السلام عليكم
عدنا كما وعدنا بحمد الله..
1- مما لايخفى على أحد أن الصراع بين الحق والباطل قائم, وأن الله تعالى يبتلي عباده المؤمنين بالخير والشر, وكل شيء كائن إنما هو بتقدير الله تعالى وإرادته.
هذه من المهم أن نفقهها, أما مسألة إعادة نشر الرسوم.. فمما لايخفى على ذي عقل أن العداء للإسلام والمسلمين كان من عهد النبي صلى الله عليه وسلم, فقد جاهرت العرب عامة وقريش خاصة النبي عليه الصلاة والسلام العداء والتهكم به وبدعوته, فقالوا عنه ساحر كذاب وشاعر ومجنون ومتقول, وغير ذلك كثير...
فالعداء موجود ولاجديد في الأمر, لكن الذي اختلف هو حكمنا على ذلك الحدث, فقد كان عند الرعيل الأول من الصحابة والسلف الصالح أن الكلام على مقام النبوة كلام تجاوز به صاحبه الخطوط الحمراء كلها وصار مستحقا لأن ينزل به عقاب الله تعالى بقدرة الله أو بتقدير أسباب يراها الناس لتكون لمن بعده عبرة, وقصة ابن خطل المشرك خير شاهد فعندما فتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة ووجد ابن خطل متعلقا بأستار الكعبة أمر بقتله لأنه كان يؤذي النبي عليه الصلاة والسلام والقصص في هذا الباب أشهر من أن تروى فكيف وهو خليل الله ورسوله وإذا كان الله تعالى يدافع عن المؤمنين(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاؤُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ). فكيف برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو إمام المرسلين وخاتمهم بأبي هو وأمي.
ولذلك فإن سبب هذه العداء السافر هو الحقد والحسد (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمُ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ) إنهم يعرفون النبي صلى الله عليه وسلم, ولكنه العداء إذ كانوا يرجون أن يكون نبي آخر الزمان من بني إسرائيل ولكنه جاء من أرض الجزيرة, وهو أشرف من وطئت قدماه الثرى عليه الصلاة والسلام ولذا قال تعالى (وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ).إن بعثة النبي صلى الله عليه وسلم من العرب إشارة إلى انتقال جديد لعهد السيادة والقيادة لأمم البشر بأنها ستكون لأتباع محمد عليه الصلاة والسلام, فهل يعي أبناء الأمة ذلك؟؟.
2-مشكلة هذا الإنقطاع هو الحماسة الغير مقننة, نحن أصحاب ردود أفعال فحسب ليست لدينا في الكثير من المواقف أحداث فاعلة نصنعها بأنفسنا, وهذا أمر قل من يتنبه له من المسلمين.فماهي إلا أسابيع حتى تلاشى الحماس وتوقف تماما ولذلك أسباب كثيرة يأتي في مقدمتها شعور هذه الشعوب بالإحباط وخيبة الأمل حدالصدمة من مواقف دولهم سياسيا واقتصاديا إضافة لتفكك هذا التضامن الشعبي بسبب أزمات الثقة بين هذه الشعوب والمجتمعات في بعضها البعض وبلبلة الظنون فيمن هو جاد ومن هو غير جاد ومتردد ومن هو متخل عن المقاطعة إضافة لتراجع الزخم الإعلامي وعودة الإنتعاش الإقتصادي للدول المعنيه
كما أنه من القواعد التي يجب أن لاتغيب عن بال أحد منا أن القوم عبدة درهم ودينار, ولايهم الواحد منهم إلا رصيده وحساباته, وقد أشغلهم الله تعالى بدنياهم فأضاعوا الدين والدنيا – إلا من وفقه الله لعمل صالح- والمراد أن هذه اللغة لها عندهم تأثير وهي ذات تأثير بالغ أيضا, فضلا عن أن دول المسلمين هو السوق المناسبة لتسويق منتجاتهم وبضائعهم وامتناع السوق الأكبر لهم عن المداولة خسارة رهيبة.
وقد أشارت إحصائيات عن المقاطعة الأولى إلى تسجيل أرقام رهيبة من الخسائر خلال أيام فقط.. فكيف لو استمرت.
3-نحن هنا وبكل أسف نفقد هويتنا الإسلامية واعتزازنا بديننا, لقد أصبحت بعض الأمور لدينا نظريات تقبل النقاش والطرح على طاولة المفاوضات بينما كانت وإلى الأمس القريب مسلمات لاتقبل الجدل.. وليس هذا خللا في فهمنا الأول ولكن لأننا صرنا نرضخ لما يسمى بضغط الواقع أو في أسوأ الأحوال (ضغط الجمهور) الذي يفرض علينا مايريد ثم يتحول هو إلى مشجع على مدرجات المشهد.وأفعالنا القاتلة التي تصيبنا نحن دائما في مقتل قبل أن تصيب غيرنا بدليل أننا لازلنا نعاني وبكل ذل من تبعات 11سبتمبر حتى وصل الأمر إلى العبث في مناهجنا الدراسية على كافة المستويات والدرجات على أيدي الأنجاس الجدد حتى تجرؤا وتطفلوا على الكتاب والسنة المطهره
الموضوع ولاشك مليء بما يمكن اضافته لكني أترك المجال للآخرين لفتح أفق أوسع للمناقشة.
مواقع النشر