حقيقة دعوتهم إلى التقريب :

كثيراً ما نسمع ونقرأ الدعوة إلى التقريب بين السنة والشيعة ( الرافضة ) عبر قناة فضائية أو مجلة أو صحيفة ، ويروج لهذه الدعوة بأمور:
1/ محاولة إثبات أن الرافضة مذهب من المذاهب الفقهية كالمذهب المالكي والشافعي والحنبلي، فيسمون دينهم بالمذهب الجعفري ، ومثل هذا لا يروج على من كان ذا معرفة بدين الرافضة ولو معرفة قليلة ، كما تقدم بيان شيء من معتقداتهم الكفرية في كتبهم ، وجعل الخلاف بين المسلمين ودينهم كالخلاف بين المذاهب الفقهية في المسائل الفقهية لا العقدية مع اتفاقهم في أكثر المسائل الفقهية كذبة أشد وضوحاً من الشمس في رائعة النهار لدى أهل المعرفة والدراية والبرهان.
2/ أن العدو الكافر النصراني يهدد المسلمين في أراضيهم وثرواتهم وأديانهم ؛ لذا لنكن مع الرافضة صفاً واحداً لرد عدوان هذا العدو الباغي ، وهذا كثيراً ما يردده بعض الإسلاميين من الإخوان المسلمين ومن تأثر بهم والعقلانيين .
والرد على هذا من أوجه :
أ‌- أن الرافضة أشد كفراً من النصارى لأن دينهم دين شركي فهم مشركون بخلاف النصارى فإنهم أهل كتاب مع كون الجميع كافراً عدواً لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم.
ب‌- أن الرافضة قد خانوا المسلمين في أحداث كثيرة مضت ومعاصرة ، فمن ابن العلقمي؟ ومن الذي أعان التتار المغول على المسلمين ؟!
ت‌- أن أساس مواجهة الأعداء تقوم على تقوى الله والقيام بدينه وفي مقدمة ذلك التوحيد قال تعالى (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً ) ، وتوحيد الصف وحشد الجمع على خلاف دين الله لا ينفع ألم تر إلى ذنب العجب كيف بدد جموع المسلمين يوم حنين قال تعالى ( وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً ) .
ثم إن الله عاب على اليهود اجتماعهم في الظاهر مع اختلافهم في الباطن كما قال تعالى ( تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ) فكيف ندعوا إلى ما عابه الله ؟!

المصدر
كتاب / القول المبين في الرد على الرافضة
للشيخ عبد العزيز الريس