تقوم به جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران للمدنيين داخل المملكة العربية السعودية عبر الطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية.

قال الملك إن الرياض تعمل على ضمان استقرار إمدادات النفط العالمية لخدمة المنتجين والمستهلكين على حد سواء، على الرغم من تأثير Covid-19 على أسواق النفط.



وكرر دعمه الطويل الأمد لحل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، لكنه لم يشر إلى الاتفاقات التي توسطت فيها الولايات المتحدة والموقعة بين الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان لتطبيع العلاقات مع إسرائيل ، وهي جزء من اتفاق استراتيجي. إعادة الاصطفاف ضد إيران.

لقد أذعنت الرياض بهدوء لصفقات الإمارات والبحرين، رغم أنها لم تصل إلى حد المصادقة عليها، وأشارت إلى أنها ليست مستعدة لاتخاذ إجراء بنفسها.

وتحدث الملك قبل أيام من قمة مجموعة العشرين التي تستضيفها السعودية فعليا هذا العام.

ونفى الأمير محمد الأمر بقتل خاشقجي لكنه أقر في 2019 ببعض المساءلة الشخصية بقوله إن ذلك حدث في عهده. وسجنت الرياض ثمانية أشخاص لمدد تتراوح بين سبعة و 20 عاما في القضية.