• ◘ الثقافية

  • في معرض كتاب الرياض الأرقام الـ 6 ... وبدائل الإلحاد البارد !!

    الكويت - محمد العوضي (الرأي) : تعددت الأدلة التي يؤكد عليها الذين يعتقدون بوجود إله خالق لهذا العالم الذين نعيش فيه، ومن ذلك، حدوث هذا الكون وظهوره بعد العدم للاستدلال على وجود مُخرج لهذا الكون من (كتم) العدم، وهو ما فصله الفلاسفة السابقون وأيدته نتائج الرصد الخاضع للحواس والعلوم التجريبية المعاصرة.


    معرض الرياض الدولي للكتاب - درة

    ومنهم من استدل بإمكان هذا العالم وعدم استحالة فرضه بصورة أخرى على احتياجه لمرجح، يرجح وجوده بصورته الحالية على غيرها من الصور. وقطعاً لن يكون هذا المرجح جزءاً من المادة ولا حالا فيها.

    ومنهم - وهو ما يهمنا الكلام عنه هنا - من استدل بدقة صنع هذا الكون وجريانه وفق قوانين ثابتة لا يمكن تصور تناسق كوني بدونها على وجود صانع عالم، وضعه على هذه الصورة المتقنة.

    ومما يستدل به على هذا الاتساق مجموعة القواعد والقوانين الكونية التي تشكل بمجموعها صورة الكون الذي يسحر المتأمل فيه بموضوعية، والتي لو تغير واحد منها بنسبة بسيطة جداً لاختل نظام الكون وزالت عنه احتمالية وجود حياة فيه، فلا يتصور وجود نظام حيوي دون وجود نظام فيزيائي متسق في نفسه وملائم لمطالب هذا النظام الحيوي.

    ومن المهم لفت الأنظار إلى أن العلماء المستدلين بهذا الدليل ليسوا غافلين عن الاعتراض الذي يوجهه الملاحدة بفرض عوالم متعددة يكون عالمنا هو الوحيد المتقن فيها، فإن معتنق هذا الرأي وإن شكك في يقينية هذا الدليل إلا أنه لا يمكنه أن يُلغي الظن القوي جداً الحاصل به، إذ إن احتمال مصادفة هذه الصفات في هذا الكون، أو احتمال وجود عدد كبير جداً من الأكوان يكون ضئيلاً جداً وبصورة لا تذكر، وعلى هذا فلا يجوز ترك العمل بالظن القوي الأقرب إلى القطعية بسبب احتمال ضعيف واهن، ولو أن أحد المعارضين الموضوعيين واجهها في حياته لبلورة آرائه فإنه لن يلتفت لهذه النسبة الضئيلة انقياداً لمنطق العقل في تغليب الظن الأقرب للصواب.

    لكن السؤال الذي ينبغي ألا يغيب عن الأذهان هو:

    لماذا يُضحي الملاحدة بالدليل القوي الراجح المتسق مع التفكير المنطقي، ويختارون بديلاً احتمالياً هزيلاً يعضون عليه بالنواجذ؟!

    هل نحن أمام من يناقشنا بحجج عقلية برهانية أم أننا نواجه قوماً مسكونين بالدوافع النفسية المسبقة الأحكام التي سرعان ما تنكشف تحيزاتها عند إلزامها الاحتكام بالبراهين ومنطق العقل المُبين.

    ولأجل تغليب الحق والانتصار له ينبغي أن ينتبه الفريقان إلى أن الخلاف في قوة دليل النظام خلاف على هذه الصورة المخصوصة، أما لو أضيف إلى الدليل أن هذا النظام وهذا العالم حادثان، فإن بديهة العقل تحكم باحتياجه إلى خالق منظم، إذ لا بد لكل حادث من مُحدث قادر على إحداثه.

    ونحن في (رواسخ) إذ نتعاون مع (براهين) في طرح هذا الكتاب (ستة أرقام فقط) للجمهور نعلم وننوه بأن المؤلف مارتن ريس أحد علماء الكونيات في العالم ويحمل لقب (فلكي المملكة البريطانية) والرئيس الأسبق للاتحاد البريطاني لتقدم العلوم ليس منحازاً لجانب الإيمان لكنه من ناحية أخرى يطرح تساؤلات وجيهة ومهمة وتضع الإلحاد وأهله في مأزق علمي وعقلي. هذه التساؤلات التي تخص قيام بنية الكون على جملة حسابية دقيقة اختار لها الأرقام الستة فوجدنا فيه ترجيحاً لمنطق العقل المعزز للإيمان بالخالق خلافاً للامنطقية التي يهرعون لاختيار أي قرينة هامشية مهما كانت ملتحفة بالهشاشة والضعف، لا لشيء سوى العناد المؤدلج المضاد للتنوير ومن ثم الركون إلى الإلحاد البارد.

    فما هذه الأرقام الستة؟ وماذا تعني؟

    هذا ما سيكتشفه كل قارئ متعطش لمزيد من الحقائق.


    د. محمد العوضي

  • عيش السعودية

  • □ الثقافية

  • عناقيد ثقافية

  • معاجم

  • بين الجرأة والحشمة

    بين الجرأة والحشمة
  • ☼ الثقافية

  • ۞ الشيخ المطلق والوزير

  • ▲ على خطى العرب

  • ۞ أفضل مكتبة منزلية

  • عرض طيران اليوم الوطني


تنفيذ شركة تصميم مواقع الانترنت توب لاين
روابط مهمه روابط مهمه تواصل معنا
تواصل معنا