ربى عنبتاوي (آفاق) : بريق إعلاناتها يخطف عقول وحواس بعض من الناس، فينساقون لمغريات قائمةٍ على الغش والخداع والحلول السريعة التي توهم بالجسم المثالي الرشيق بلا تعب أو جهد، فقط بابتلاع كبسولات أو احتساء شراب من الأعشاب الطبيعية والتي لا يحقق المعظم في حقيقتها وان كانت فعلا طبيعية أم لا، مفترضين الصدق وحسن النوايا من التجار، فيهدرون أموالهم والأخطر من ذلك صحتهم التي تكون على كف عفريت.
منتج أمانا كير للتنحيف
اهتمت مجلة آفاق البيئة والتنمية بالتحقيق حول هذا الموضوع بعد تأكيدات من مصادر موثوقة تعمل في وزارة الصحة الإسرائيلية عن حدوث ثلاث حالات وفاة لمواطنين مقدسيين ابتلعوا تلك السموم وخاصة المهربة من لبنان وسوريا، ففقدوا حياتهم عدا عن الحالات التي تم إنقاذها باللحظات الأخيرة، وبناءً عليه تتساءل المجلة؟ ما هو مصير من يشتري تلك الأقراص الخطرة التي ما زالت تتواجد في الأسواق الفلسطينية بشكل غير رسمي وبلا رقيب أو حسيب، تساؤلات تحاول "آفاق" الإجابة عنها.
شهادات حية من مستخدمات للأقراص
الآنسة "نرمين" أربعينية لا تشكو إلا من بعض الوزن الزائد، لكنها استخدمت أقراص التخسيس التابعة لزين الأتات عدة مرات، وتوقفت عنها مؤخراً نظرا لغلاء ثمنها حيث تصل العلبة فيها المؤلفة من عشرين قرصاً إلى 270 شيقلاً، مؤكدةً أنها كانت تشعر كلما تناولتها بالعطش الشديد.
وفي زيارة مصادفة قامت بها موظفة (لا تفضل ذكر اسمها) تعمل في مؤسسة أهلية لإحدى محافظات الوطن مؤخراً، تلقت مع زميلتها دعاية من أحد التجار الذي تواجد في موقع الورشة، وكانت عبارة عن خمسة أقراص لكل واحدة منهما لغرض التخسيس تابعة لمنتجات أمانا كير، ولاعتقاد الموظفة ببديهية أن تكون تلك المواد مرخصة من وزارة الصحة الفلسطينية، (نفت الوزارة -دائرة تسجيل الأدوية ترخيص أو تصريح منتجات أمانا كير، زين الدين أتات، اللاصقة العجيبة، وأن تداولها يتم عن طريق التهريب وغير قانوني)، وحين ابتلعتها على مدار خمسة أيام، كان ما لاحظته هو حالة من الأرق الشديد الذي انتابها على غير العادة دون أن تخسر كغم واحداً، مؤكدة عدم اهتمامها بشرائها مستقبلاً لقناعتها لاحقاً بأن فيها أمراً مريباً.
شهادة حية من صيدلي مقدسي
صاحب صيدلية الهدى في القدس محمد الزعتري أكد أنه لم يدخل يوماً منتجات زين الأتات وشبيهاتها لصيدليته، لكنه كان يبيع الدواء الذي كان مصرحا به آنذاك من وزارة الصحة الإسرائيلية وهو الرداكتيل حيث كانت السيدات يتهافتن على شرائه لسماعهن من صديقاتهن عن قدرته العجيبة على التنحيف، لكن قبل سنتين صدر قرار حاسم من وزارة الصحة الإسرائيلية بسحب هذا الدواء وتسليمه للوزارة لاكتشاف مواد خطرة فيه. ومن مشاهداته اليومية، أكد أن بعض الصيدليات أو التجار كانوا يتعاملون مع منتجات أمانا كير وشبيهاتها حيث يستفيدون من الربح الكبير الذي توفره لهم السيدات بالدرجة الأولى، لكنه أكد أن وزارة الصحة الإسرائيلية في السنتين الأخيرتين نظفت كل الصيدليات من تلك المواد وهي تمارس دورها الرقابي عبر إرسال مراقبين متخفين، حيث سمع عن ثلاث حالات وفاة نتيجة جلطة دماغية حدثت بعد تعرض هؤلاء الأشخاص لفقدان حاد للشهية جراء استخدام منتج تخفيف الوزن لأمانا كير.
د. نوباني الحلول السريعة دائماً خاطئة
وفي هذا السياق التقت آفاق مع د. نافز النوباني نائب طبيب لواء القدس في وزارة الصحة الإسرائيلية والذي يشغل هذا المنصب منذ ثلاثين عاماً عدا عن إدارته لعيادة خاصة في القدس، حيث صرّح بحكم منصبه كمراقب على المؤسسات الصحية والمستشفيات والصيدليات في القدس بحقائق جديدة تثير الخوف، بالوقت الذي يروج فيه الغش والخداع على شكل أقراص التنحيف والتخسيس وغيرها من المنتجات.
بدايةً أشار د. نوباني إلى أن ظاهرة بيع أدوية تخفيف الوزن موجودة في جميع دول العالم ولها زبائنها طالما كان الوضع العام يتجه نحو الحصول على الشكل اللائق والجسم الجميل، ومع تزايد المخاوف من أضرار السمنة على القلب والضغط والسكري وآلام المفاصل والتي ازدادت مع رفاهية القرن العشرين وتوفير وسائل الراحة الكثيرة، يلجأ البعض ممن بدأت تتسلل إلي أجسادهم الشحوم وإلى نفوسهم الإحباط، إلى الحلول السريعة الكاذبة دون استشارة طبيب فيعرضون أجسامهم وحياتهم للخطر.
وأكد أن الحمية الغذائية تتطلب برنامجاً ممنهجاً يعتمد على تقليل الدهون وفي نفس الوقت ممارسة الرياضة، ما يعد مرهقاً وبحاجة إلى إرادة لدى البعض، فيتجهون للكثير من المخادعين والدجالين (دون علمهم بذلك) والذين يتلاعبون بمشاعر الناس، فيسوقون منتجاتهم على أنها طبيعية.
الكذب في الأصل الطبيعي لتلك الأقراص هو الغش بعينه
وحول طبيعية تلك المواد التي تدخل في تركيبة أقراص التنحيف فأكد د. نوباني تأكيداً قاطعاً من خلال مندوبي الوزارة الذين قاموا بالخفية بالتوجه إلى محلات بيع تلك الأقراص وبعض الصيدليات وقاموا بإرسالها إلى المختبر وخاصة تلك التي تأتي من شرق آسيا أو من سوريا ولبنان مثل الأعشاب الصينية، أمانا كبير وزين الدين أتات، فقد تبين من النتائج أنها تحتوي على مواد كيميائية دوائية محرمة أولاً ثم ممنوعة ثانياً إلا بوصفة طبيب وبعضها من تلك التي سحبت من الأسواق في القدس والأراضي الفلسطينية نتيجة آثارها الجانبية حتى حين كانت تكتب بوصفة طبيب، مثل دواء " الرداكتيل". كما اكتشف فيها استخدام مادة "إلام فيتامين التي تعطي طاقة وتقلل من الإحساس بالجوع وذلك بكميات أعلى بكثير من تلك المسموح بها، إضافةً إلى مادة الريتالين التي تقدم لمن يواجه صعوبات في الفهم ومن مضاعفاتها تقليل الرغبة في الأكل حيث لا تعطى إلاّ لحالات خاصة وليس للتنحيف. كما أشار د. النوباني إلى خطورة بعض الأدوية المنشطة للقدرة الجنسية مثل الفياغرا والتي يأخذها الكثيرون دون استشارة طبيب، حيث تسبب مشاكل جانبية قد تنقل صاحبها إلى المستشفى وغرفة العناية المكثفة.
وتعد تلك الأقراص الغير مرخصة خطرة جداً، وفق د.نوباني، خاصةً حين تقدم لأناس مرضى يعانون من زيادة في الوزن ومشاكل في الكلى، حيث تعطى اعتباطاً بلا فحص جسماني أو مخبري أو حتى تصريح من وزارة الصحة، ويكفي أن الإدعاء بأنها مواد طبيعية 100% والحقيقة عكس ذلك للتخوف منها وتجنبها. وحول أعراض تلك الأدوية المرضية فقال د. نوباني أنها تسبب هبوطاً في دقات القلب، مشاكل في الكبد والكلى والجهاز العصبي، دوار غشيان وضعف عام، مع عدم المقدرة على القيام بالواجبات اليومية.
رقم خدماتي لصحة المقدسيين، متى ستخصص وزارة الصحة الفلسطينية مثله؟
ولفت د. النوباني إلى أنه وبحكم موقعه، يتابع موضوع الرقابة على المراكز والمؤسسات الصحية العربية داخل القدس، عبر حملات مفاجئة على الدكاكين والصيدليات ولكن هناك ترقب وخوف، ففي كثير من الأوقات تكون مغلقة أو تسحب منها البضاعة المشبوهة، مؤكداً أن معظمها يهرب من لبنان وسوريا على شكل أقراص أو تكون عبارة عن براميل لمواد دوائية خام تعبأ في كبسولات وتباع في أثمان عالية، ناصحاً المقدسيين بالتأكد من أي منتج يشترونه، إن كان مصرحاً من وزارة الصحة أم لا عبر الاتصال على الرقم الخدماتي *5400 .
وختم د. نوباني: " كل ما يتعلق بالصحة، فلا بد فيه من استشارة الطبيب، كما يجب الابتعاد عن كل الدعايات البراقة التي تبدو للعين أنها غير منطقية.
حبوب الزين لقطع الشهية
قرار من وزارة الصحة الفلسطينية بمنع التداول بالمستحضرات التابعة لأمانا كير وزين الأتات
ومن القدس إلى الضفة الغربية، وفي سؤال أول لـ سيرين القاروت من وزارة الصحة قبل التعمق في وضع الأراضي الفلسطينية من حيث الرقابة على تلك المنتجات، فقد أشارت إلى ان دور دائرتها هو تسجيل الأدوية المصرح بها من وزارة الصحة، وعند سؤالها عن امانا كير وزين الدين الاتات وأقراص وأعشاب التخفيف الصينية نفت قطعاً ان تكون تلك المواد مسجلة لدى وزارة الصحة مشيرةً إلى أن تداولها غير قانوني. وإذا وصلت الوزارة شكوى من أحد المواطنين حول تلك الأقراص، فيتم توجيههم لدائرة للرقابة الدوائية التي تتابع الموضوع عبر صيادلة ميدانيين يقومون بفحص تلك المنتجات.
تهريب بالشنطة
المهندس محمد المحاريق الذي يشغل منصب مدير دائرة الجودة في وزارة الصحة، أكد لـ" آفاق" أن منتجات زين الاتات وأخواتها ممنوعة من الاستخدام، حيث تم إصدار كتاب من الوزارة مؤخرا بسحبها من الأسواق( حصلت آفاق على نسخة منه بالإضافة إلى نسخة من الفحوصات المخبرية)، لأنه تبين أنها مسحوبة وممنوعة أصلاً في بلدها الأم لبنان، لكنه عاد ورجح تداولها بالخفية إلى غياب الرقابة حيث لا يوجد قانون يردع أو عقوبة حاسمة، مؤكداً أن تحريم ومنع الأدوية يأتي وفق تحذيرات من منظمة الصحة العالمية، ووزارة الصحة الأمريكية وغيرها من الدول، مع اعتماد شكاوي المواطنين في حال إبلاغهم عن أحد المنتجات.
وحول الشكاوي، فقد أشار المحاريق إلى قصة صديق له أحضر ابنته الشابة التي كانت على وشك الزواج، حيث تناولت أقراصاً للتنحيف من منتجات الأتات، فأصيب وجهها وجسمها بحساسية انتشرت على أثرها الأقراص بشكل رهيب على وجهها وأماكن من جسمها، ما أخّر في زواجها، فتم فحص ما تناولته الشابة مخبرياً فوجد فيه مادة السيبوترامين الممنوعة عالمياً، وبناءً عليه وعلى قرار منع من دول المنشأ، فقد كتب م. المحاريق الكتاب الرسمي الآنف الذكر.
كما ذكر أيضاً لجوء فتاة جامعية شابة إليه كانت قد ذهبت إلى مركز للتجميل من أجل تبييض بشرتها، ولكن النتيجة كانت عكسية حيث أصيب جلدها باحمرار شديد وحساسية، وحين أتت له لتقدم شكوى تحفظت عن ذكر اسم البائعة أو المركز فلم يستطع مساعدتها، محذراً في هذا السياق، من مساحيق التبييض والخلطات التي تحتوي على نسب مبالغ فيها من مادة الهيدروكولون فتؤذي البشرة، مشيراً إلى أنه وحتى الصيادلة المتخصصين، في حال قاموا بتركيب خلطة معينة فعليهم بتسجيلها وفحصها في وزارة الصحة.
لكنه استشهد على سبيل المثال بمنتجات تخفيف للوزن مصرحة من وزارة الصحة، مثل سليم كير المصنع محلياً عن دار الشفاء والمطابق لمواصفات أقراص التنحيف عالمياً وهو مسموح تداوله في الصيدليات، وأيضا منتج "الزينكال" xenical، من شركة روش السويسرية، محذراً من المنتجات الصينية وخاصة الهودباء التي تحتوي على مادة كيماوية ممنوعة وهي السيبوترامين.
"ما يحصل اليوم، هو تهريب بالشنطة" قال المحاريق موصياً بضرورة تنشيط عمل دوريات المفتشين والمراقبين في وزارة الصحة بشكل دوري ومفاجئ على الصيدليات ومراكز التجميل والأعشاب، لأن أصحاب النفوس الضعيفة لا يتوانون عن المتاجرة بصحة الناس.
اللاصقة العجيبة...عجيب أنها لم تخضع للفحص من وزارة الصحة الفلسطينية
وفي إطار آخر ومع انتشار إعلانات كثيرة في الفترة الأخيرة حول منتج ياباني جديد يمتص السموم من الجسم، اتصلت "آفاق" دون الإعلام عن نفسها بـ مندوب اللاصقة السحرية التي يروج لها وتملؤ إعلاناتها المطولة فضائيات الدرجة الثالثة، حيث تم سؤال الشاب المتواجد في رام الله حول مفعولها، أجاب بأنه سحري، وعن سعرها فقال أنها تباع بـ 200 شيقل( ما يعد سعراً مرتفعاً مقارنة بكمية العلبة)، وحين تم الاستفسار عن نيلها التصريح من وزارة الصحة الفلسطينية، قال أنها مرخصة من وزارة الصحة المصرية وهذا يكفي!!.
وحول اللاصقة العجيبة فأشار المحاريق: "يزعم وكيلها الفلسطيني بأنها تباع في الأردن ومصر بشكل حر، ولكن لم تقم الوزارة بفحصها بعد". ذاكراً توجه الوكيل إلى الوزارة لتسجيل تلك السلعة، لكنه لم يستوف جميع الشروط. ما حدا بالوزارة إلى إرسال تحذير إليه بالتوقف عن بيعها، إلا حين يحضر معه كل المعلومات الطبية الكاملة وشهادة المنشأ، الأمور التي يتيقن المحاريق بعدم توفرها لدى الوكيل. ما يعني أنها تباع بشكل غير رسمي.
والسؤال الذي يطرح نفسه من قبل مجلة "آفاق" لماذا تنتظر وزارة الصحة حدوث الضرر حتى تبدأ بالبحث والتفتيش، أليس الأجدر بها بأن تفحص وتتابع ما يدخل المحافظات الفلسطينية حمايةً لمواطنيها، وذلك وفق المقولة العربية الشهيرة "درهم وقاية خير من قنطار علاج".
مرسوم رسمي يحظر منتجات أمانا كير وزين الأتات
وتأكيداً لما قاله م. المحاريق فقد كانت مجلة آفاق البيئة والتنمية قد نشرت في عددها الأخير شباط 2012 تقريراً لرائد موقدي أشار فيه نقلاً عن موقع وزارة الصحة، أنه في الـ 7 من شهر تشرين الثاني من العام الماضي فقد أصدرت الأخيرة مرسوماً يحظر بموجبه تداول منتجات "آمانا كير وزين الأتات" اللبنانيتين في الأسواق الفلسطينية بعد اكتشاف بعض المواد المحرمة دوليا في تركيبة تلك المنتجات، التي تستخدم كمكمل غذائي ولغايات التنحيف وكمواد تجميل والعناية بالبشرة والجسم.
وبحسب ما ورد عن وزارة الصحة الفلسطينية، فإن هذه المستحضرات التي تسوق كمادة نباتية طبيعية تحتوي على مادة السيبوترامين وبقايا سلدينافل الممنوعتين عالمياً.
السيبوترامين: يستعمل كدواء لتنحيف الوزن ولكنه أبعد من السوق بأمر من أغلبية وزارات الصحة في العالم بسبب العلاقة الواضحة بين استعمال هذه المستحضرات وارتفاع نسبة أمراض القلب والأوعية الدموية، كالجلطة القلبية أو الدماغية. بالإضافة إلى أعراض جانبية مثل ارتفاع ضغط الدم وصعوبة النوم والإمساك ومشاكل في النظر والسمع. سلدينافيل: مادة معروفة طبياً وتسوق تحت اسم فياغرا (VIAGRA) لأغراض محددة باستشارة الطبيب المختص، وذلك لأنها قد تسبب مخاطرَ وخيمة إذا أخذت مع أدوية أخرى، وتزيد من دقات القلب وترفع ضغط الدم، بالإضافة إلى صعوبة النوم والإمساك، لذلك يمنع استعمالها بدون وصفة طبية.
الرقابة الدوائية: مستودع مرخص ولاصق الوكيل الرسمي
وقد أكدت د. فاديا سلامة مدير عام الرقابة الدوائية بوجود رقابة على جميع المؤسسات الصيدلانية وذلك من خلال الصيادلة مفتشي وزارة الصحة في كافة المحافظات، حيث توجد لديهم تعليمات بعدم السماح بتواجد أي مستحضر غير مسجل وذلك حسب التعليمات الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية مع ضرورة شرائها من خلال مستودعات مرخصة وتحمل لاصق الوكيل الرسمي.
أما بخصوص المؤسسات الغير صيدلانية (محلات، بقالات وغيرها) فتتم الرقابة عليها من قبل مفتشي صحة البيئة والرعاية الصحية الأولية.
وأضافت بأنه في حال تسلمت وزارة الصحة شكوى بخصوص أي مستحضر، فيتم متابعتها فوراً من قبل دائرة الرقابة الدوائية بالتنسيق مع مدير صحة المحافظة، لإيعاز من يلزم متابعة الشكوى ومن ثم الإفادة بالمعطيات التي وجدها.
د. صيام: انتهينا من الصيدليات فظهرت لدينا مشكلة مراكز الأعشاب والتجميل
د. فواز صيام نقيب الصيادلة في فلسطين منذ ثلاث سنوات، أكد ان قرار سحب الكثير من الأدوية والمكملات الغذائية أقراص التنحيف يأتي بناءً على توصيات من منظمة الصحة العالمية ما ينسحب على السوق الفلسطينية، ودور النقابة يتأتى في مراقبة الصيدليات والمراكز الصحية والمستشفيات ومصانع الأدوية، مؤكدا ان بعض أقراص التنحيف كانت مرخصة كـ الامفيتامين ولكنها منعت بعد ان حذرت منها وزارة الصحة العالمية. وقال ان ما يباع اليوم من منتجات غير مرخصة هو من قبل تجار مهربين، محذراً مما يتم تداوله في مراكز الأعشاب والتجميل والتي لا تخضع لترخيص وزارة الصحة الفلسطينية وتتاجر فعلياً بصحة الناس.
وبالنسبة للصيدليات فقد جرت العام الماضي حملة شديدة لضبط المزور من الدواء عموماً مؤكداً تحريم شراء أي صيدلية لأي دواء دون أن يكون من مستودع مرخص من وزارة الصحة، مشيراً إلى أن المخالف يتعرض لمجلس تأديبي قد يغلق على إثره صيدليته الأمر الذي قد حدث فعلاً، أو تسحب رخصة مزاولته المهنة، مؤكداً أن أي دواء للتنحيف يحتوي على مواد الرديكتالين أو الإمفيتامين او عشبة الهودباء هو خط احمر وممنوع تداوله نهائيا.
وأعلن د.صيام عن كشفه لمحلات تتعامل مع الأعشاب في الخليل، لا تخضع لرقابة وزارة الصحة وتنفرد ببيع خلطات تحتوي مواد خطرة ومخدرة قد تؤدي إلى الإدمان وضعف التركيز، الأمر الذي دفعه لإرسال كتاب رسمي إلى وزير الصحة، يطلب من خلاله ضرورة مراقبة تلك المراكز وإخضاعها للقانون وقد بلّغته الوزارة بأنها ستهتم بالموضوع وترسل مختصين للتحقق من تلك المواد. داعياً كلاً من وزارة الصحة والاقتصاد والنقابات المختلفة لتشكيل وحدة عمليات متماسكة لمتابعة مسائل التهريب، مؤكداً أن الصيدليات اليوم نظيفة من العقاقير والأدوية غير المرخصة.
وعند سؤاله عن سليم كير لتخفيف الوزن ولماذا يسمح تداوله في الصيدليات، فأشار إلى أنه مصنوع وفق المواصفات العالمية التي تعتمد على المبدأ الفيزيائي بمنع امتصاص الدهون وعملية الحرق الغذائي الناتج عن الطاقة الحركية، كما يسمح ببيع بعض المكملات الغذائية والتي رفض ذكر أسمائها حتى لا يسوق لها، حيث تحوي على فيتامينات ومعادن تعطي إحساسا بالشبع لكنها لا تؤذي الجسم.
وختم د. صيام ناصحاً القراء بأن الخبير دائماً هو الطبيب ثم الصيدلاني، وأن أي دواء يأخذ من غيرهما، يعرض مستخدمه للخطر.
د. عطية 99% من مراكز الأعشاب والتجميل غير مرخصة
مدير صحة البيئة د. إبراهيم عطية أشار إلى ان مراكز الأعشاب التي تصنع المكملات الغذائية المساندة ومراكز التجميل في معظمها غير مرخصة.
وأكد د. عطية إلى ان كثيراً من تلك المراكز قد خضع لحملات تفتيش مفاجئة من قبل مفتشي وزارة الصحة ( قسم صحة البيئة) والنتيجة كانت الكشف عن تراكيب أعشاب تحوي موادَ كيميائية، ما دفع الوزارة إلى تقديمهم للمحاكم وإتلاف منتجاتهم وإغلاق محالهم ومراكزهم. ولكنه عاد وأشار إلى أن القانون في البلد لا يردع، حيث يواصل التجار عملهم بالخفية مؤكدا ان ما دخل الأراضي الفلسطينية باسم اللاصقة العجيبة السحرية هو مزور وغير اصلي، مستنداً في شهادته إلى ما أحضره وكيل اللاصقة الفلسطيني من وثائق مزورة تم رفضها وتحذيره من بيعها. لافتاً من جديد إلى أن هناك حالة فوضى في كل ما يتعلق بأقراص التنحيف والقدرة الجنسية لأن الشريحة التي تطلبها تكون محبطة ويائسة فتفتش عمن يبيعها حتى لو كانت بلا جدوى ومضره لهم.
د. الوزني: علب خلطات أعشاب متشابهة بلا اسم أو مكونات على رفوف مراكز للأعشاب
د.كمال الوزني مدير عام دائرة الإجازات والتراخيص في وزارة الصحة، أكد أن مراكز الأعشاب التي تعتمد الأعشاب المصنعة وليس الأعشاب النفل (البابونج، الميرامية والزعتر...الخ)، بل تخلط أعشاباً مع بعضها البعض يجب إخضاعها عند فحصها لقانون الصيدلة الفلسطيني الذي يصنفها دواءً، ما يفرض جملة من الشروط وهي أن يكون مصنّعها صيدلياً مزاولاً للمهنة، ويتم عرضها بشكل واضح من حيث المحتويات الخالية من المواد الكيماوية كونها تندرج تحت فئة الأعشاب، وذلك في صيدلية متخصصة ببيع الأدوية، ويذكر عليها تاريخ الإنتاج والانتهاء.
وقد استشهد د. الوزني بزيارة تفقدية مفاجئة له لأحد مراكز بيع الأعشاب في الخليل، حيث أوهم التاجر بأنه مشترٍ يشكو من أمر ما ويرغب بخلطة سحرية، فما كان من التاجر إلا وعرض عليه تشكيلة من العبوات بيضاء اللون التي تتشابه بكونها بلا اسم أو عنوان أو تفاصيل للمكونات، فما كان من د. وزني إلاّ أن سأله: "افترض أن العبوات اختلطت على الرفوف فكيف ستعرف أن ذاك للقدرة الجنسية، وذاك للتنحيف وذاك للبشرة، فطمأنه البائع بأنه يحفظ مكان الرفوف..الجواب الذي لا ينطلي على الأذكياء والذي استهجنه الوزني معلناً عن صفته واسمه، حيث قام مع مساعديه بسحب البضاعة من المركز وإغلاقه.
وأكد د. الوزني وجود مديريات للصحة العامة تابعة لوزارة الصحة، يفترض أن تتابع التهريب والمراكز الغير مرخصة ولكن كأي دولة في العالم، فهي لا تستطيع أن تستوعب كل الأماكن والدكاكين وحتى المنازل التي تتعاطى بمثل تلك الأمور، مطالباً الشرطة أولاً ثم المواطن المثقف ثانياً بمساعدة وزارة الصحة عبر الكشف عن تلك الأمور الخاطئة، داعياً الناس إلى توخي الحيطة والحذر من تلك الأعشاب غير معروفة المصدر.
وحول مراكز التجميل والعناية بالبشرة فقال د. الوزني: " تم مؤخراً وضع تلك المراكز في هيكلية وزارة الصحة الجديدة، لأنها تدخل ضمن المهن الطبية المساعدة المتعلقة بجمال الجسم أو تشويهه، من خلال مستحضرات تسيء للبشرة وتسلخها، وقد تسبب سرطاناً في الجلد. مشيراً إلى سنّهم لنظام وقانون ينظم ترخيص تلك المراكز، مع إلزامهم بوجود نقابة تمثلهم، وحالياً فالوزارة في صدد ترخيص أخصائيي التجميل ومن ثم مراكزهم.
سهى خوري: الحمية هي عملية نفسية قبل أن تكون جسدية
وختاماً لما بدأته المجلة حول النحافة وأقراصها، فقد أشارت أخصائية التغذية سهى خوري إلى أن أدوية التنحيف هي إغراء الناس المستعجلين واليائسين، حيث يلجأون للحلول المؤقتة لوضع مزمن، دون أن يدركوا أن لمعظمها أضراراً جانبية، عدا سعرها المرتفع والذي يلعب في بعض الأحيان دوراً في جعل الشخص يخفف من طعامه ليوازي السعر الباهظ، فيفقد بعضاً من وزنه لأنه اتبع حمية ما، وليس لأنه تناول أقراص الدواء.
وأكدت خوري بأن معالجة السمنة ليست تغييراً خارجياً فقط، ولكنها في الأساس تأتي من الداخل، عبر تغيير أنماط التفكير والقيم الخاصة بالناس، فالإنسان حتى يخسر وزنه ويحافظ على ثباته عليه أن يتحول من إنسان عاجز ومستسلم إلى إنسان قادر وصاحب إرادة على تحقيق هذا الأمر، وأن يتحول من إنسان ضحية للأكل المشبع بالدهون ومُؤَثّر فيه إلى إنسان صاحب قرار. وأضافت خوري بأن الصفة الثانية هي التفكير في عواقب ما نتناوله، فعلى الشخص التفكير قبل أن يأكل حتى لا يندم لاحقاً، ويكون واعياً لاختياراته وليس خاضعاً لرحمة مشاعره التي تجعله يستسلم ويأكل. وثالثاً أشارت خوري إلى النفسية والتي يجب أن تتحلى بالثقة في النفس والتفكير الايجابي لعمل التغييرات المطلوبة، وختمت بأن الصفة الرابعة التي يجب على متبع الحمية أن يدركها هي المعلومات الغذائية الصحيحة وإتباع حمية سليمة لا تعتمد التجويع بل تعتمد 6 وجبات منتظمة في اليوم لغذاء صحي مفيد يحتوي نسبة السعرات التي يحتاجها الجسم.
القانون لا يحمي المغفلين
ومن خلال عملها أشارت خوري إلى توجه الكثير من السيدات إليها طلباً في الحمية السليمة بعد أن لجأن لأقراص التنحيف غير المفيدة والتي هدرت أموالهن، ويستفز خوري طلب السيدة النحافة لأن لديها مناسبة أو حفل وليس لكي يكون جسمها صحياً ورشيقاً كنمط حياة ثابت.
وقالت خوري: لومي الأول للناس الذين يشترون تلك الأقراص فالقانون لا يحمي المغفلين، وللأسف شعبنا يثق ثقة عمياء بالأمور دون أن يستفسر أو يسأل عكس كثير من الشعوب الأخرى، وكثيراً ما أسأل المراجعات ماذا تناولتِ فلا تعرف اسم الأقراص التي ابتلعتها أو الشركة المصنعة ودائماً يكون الجواب أنها اشترتها من سيدة بعلبة بلا اسم.
ومن تجربتها كقائدة لمجموعات الصحة الغذائية وجدت أن أفضل ضابط ومحفز للمرأة على تخفيف وزنها هو المجموعات التي تتشاطر معها السيدة نساءً أخريات تبادل التجارب والأفكار والدعم النفسي.
وبسؤال للنساء اللواتي انتسبن لدورة الصحة الغذائية التي نظمتها خوري، فقد أشارت إيمان وهي ربة منزل أربعينية إلى استفادتها من الدورة على صعيد الثقافة الغذائية عدا عن فقدانها للكيلو غرامات في جسمها، حيث تجنبت الأكل العاطفي والذي لا يكون بهدف الجوع، وتعلمت الأكل البطيء الذي يزيد من الشبع كما أقبلت على ممارسة الرياضة. بينما استفادت ربى التي تعمل معلمة في مدرسة إعدادية مما تعلمته في الدورة، حيث يشكو احد أبنائها من زيادة في الوزن بينما يعاني الآخر من مرض السكري، ما ساعدها في تعلم طهي الأكل الصحي وفق الهرم الغذائي، كما تعلمت العد لـ 17 ، عند تناولها لقمة الطعام للاستمتاع به والشعور السريع بالشبع.
أما الآنسة هناء فهي عزباء في الثلاثين من عمرها، تؤكد ما حققه البرنامج من مساهمة في تحسين نوعية حياتها وتقوية شخصيتها وإرادتها وتخفيف عصبيتها التي كانت تدفعها لا إراديا لتناول الطعام وذلك قبل الخوض في موضوع تخفيف الوزن والذي أصبح عملية سهلة تباعاً. كما أصبحت تتحكم بنوعية تفكيرها وسلوكها تجاه الآخرين.
منتج أمانا كير للتنحيف
بريق الغش والخداع سلب بعض الناس حياتها
أقراص التنحيف الطبيعية ...ليست طبيعية وما زال الكثير منها في الأسواق الفلسطينية
د.النوباني: ثلاث حالات وفاة في القدس جراء أقراص التنحيف غير المرخصة
وزارة الصحة الفلسطينية لم تفحص حتى الآن اللاصقة العجيبة اليابانية بالرغم من بيعها في قلب الضفة
نقيب الصيادلة: يجب ترخيص مراكز الأعشاب التي تتاجر بصحة الناس وقد اكتشفنا مجموعة منها تبيع تراكيب خطرة في الخليل
رقابة الجودة: تأخر زواج شابة حتى إشعار آخر بسبب أقراص تنحيف غير آمنة
دائرة التراخيص في الصحة: يجب أن يساعدنا المواطن والشرطة في الكشف عن المراكز المشبوهة
سهى خوري: جاءتني مريضات تناولن أقراصاً للتنحيف لم يعرفن اسمها أو نوعها
د.النوباني: ثلاث حالات وفاة في القدس جراء أقراص التنحيف غير المرخصة
وزارة الصحة الفلسطينية لم تفحص حتى الآن اللاصقة العجيبة اليابانية بالرغم من بيعها في قلب الضفة
نقيب الصيادلة: يجب ترخيص مراكز الأعشاب التي تتاجر بصحة الناس وقد اكتشفنا مجموعة منها تبيع تراكيب خطرة في الخليل
رقابة الجودة: تأخر زواج شابة حتى إشعار آخر بسبب أقراص تنحيف غير آمنة
دائرة التراخيص في الصحة: يجب أن يساعدنا المواطن والشرطة في الكشف عن المراكز المشبوهة
سهى خوري: جاءتني مريضات تناولن أقراصاً للتنحيف لم يعرفن اسمها أو نوعها
شهادات حية من مستخدمات للأقراص
الآنسة "نرمين" أربعينية لا تشكو إلا من بعض الوزن الزائد، لكنها استخدمت أقراص التخسيس التابعة لزين الأتات عدة مرات، وتوقفت عنها مؤخراً نظرا لغلاء ثمنها حيث تصل العلبة فيها المؤلفة من عشرين قرصاً إلى 270 شيقلاً، مؤكدةً أنها كانت تشعر كلما تناولتها بالعطش الشديد.
وفي زيارة مصادفة قامت بها موظفة (لا تفضل ذكر اسمها) تعمل في مؤسسة أهلية لإحدى محافظات الوطن مؤخراً، تلقت مع زميلتها دعاية من أحد التجار الذي تواجد في موقع الورشة، وكانت عبارة عن خمسة أقراص لكل واحدة منهما لغرض التخسيس تابعة لمنتجات أمانا كير، ولاعتقاد الموظفة ببديهية أن تكون تلك المواد مرخصة من وزارة الصحة الفلسطينية، (نفت الوزارة -دائرة تسجيل الأدوية ترخيص أو تصريح منتجات أمانا كير، زين الدين أتات، اللاصقة العجيبة، وأن تداولها يتم عن طريق التهريب وغير قانوني)، وحين ابتلعتها على مدار خمسة أيام، كان ما لاحظته هو حالة من الأرق الشديد الذي انتابها على غير العادة دون أن تخسر كغم واحداً، مؤكدة عدم اهتمامها بشرائها مستقبلاً لقناعتها لاحقاً بأن فيها أمراً مريباً.
شهادة حية من صيدلي مقدسي
صاحب صيدلية الهدى في القدس محمد الزعتري أكد أنه لم يدخل يوماً منتجات زين الأتات وشبيهاتها لصيدليته، لكنه كان يبيع الدواء الذي كان مصرحا به آنذاك من وزارة الصحة الإسرائيلية وهو الرداكتيل حيث كانت السيدات يتهافتن على شرائه لسماعهن من صديقاتهن عن قدرته العجيبة على التنحيف، لكن قبل سنتين صدر قرار حاسم من وزارة الصحة الإسرائيلية بسحب هذا الدواء وتسليمه للوزارة لاكتشاف مواد خطرة فيه. ومن مشاهداته اليومية، أكد أن بعض الصيدليات أو التجار كانوا يتعاملون مع منتجات أمانا كير وشبيهاتها حيث يستفيدون من الربح الكبير الذي توفره لهم السيدات بالدرجة الأولى، لكنه أكد أن وزارة الصحة الإسرائيلية في السنتين الأخيرتين نظفت كل الصيدليات من تلك المواد وهي تمارس دورها الرقابي عبر إرسال مراقبين متخفين، حيث سمع عن ثلاث حالات وفاة نتيجة جلطة دماغية حدثت بعد تعرض هؤلاء الأشخاص لفقدان حاد للشهية جراء استخدام منتج تخفيف الوزن لأمانا كير.
د. نوباني الحلول السريعة دائماً خاطئة
وفي هذا السياق التقت آفاق مع د. نافز النوباني نائب طبيب لواء القدس في وزارة الصحة الإسرائيلية والذي يشغل هذا المنصب منذ ثلاثين عاماً عدا عن إدارته لعيادة خاصة في القدس، حيث صرّح بحكم منصبه كمراقب على المؤسسات الصحية والمستشفيات والصيدليات في القدس بحقائق جديدة تثير الخوف، بالوقت الذي يروج فيه الغش والخداع على شكل أقراص التنحيف والتخسيس وغيرها من المنتجات.
بدايةً أشار د. نوباني إلى أن ظاهرة بيع أدوية تخفيف الوزن موجودة في جميع دول العالم ولها زبائنها طالما كان الوضع العام يتجه نحو الحصول على الشكل اللائق والجسم الجميل، ومع تزايد المخاوف من أضرار السمنة على القلب والضغط والسكري وآلام المفاصل والتي ازدادت مع رفاهية القرن العشرين وتوفير وسائل الراحة الكثيرة، يلجأ البعض ممن بدأت تتسلل إلي أجسادهم الشحوم وإلى نفوسهم الإحباط، إلى الحلول السريعة الكاذبة دون استشارة طبيب فيعرضون أجسامهم وحياتهم للخطر.
وأكد أن الحمية الغذائية تتطلب برنامجاً ممنهجاً يعتمد على تقليل الدهون وفي نفس الوقت ممارسة الرياضة، ما يعد مرهقاً وبحاجة إلى إرادة لدى البعض، فيتجهون للكثير من المخادعين والدجالين (دون علمهم بذلك) والذين يتلاعبون بمشاعر الناس، فيسوقون منتجاتهم على أنها طبيعية.
الكذب في الأصل الطبيعي لتلك الأقراص هو الغش بعينه
وحول طبيعية تلك المواد التي تدخل في تركيبة أقراص التنحيف فأكد د. نوباني تأكيداً قاطعاً من خلال مندوبي الوزارة الذين قاموا بالخفية بالتوجه إلى محلات بيع تلك الأقراص وبعض الصيدليات وقاموا بإرسالها إلى المختبر وخاصة تلك التي تأتي من شرق آسيا أو من سوريا ولبنان مثل الأعشاب الصينية، أمانا كبير وزين الدين أتات، فقد تبين من النتائج أنها تحتوي على مواد كيميائية دوائية محرمة أولاً ثم ممنوعة ثانياً إلا بوصفة طبيب وبعضها من تلك التي سحبت من الأسواق في القدس والأراضي الفلسطينية نتيجة آثارها الجانبية حتى حين كانت تكتب بوصفة طبيب، مثل دواء " الرداكتيل". كما اكتشف فيها استخدام مادة "إلام فيتامين التي تعطي طاقة وتقلل من الإحساس بالجوع وذلك بكميات أعلى بكثير من تلك المسموح بها، إضافةً إلى مادة الريتالين التي تقدم لمن يواجه صعوبات في الفهم ومن مضاعفاتها تقليل الرغبة في الأكل حيث لا تعطى إلاّ لحالات خاصة وليس للتنحيف. كما أشار د. النوباني إلى خطورة بعض الأدوية المنشطة للقدرة الجنسية مثل الفياغرا والتي يأخذها الكثيرون دون استشارة طبيب، حيث تسبب مشاكل جانبية قد تنقل صاحبها إلى المستشفى وغرفة العناية المكثفة.
وتعد تلك الأقراص الغير مرخصة خطرة جداً، وفق د.نوباني، خاصةً حين تقدم لأناس مرضى يعانون من زيادة في الوزن ومشاكل في الكلى، حيث تعطى اعتباطاً بلا فحص جسماني أو مخبري أو حتى تصريح من وزارة الصحة، ويكفي أن الإدعاء بأنها مواد طبيعية 100% والحقيقة عكس ذلك للتخوف منها وتجنبها. وحول أعراض تلك الأدوية المرضية فقال د. نوباني أنها تسبب هبوطاً في دقات القلب، مشاكل في الكبد والكلى والجهاز العصبي، دوار غشيان وضعف عام، مع عدم المقدرة على القيام بالواجبات اليومية.
رقم خدماتي لصحة المقدسيين، متى ستخصص وزارة الصحة الفلسطينية مثله؟
ولفت د. النوباني إلى أنه وبحكم موقعه، يتابع موضوع الرقابة على المراكز والمؤسسات الصحية العربية داخل القدس، عبر حملات مفاجئة على الدكاكين والصيدليات ولكن هناك ترقب وخوف، ففي كثير من الأوقات تكون مغلقة أو تسحب منها البضاعة المشبوهة، مؤكداً أن معظمها يهرب من لبنان وسوريا على شكل أقراص أو تكون عبارة عن براميل لمواد دوائية خام تعبأ في كبسولات وتباع في أثمان عالية، ناصحاً المقدسيين بالتأكد من أي منتج يشترونه، إن كان مصرحاً من وزارة الصحة أم لا عبر الاتصال على الرقم الخدماتي *5400 .
وختم د. نوباني: " كل ما يتعلق بالصحة، فلا بد فيه من استشارة الطبيب، كما يجب الابتعاد عن كل الدعايات البراقة التي تبدو للعين أنها غير منطقية.
حبوب الزين لقطع الشهية
قرار من وزارة الصحة الفلسطينية بمنع التداول بالمستحضرات التابعة لأمانا كير وزين الأتات
ومن القدس إلى الضفة الغربية، وفي سؤال أول لـ سيرين القاروت من وزارة الصحة قبل التعمق في وضع الأراضي الفلسطينية من حيث الرقابة على تلك المنتجات، فقد أشارت إلى ان دور دائرتها هو تسجيل الأدوية المصرح بها من وزارة الصحة، وعند سؤالها عن امانا كير وزين الدين الاتات وأقراص وأعشاب التخفيف الصينية نفت قطعاً ان تكون تلك المواد مسجلة لدى وزارة الصحة مشيرةً إلى أن تداولها غير قانوني. وإذا وصلت الوزارة شكوى من أحد المواطنين حول تلك الأقراص، فيتم توجيههم لدائرة للرقابة الدوائية التي تتابع الموضوع عبر صيادلة ميدانيين يقومون بفحص تلك المنتجات.
تهريب بالشنطة
المهندس محمد المحاريق الذي يشغل منصب مدير دائرة الجودة في وزارة الصحة، أكد لـ" آفاق" أن منتجات زين الاتات وأخواتها ممنوعة من الاستخدام، حيث تم إصدار كتاب من الوزارة مؤخرا بسحبها من الأسواق( حصلت آفاق على نسخة منه بالإضافة إلى نسخة من الفحوصات المخبرية)، لأنه تبين أنها مسحوبة وممنوعة أصلاً في بلدها الأم لبنان، لكنه عاد ورجح تداولها بالخفية إلى غياب الرقابة حيث لا يوجد قانون يردع أو عقوبة حاسمة، مؤكداً أن تحريم ومنع الأدوية يأتي وفق تحذيرات من منظمة الصحة العالمية، ووزارة الصحة الأمريكية وغيرها من الدول، مع اعتماد شكاوي المواطنين في حال إبلاغهم عن أحد المنتجات.
وحول الشكاوي، فقد أشار المحاريق إلى قصة صديق له أحضر ابنته الشابة التي كانت على وشك الزواج، حيث تناولت أقراصاً للتنحيف من منتجات الأتات، فأصيب وجهها وجسمها بحساسية انتشرت على أثرها الأقراص بشكل رهيب على وجهها وأماكن من جسمها، ما أخّر في زواجها، فتم فحص ما تناولته الشابة مخبرياً فوجد فيه مادة السيبوترامين الممنوعة عالمياً، وبناءً عليه وعلى قرار منع من دول المنشأ، فقد كتب م. المحاريق الكتاب الرسمي الآنف الذكر.
كما ذكر أيضاً لجوء فتاة جامعية شابة إليه كانت قد ذهبت إلى مركز للتجميل من أجل تبييض بشرتها، ولكن النتيجة كانت عكسية حيث أصيب جلدها باحمرار شديد وحساسية، وحين أتت له لتقدم شكوى تحفظت عن ذكر اسم البائعة أو المركز فلم يستطع مساعدتها، محذراً في هذا السياق، من مساحيق التبييض والخلطات التي تحتوي على نسب مبالغ فيها من مادة الهيدروكولون فتؤذي البشرة، مشيراً إلى أنه وحتى الصيادلة المتخصصين، في حال قاموا بتركيب خلطة معينة فعليهم بتسجيلها وفحصها في وزارة الصحة.
لكنه استشهد على سبيل المثال بمنتجات تخفيف للوزن مصرحة من وزارة الصحة، مثل سليم كير المصنع محلياً عن دار الشفاء والمطابق لمواصفات أقراص التنحيف عالمياً وهو مسموح تداوله في الصيدليات، وأيضا منتج "الزينكال" xenical، من شركة روش السويسرية، محذراً من المنتجات الصينية وخاصة الهودباء التي تحتوي على مادة كيماوية ممنوعة وهي السيبوترامين.
"ما يحصل اليوم، هو تهريب بالشنطة" قال المحاريق موصياً بضرورة تنشيط عمل دوريات المفتشين والمراقبين في وزارة الصحة بشكل دوري ومفاجئ على الصيدليات ومراكز التجميل والأعشاب، لأن أصحاب النفوس الضعيفة لا يتوانون عن المتاجرة بصحة الناس.
اللاصقة العجيبة...عجيب أنها لم تخضع للفحص من وزارة الصحة الفلسطينية
وفي إطار آخر ومع انتشار إعلانات كثيرة في الفترة الأخيرة حول منتج ياباني جديد يمتص السموم من الجسم، اتصلت "آفاق" دون الإعلام عن نفسها بـ مندوب اللاصقة السحرية التي يروج لها وتملؤ إعلاناتها المطولة فضائيات الدرجة الثالثة، حيث تم سؤال الشاب المتواجد في رام الله حول مفعولها، أجاب بأنه سحري، وعن سعرها فقال أنها تباع بـ 200 شيقل( ما يعد سعراً مرتفعاً مقارنة بكمية العلبة)، وحين تم الاستفسار عن نيلها التصريح من وزارة الصحة الفلسطينية، قال أنها مرخصة من وزارة الصحة المصرية وهذا يكفي!!.
وحول اللاصقة العجيبة فأشار المحاريق: "يزعم وكيلها الفلسطيني بأنها تباع في الأردن ومصر بشكل حر، ولكن لم تقم الوزارة بفحصها بعد". ذاكراً توجه الوكيل إلى الوزارة لتسجيل تلك السلعة، لكنه لم يستوف جميع الشروط. ما حدا بالوزارة إلى إرسال تحذير إليه بالتوقف عن بيعها، إلا حين يحضر معه كل المعلومات الطبية الكاملة وشهادة المنشأ، الأمور التي يتيقن المحاريق بعدم توفرها لدى الوكيل. ما يعني أنها تباع بشكل غير رسمي.
والسؤال الذي يطرح نفسه من قبل مجلة "آفاق" لماذا تنتظر وزارة الصحة حدوث الضرر حتى تبدأ بالبحث والتفتيش، أليس الأجدر بها بأن تفحص وتتابع ما يدخل المحافظات الفلسطينية حمايةً لمواطنيها، وذلك وفق المقولة العربية الشهيرة "درهم وقاية خير من قنطار علاج".
مرسوم رسمي يحظر منتجات أمانا كير وزين الأتات
وتأكيداً لما قاله م. المحاريق فقد كانت مجلة آفاق البيئة والتنمية قد نشرت في عددها الأخير شباط 2012 تقريراً لرائد موقدي أشار فيه نقلاً عن موقع وزارة الصحة، أنه في الـ 7 من شهر تشرين الثاني من العام الماضي فقد أصدرت الأخيرة مرسوماً يحظر بموجبه تداول منتجات "آمانا كير وزين الأتات" اللبنانيتين في الأسواق الفلسطينية بعد اكتشاف بعض المواد المحرمة دوليا في تركيبة تلك المنتجات، التي تستخدم كمكمل غذائي ولغايات التنحيف وكمواد تجميل والعناية بالبشرة والجسم.
وبحسب ما ورد عن وزارة الصحة الفلسطينية، فإن هذه المستحضرات التي تسوق كمادة نباتية طبيعية تحتوي على مادة السيبوترامين وبقايا سلدينافل الممنوعتين عالمياً.
السيبوترامين: يستعمل كدواء لتنحيف الوزن ولكنه أبعد من السوق بأمر من أغلبية وزارات الصحة في العالم بسبب العلاقة الواضحة بين استعمال هذه المستحضرات وارتفاع نسبة أمراض القلب والأوعية الدموية، كالجلطة القلبية أو الدماغية. بالإضافة إلى أعراض جانبية مثل ارتفاع ضغط الدم وصعوبة النوم والإمساك ومشاكل في النظر والسمع. سلدينافيل: مادة معروفة طبياً وتسوق تحت اسم فياغرا (VIAGRA) لأغراض محددة باستشارة الطبيب المختص، وذلك لأنها قد تسبب مخاطرَ وخيمة إذا أخذت مع أدوية أخرى، وتزيد من دقات القلب وترفع ضغط الدم، بالإضافة إلى صعوبة النوم والإمساك، لذلك يمنع استعمالها بدون وصفة طبية.
الرقابة الدوائية: مستودع مرخص ولاصق الوكيل الرسمي
وقد أكدت د. فاديا سلامة مدير عام الرقابة الدوائية بوجود رقابة على جميع المؤسسات الصيدلانية وذلك من خلال الصيادلة مفتشي وزارة الصحة في كافة المحافظات، حيث توجد لديهم تعليمات بعدم السماح بتواجد أي مستحضر غير مسجل وذلك حسب التعليمات الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية مع ضرورة شرائها من خلال مستودعات مرخصة وتحمل لاصق الوكيل الرسمي.
أما بخصوص المؤسسات الغير صيدلانية (محلات، بقالات وغيرها) فتتم الرقابة عليها من قبل مفتشي صحة البيئة والرعاية الصحية الأولية.
وأضافت بأنه في حال تسلمت وزارة الصحة شكوى بخصوص أي مستحضر، فيتم متابعتها فوراً من قبل دائرة الرقابة الدوائية بالتنسيق مع مدير صحة المحافظة، لإيعاز من يلزم متابعة الشكوى ومن ثم الإفادة بالمعطيات التي وجدها.
د. صيام: انتهينا من الصيدليات فظهرت لدينا مشكلة مراكز الأعشاب والتجميل
د. فواز صيام نقيب الصيادلة في فلسطين منذ ثلاث سنوات، أكد ان قرار سحب الكثير من الأدوية والمكملات الغذائية أقراص التنحيف يأتي بناءً على توصيات من منظمة الصحة العالمية ما ينسحب على السوق الفلسطينية، ودور النقابة يتأتى في مراقبة الصيدليات والمراكز الصحية والمستشفيات ومصانع الأدوية، مؤكدا ان بعض أقراص التنحيف كانت مرخصة كـ الامفيتامين ولكنها منعت بعد ان حذرت منها وزارة الصحة العالمية. وقال ان ما يباع اليوم من منتجات غير مرخصة هو من قبل تجار مهربين، محذراً مما يتم تداوله في مراكز الأعشاب والتجميل والتي لا تخضع لترخيص وزارة الصحة الفلسطينية وتتاجر فعلياً بصحة الناس.
وبالنسبة للصيدليات فقد جرت العام الماضي حملة شديدة لضبط المزور من الدواء عموماً مؤكداً تحريم شراء أي صيدلية لأي دواء دون أن يكون من مستودع مرخص من وزارة الصحة، مشيراً إلى أن المخالف يتعرض لمجلس تأديبي قد يغلق على إثره صيدليته الأمر الذي قد حدث فعلاً، أو تسحب رخصة مزاولته المهنة، مؤكداً أن أي دواء للتنحيف يحتوي على مواد الرديكتالين أو الإمفيتامين او عشبة الهودباء هو خط احمر وممنوع تداوله نهائيا.
وأعلن د.صيام عن كشفه لمحلات تتعامل مع الأعشاب في الخليل، لا تخضع لرقابة وزارة الصحة وتنفرد ببيع خلطات تحتوي مواد خطرة ومخدرة قد تؤدي إلى الإدمان وضعف التركيز، الأمر الذي دفعه لإرسال كتاب رسمي إلى وزير الصحة، يطلب من خلاله ضرورة مراقبة تلك المراكز وإخضاعها للقانون وقد بلّغته الوزارة بأنها ستهتم بالموضوع وترسل مختصين للتحقق من تلك المواد. داعياً كلاً من وزارة الصحة والاقتصاد والنقابات المختلفة لتشكيل وحدة عمليات متماسكة لمتابعة مسائل التهريب، مؤكداً أن الصيدليات اليوم نظيفة من العقاقير والأدوية غير المرخصة.
وعند سؤاله عن سليم كير لتخفيف الوزن ولماذا يسمح تداوله في الصيدليات، فأشار إلى أنه مصنوع وفق المواصفات العالمية التي تعتمد على المبدأ الفيزيائي بمنع امتصاص الدهون وعملية الحرق الغذائي الناتج عن الطاقة الحركية، كما يسمح ببيع بعض المكملات الغذائية والتي رفض ذكر أسمائها حتى لا يسوق لها، حيث تحوي على فيتامينات ومعادن تعطي إحساسا بالشبع لكنها لا تؤذي الجسم.
وختم د. صيام ناصحاً القراء بأن الخبير دائماً هو الطبيب ثم الصيدلاني، وأن أي دواء يأخذ من غيرهما، يعرض مستخدمه للخطر.
د. عطية 99% من مراكز الأعشاب والتجميل غير مرخصة
مدير صحة البيئة د. إبراهيم عطية أشار إلى ان مراكز الأعشاب التي تصنع المكملات الغذائية المساندة ومراكز التجميل في معظمها غير مرخصة.
وأكد د. عطية إلى ان كثيراً من تلك المراكز قد خضع لحملات تفتيش مفاجئة من قبل مفتشي وزارة الصحة ( قسم صحة البيئة) والنتيجة كانت الكشف عن تراكيب أعشاب تحوي موادَ كيميائية، ما دفع الوزارة إلى تقديمهم للمحاكم وإتلاف منتجاتهم وإغلاق محالهم ومراكزهم. ولكنه عاد وأشار إلى أن القانون في البلد لا يردع، حيث يواصل التجار عملهم بالخفية مؤكدا ان ما دخل الأراضي الفلسطينية باسم اللاصقة العجيبة السحرية هو مزور وغير اصلي، مستنداً في شهادته إلى ما أحضره وكيل اللاصقة الفلسطيني من وثائق مزورة تم رفضها وتحذيره من بيعها. لافتاً من جديد إلى أن هناك حالة فوضى في كل ما يتعلق بأقراص التنحيف والقدرة الجنسية لأن الشريحة التي تطلبها تكون محبطة ويائسة فتفتش عمن يبيعها حتى لو كانت بلا جدوى ومضره لهم.
د. الوزني: علب خلطات أعشاب متشابهة بلا اسم أو مكونات على رفوف مراكز للأعشاب
د.كمال الوزني مدير عام دائرة الإجازات والتراخيص في وزارة الصحة، أكد أن مراكز الأعشاب التي تعتمد الأعشاب المصنعة وليس الأعشاب النفل (البابونج، الميرامية والزعتر...الخ)، بل تخلط أعشاباً مع بعضها البعض يجب إخضاعها عند فحصها لقانون الصيدلة الفلسطيني الذي يصنفها دواءً، ما يفرض جملة من الشروط وهي أن يكون مصنّعها صيدلياً مزاولاً للمهنة، ويتم عرضها بشكل واضح من حيث المحتويات الخالية من المواد الكيماوية كونها تندرج تحت فئة الأعشاب، وذلك في صيدلية متخصصة ببيع الأدوية، ويذكر عليها تاريخ الإنتاج والانتهاء.
وقد استشهد د. الوزني بزيارة تفقدية مفاجئة له لأحد مراكز بيع الأعشاب في الخليل، حيث أوهم التاجر بأنه مشترٍ يشكو من أمر ما ويرغب بخلطة سحرية، فما كان من التاجر إلا وعرض عليه تشكيلة من العبوات بيضاء اللون التي تتشابه بكونها بلا اسم أو عنوان أو تفاصيل للمكونات، فما كان من د. وزني إلاّ أن سأله: "افترض أن العبوات اختلطت على الرفوف فكيف ستعرف أن ذاك للقدرة الجنسية، وذاك للتنحيف وذاك للبشرة، فطمأنه البائع بأنه يحفظ مكان الرفوف..الجواب الذي لا ينطلي على الأذكياء والذي استهجنه الوزني معلناً عن صفته واسمه، حيث قام مع مساعديه بسحب البضاعة من المركز وإغلاقه.
وأكد د. الوزني وجود مديريات للصحة العامة تابعة لوزارة الصحة، يفترض أن تتابع التهريب والمراكز الغير مرخصة ولكن كأي دولة في العالم، فهي لا تستطيع أن تستوعب كل الأماكن والدكاكين وحتى المنازل التي تتعاطى بمثل تلك الأمور، مطالباً الشرطة أولاً ثم المواطن المثقف ثانياً بمساعدة وزارة الصحة عبر الكشف عن تلك الأمور الخاطئة، داعياً الناس إلى توخي الحيطة والحذر من تلك الأعشاب غير معروفة المصدر.
وحول مراكز التجميل والعناية بالبشرة فقال د. الوزني: " تم مؤخراً وضع تلك المراكز في هيكلية وزارة الصحة الجديدة، لأنها تدخل ضمن المهن الطبية المساعدة المتعلقة بجمال الجسم أو تشويهه، من خلال مستحضرات تسيء للبشرة وتسلخها، وقد تسبب سرطاناً في الجلد. مشيراً إلى سنّهم لنظام وقانون ينظم ترخيص تلك المراكز، مع إلزامهم بوجود نقابة تمثلهم، وحالياً فالوزارة في صدد ترخيص أخصائيي التجميل ومن ثم مراكزهم.
سهى خوري: الحمية هي عملية نفسية قبل أن تكون جسدية
وختاماً لما بدأته المجلة حول النحافة وأقراصها، فقد أشارت أخصائية التغذية سهى خوري إلى أن أدوية التنحيف هي إغراء الناس المستعجلين واليائسين، حيث يلجأون للحلول المؤقتة لوضع مزمن، دون أن يدركوا أن لمعظمها أضراراً جانبية، عدا سعرها المرتفع والذي يلعب في بعض الأحيان دوراً في جعل الشخص يخفف من طعامه ليوازي السعر الباهظ، فيفقد بعضاً من وزنه لأنه اتبع حمية ما، وليس لأنه تناول أقراص الدواء.
وأكدت خوري بأن معالجة السمنة ليست تغييراً خارجياً فقط، ولكنها في الأساس تأتي من الداخل، عبر تغيير أنماط التفكير والقيم الخاصة بالناس، فالإنسان حتى يخسر وزنه ويحافظ على ثباته عليه أن يتحول من إنسان عاجز ومستسلم إلى إنسان قادر وصاحب إرادة على تحقيق هذا الأمر، وأن يتحول من إنسان ضحية للأكل المشبع بالدهون ومُؤَثّر فيه إلى إنسان صاحب قرار. وأضافت خوري بأن الصفة الثانية هي التفكير في عواقب ما نتناوله، فعلى الشخص التفكير قبل أن يأكل حتى لا يندم لاحقاً، ويكون واعياً لاختياراته وليس خاضعاً لرحمة مشاعره التي تجعله يستسلم ويأكل. وثالثاً أشارت خوري إلى النفسية والتي يجب أن تتحلى بالثقة في النفس والتفكير الايجابي لعمل التغييرات المطلوبة، وختمت بأن الصفة الرابعة التي يجب على متبع الحمية أن يدركها هي المعلومات الغذائية الصحيحة وإتباع حمية سليمة لا تعتمد التجويع بل تعتمد 6 وجبات منتظمة في اليوم لغذاء صحي مفيد يحتوي نسبة السعرات التي يحتاجها الجسم.
القانون لا يحمي المغفلين
ومن خلال عملها أشارت خوري إلى توجه الكثير من السيدات إليها طلباً في الحمية السليمة بعد أن لجأن لأقراص التنحيف غير المفيدة والتي هدرت أموالهن، ويستفز خوري طلب السيدة النحافة لأن لديها مناسبة أو حفل وليس لكي يكون جسمها صحياً ورشيقاً كنمط حياة ثابت.
وقالت خوري: لومي الأول للناس الذين يشترون تلك الأقراص فالقانون لا يحمي المغفلين، وللأسف شعبنا يثق ثقة عمياء بالأمور دون أن يستفسر أو يسأل عكس كثير من الشعوب الأخرى، وكثيراً ما أسأل المراجعات ماذا تناولتِ فلا تعرف اسم الأقراص التي ابتلعتها أو الشركة المصنعة ودائماً يكون الجواب أنها اشترتها من سيدة بعلبة بلا اسم.
ومن تجربتها كقائدة لمجموعات الصحة الغذائية وجدت أن أفضل ضابط ومحفز للمرأة على تخفيف وزنها هو المجموعات التي تتشاطر معها السيدة نساءً أخريات تبادل التجارب والأفكار والدعم النفسي.
وبسؤال للنساء اللواتي انتسبن لدورة الصحة الغذائية التي نظمتها خوري، فقد أشارت إيمان وهي ربة منزل أربعينية إلى استفادتها من الدورة على صعيد الثقافة الغذائية عدا عن فقدانها للكيلو غرامات في جسمها، حيث تجنبت الأكل العاطفي والذي لا يكون بهدف الجوع، وتعلمت الأكل البطيء الذي يزيد من الشبع كما أقبلت على ممارسة الرياضة. بينما استفادت ربى التي تعمل معلمة في مدرسة إعدادية مما تعلمته في الدورة، حيث يشكو احد أبنائها من زيادة في الوزن بينما يعاني الآخر من مرض السكري، ما ساعدها في تعلم طهي الأكل الصحي وفق الهرم الغذائي، كما تعلمت العد لـ 17 ، عند تناولها لقمة الطعام للاستمتاع به والشعور السريع بالشبع.
أما الآنسة هناء فهي عزباء في الثلاثين من عمرها، تؤكد ما حققه البرنامج من مساهمة في تحسين نوعية حياتها وتقوية شخصيتها وإرادتها وتخفيف عصبيتها التي كانت تدفعها لا إراديا لتناول الطعام وذلك قبل الخوض في موضوع تخفيف الوزن والذي أصبح عملية سهلة تباعاً. كما أصبحت تتحكم بنوعية تفكيرها وسلوكها تجاه الآخرين.