• ◘ رحلات و سياحة

    رحلات و سياحة
  • ▲ على خطى العرب (3)

  • المسجد والمعبد والكنيسة.. هكذا تتجاور الأديان فى لاسا

    القاهرة - سـامى القمحـاوى (شينخوا) : وسط سحب دخان كثيف تتصاعد من أفران كبيرة فى ساحة واسعة بوسط العاصمة لاسا، وتحمل روائح البخور، تبدو أجسام المتعبدين كالخيالات،


    المسجد والمعبد والكنيسة فى لاسا

    ومع الاقتراب توضح لى المرشدة السياحية أنهم بوذيون تبتيون يؤدون صلواتهم أمام أحد أهم معابدهم. طقوس الصلاة تبدو صعبة، إذ يقف المصلى ويضم يديه أمام صدره، ثم يرفعهما أمام وجهه، قبل أن ينحنى ويركع فى البداية على ركبتيه، اللتين يحميهما بقطع من القماش السميك، ثم يقبض بيديه على قطعتين من الخشب يزحف بهما للأمام، حتى يصل إلى وضع الانبطاح والنوم الكامل على البطن، وخلالها يكون مقيد الساقين، ثم يقف ويعاود الكرة بسرعة.

    هذا المعبد يسمى "جوكانج"، وهو أهم وأكبر المعابد البوذية فى التبت، ويعتبر امتدادا لقصر بوتالا ويعود تاريخ بنائه إلى أكثر من 1300 عام، وقد تم إدراجه فى قائمة التراث العالمى. يقع هذا المعبد وسط مدينة لاسا، وهو مزدحم دائما بالزائرين، حيث يعتبر أحد المعابد القليلة التى يقصدها جميع من يعتنقون البوذية التبتية، على اختلاف مدارسها، فالبوذية التبتية تنقسم إلى 4 مدارس أساسية، والمعبد مكون من طابقين، وبه عدد من القاعات المليئة بتماثيل بوذا وملوك التبت القدامى، والشموع المشتعلة دائما، والبخور فى كل مكان، وفوق المعبد يوجد السطح الذهبى، والمعبد محاط بشارع دائرى، ويطوف حوله المصلون التبتيون وهم يرددون الأدعية.



    حول المعبد الكثير من البازارات التى تبيع التذكارات التبتية، وقد لاحظت أن بعض المحلات مملوكة لمسلمين، والبائعات بها محجبات، وحينما سألتهم أكدن أنهمن مسلمات، وحاولن التحدث معى بكلمات عربية بسيطة يستخدمونها فى الصلاة.

    لم يكن وجود هؤلاء المسلمين بالقرب من المعبد المفارقة الوحيدة فى المكان، لكن على بعد أمتار قليلة منه وجدت مسجدا كتب عليه بالعربية "المسجد الجامع الصغير بلاسا" وأنه تأسس عام 1600م، وحينما دخلت وجدت عددا من الحمامات ومكانا للوضوء، ومصلان أحدهما للرجال ويتسع لأكثر من 200 شخص، وآخر للسيدات أصغر منه بقليل، والمسجد من طابقين مثل معظم مبانى التبت، وبه دار ملحقة للضيافة، وقد عرضت على عاملة المسجد المحجبة أن أدخل لتناول الطعام.



    بعد هذ المشاهد وخلال لقاء معه سألت "يشى بنزو"، نائب المدير العام لإدارة الأديان والإثنيات بحكومة التبت، حول هذا التجاور لأماكن العبادة، وهل يخلق مشاحنات أو يتسبب فى مشكلات؟، فقال إن التبت تتميز بشخصيتها المختلفة عن غيرها من المقاطعات الصينية فيما يتعلق بالأديان، فبها بوذيون، ومسلمون، ومسيحيون، ولا يؤثر اعتناق أى شخص لدين معين على علاقته بالآخرين، ويتعايشون جميعا.

    وأشار إلى أن الإسلام دخل التبت من إقليم كشمير فى القرن السابع عشر، ويوجد الآن بالتبت 10 آلاف مسلم يعيشون فى مناطق مختلفة ويعملون فى جميع الأعمال، وبها 4 مساجد تحرص الدولة على صيانتها وتقديم الدعم لها، كما يوجد بالتبت 500 مسيحى كاثوليكى، حيث أدخل الفرنسيون المسيحية إلى التبت خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر، ولهم كنائسهم، التى تتخذ طابعا معماريا أقرب إلى الطراز التبتى.




  • ▲ رحلة الربع الخالي 2022

  • بيئة آمنة


تنفيذ شركة تصميم مواقع الانترنت توب لاين
روابط مهمه روابط مهمه تواصل معنا
تواصل معنا