نورة العبد القادر، واشنطن - من طرائف ان تكوني مبتعثة عزباء ان اي مكالمة بينك وبين اي كان من الوطن تبدأ بـ “ ما لقيتي لك واحد تتزوجينه؟”وكانني ابتعثت الى مملكة الرجال الشاردين، وان الانجاز المنتظر مني حين عودتي هو اصطيادي لعريس الغفلة وليس شهادة ومعرفة دراسية وتجربة تغير مجرى حياتي .
فمكالمة عابرة دارت بيني وبين احدى صديقاتي في الوطن قبل عدة ايام، ايقظت في راسي شيطانا لا زال يوسوس لي ليل نهار بان اعلن شعار نعم للعنوسة في سبيل الابتعاث. قالت لي صديقتي بكل لطافة وبجاحة: “ الصراحة انتي سافرتي في وقت حرج” .. ومع اني لم اكن بالمزاج الذي يسمح بان اناقشها ولكني وللاسف استفسرت عن سبب هذا الحرج في سفري فاجابت بقلق:
“ يعني لا اللي انتي سافرتي وانتي صغيرة عشان ترجعين وانتي لسا باول او وسط العشرينات ، ولا اللي سافرتي وانتي كبيرة وينقال ما جاها نصيب عشان كذا عادي تطلع !!”
تذكرت حينها معضلة اتخاذ قرار الابتعاث لكل من كن حولي. واخص بالذكر الابتعاث للعزباوات في مرحلة الماجستير ( اللي في مرحلة حرجة) . قد يخيل للجميع ان المعوقات بالغالب تكون حول ايجاد المحرم او رضى الاهل عن فكرة السفر بحد ذاتها، ولكن وللاسف اغلب من كن حولي كن ياخذن في عين الاعتبار وبالدرجة الاولى بماذا سياثر هذا القرار على احتمالية ارتباطها اما في الوقت الحاضر او حين عودتها وهي “محمضة لا تصلح الا للجريش”**
ماذا كان سيضيف لي الزواج وماذا اضاف لي الابتعاث ؟
تعلمت الاعتماد على النفس:
اصرف بمقدار، وادخر بمقدار. ادفع الفواتير. وارتب جدول مواصلاتي وفوق كل ذلك” انا أأكلني ، وانا اشربني، وانا انومني” ليس هناك أم تطاردني بكاس العصير ولا أب يقلق حين عودتي ليلا. انا وانا فقط احمل مسؤولية نفسي . ياهي ثقيلة نفسي :(
تعلمت العفوية:
“مع اني الصج مانيب ناقصة” ولكن ان يكون لي مساحة خاصة لي وحدي ، اعبر فيها عن نفسي باي طريقة كانت، ان الون جداري في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل. ان اتخذ قرارتي بناءا على اولوياتي انا وحدي فاكتشف اني لي شغفا واهتمام في اشياء لم تخطرعلى بالي.
تعلمت ان اواجه اسوء اعدائي، نفسي:
فترة الاكتئاب المصاحبة لاوائل الايام، الوحدة، وبعضا من الفراغ فرصة للتأمل في الذات. ان اواجه نفسي ومخاوفي الحقيقة. ان اخطط لمستقبلي واحاسب نفسي على اخطائها. محاولات لجلد ذاتي في تعدي عيوبي تكون بيني وبين نفسي فقط. دون اقحام الآخرين
تعلمت الانانية:
نشوئنا في مجتمع يفرض عليك وصاية الوالدين ، يتوقع منك البر والعطاء لعائلتك بقدر قد يقلل من طموحك، وان لم ينقص منها فقد يهمشها ويضع فوقها الكثير من الامور التي تتعلق بان تكوني انتِ لمن حولك قبل ان تكوني انتِ لنفسك، فهو الوقت المناسب لان تضعينهم جانبا لتتبعين حلمك انتِ
تعلمت العشره :
ماذا يعني بان اكون من ضمن اقليه ؟مختلفة بين ملايين المتشابهين . وان من يشابهونني قد لا يكونون مشابهون لي سابقا. فالمسلم الغير عربي شبيهي. والعربي من جنسيات اخرى شبيهي واقرب واقرب. ماذا يعني بان اكون خارج وبعيدا عن دائرة الراحة التي بها معارفي السابقين المشابهين لي حد الاستنساخ.
تعلمت الكثير الذي لا يمكنني اختزاله في عشرات الصفحات. لا اعلم ماذا كان سيضيف لي الزواج لو انني لم اسافر. ولكني اكيدة بان رازق الازواج يرزق ايضا خارج المملكة.
محمضة**: تشبيه يقال للفتاة التي تعدت سن الزواج الذي حدد من قبل المجتمع كما يحدد تاريخ انتهاء صلاحية الحليب (حقوق التشبيه لهتون الرشيد)
---
المصدر: مدونة نورة العبد القادر
فمكالمة عابرة دارت بيني وبين احدى صديقاتي في الوطن قبل عدة ايام، ايقظت في راسي شيطانا لا زال يوسوس لي ليل نهار بان اعلن شعار نعم للعنوسة في سبيل الابتعاث. قالت لي صديقتي بكل لطافة وبجاحة: “ الصراحة انتي سافرتي في وقت حرج” .. ومع اني لم اكن بالمزاج الذي يسمح بان اناقشها ولكني وللاسف استفسرت عن سبب هذا الحرج في سفري فاجابت بقلق:
“ يعني لا اللي انتي سافرتي وانتي صغيرة عشان ترجعين وانتي لسا باول او وسط العشرينات ، ولا اللي سافرتي وانتي كبيرة وينقال ما جاها نصيب عشان كذا عادي تطلع !!”
تذكرت حينها معضلة اتخاذ قرار الابتعاث لكل من كن حولي. واخص بالذكر الابتعاث للعزباوات في مرحلة الماجستير ( اللي في مرحلة حرجة) . قد يخيل للجميع ان المعوقات بالغالب تكون حول ايجاد المحرم او رضى الاهل عن فكرة السفر بحد ذاتها، ولكن وللاسف اغلب من كن حولي كن ياخذن في عين الاعتبار وبالدرجة الاولى بماذا سياثر هذا القرار على احتمالية ارتباطها اما في الوقت الحاضر او حين عودتها وهي “محمضة لا تصلح الا للجريش”**
ماذا كان سيضيف لي الزواج وماذا اضاف لي الابتعاث ؟
تعلمت الاعتماد على النفس:
اصرف بمقدار، وادخر بمقدار. ادفع الفواتير. وارتب جدول مواصلاتي وفوق كل ذلك” انا أأكلني ، وانا اشربني، وانا انومني” ليس هناك أم تطاردني بكاس العصير ولا أب يقلق حين عودتي ليلا. انا وانا فقط احمل مسؤولية نفسي . ياهي ثقيلة نفسي :(
تعلمت العفوية:
“مع اني الصج مانيب ناقصة” ولكن ان يكون لي مساحة خاصة لي وحدي ، اعبر فيها عن نفسي باي طريقة كانت، ان الون جداري في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل. ان اتخذ قرارتي بناءا على اولوياتي انا وحدي فاكتشف اني لي شغفا واهتمام في اشياء لم تخطرعلى بالي.
تعلمت ان اواجه اسوء اعدائي، نفسي:
فترة الاكتئاب المصاحبة لاوائل الايام، الوحدة، وبعضا من الفراغ فرصة للتأمل في الذات. ان اواجه نفسي ومخاوفي الحقيقة. ان اخطط لمستقبلي واحاسب نفسي على اخطائها. محاولات لجلد ذاتي في تعدي عيوبي تكون بيني وبين نفسي فقط. دون اقحام الآخرين
تعلمت الانانية:
نشوئنا في مجتمع يفرض عليك وصاية الوالدين ، يتوقع منك البر والعطاء لعائلتك بقدر قد يقلل من طموحك، وان لم ينقص منها فقد يهمشها ويضع فوقها الكثير من الامور التي تتعلق بان تكوني انتِ لمن حولك قبل ان تكوني انتِ لنفسك، فهو الوقت المناسب لان تضعينهم جانبا لتتبعين حلمك انتِ
تعلمت العشره :
ماذا يعني بان اكون من ضمن اقليه ؟مختلفة بين ملايين المتشابهين . وان من يشابهونني قد لا يكونون مشابهون لي سابقا. فالمسلم الغير عربي شبيهي. والعربي من جنسيات اخرى شبيهي واقرب واقرب. ماذا يعني بان اكون خارج وبعيدا عن دائرة الراحة التي بها معارفي السابقين المشابهين لي حد الاستنساخ.
تعلمت الكثير الذي لا يمكنني اختزاله في عشرات الصفحات. لا اعلم ماذا كان سيضيف لي الزواج لو انني لم اسافر. ولكني اكيدة بان رازق الازواج يرزق ايضا خارج المملكة.
محمضة**: تشبيه يقال للفتاة التي تعدت سن الزواج الذي حدد من قبل المجتمع كما يحدد تاريخ انتهاء صلاحية الحليب (حقوق التشبيه لهتون الرشيد)
---
المصدر: مدونة نورة العبد القادر