السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شُغلنا وانشغلنا خلال الأسابيع والشهرين الماضيين ومايزيد وتحديدا من بداية العام الميلادي 2011 بالثورات العربية في بعض البلاد العربية ابتداءا من ثورة تونس التي فجرها الشاب محمد البوعزيزي التونسي والتي استغرقت وقتا قصيرا ولكنه قياسي تلتها الثورة الشبابية الأخرى في مصر والتي لم تستغرق وقتا طويلا هي الأخرى ثم تلتهما ثورة ليبيا قرب جحر أبو زنقه وتزامنت معها ثورة اليمن اللتان لاتزالان في أوج تأججهما نارا ودمارا من خلا إذكاء أوارها على أيدي القذافي وأبنائه وأزلامه وصالح وزبانيته والثمن غال جدا وهو شلالات من دماء شباب وشيب تلك الدولتين تلك الدماء الزكية الطاهرة الغالية التي أرخصها من أرخصها لتسيل كما لوكانت قرابين تسفك وكأنها في أعين الطغاة مياه آسنة تجري في محيط كراسيهم
والآن الوضع محتدم جدا في سوريا وهو يتصاعد كل يوم حتى أصبحت دماء الثوار وقودا سريع الإشتعال يقدم أعدادا تصاعدية في أعداد الضحايا
فهؤلاء الحكام ليس في رقاب تلك الشعوب العربية المسلمة بيعة لهم فبعضهم يتشدق أي هؤلاء الحكام أنهم ولاة أمر وأن شعوبهم خرجت عليهم بينما الحقيقة أنهم جاؤوا بعد اغتصاب الحكم الشرعي من الملوك الشرعيين ونصبوا أنفسهم مكانهم بل وورًثوا وحاول بعضهم التوريث وكأنما هم الملوك الشرعيين أو خيل لهم من فرط جنون العظمة في نفوسهم
دعونا نتوقف هنا للتأمل في حكمة الله تعالى في هذه الثورات التي جائت نتاج طبيعي لرفض السيطرة والتسلط وتكميم الفواه ومصادرة العقول من هؤلاء الحكام وتعالوا تأملوا في الأنظمة الملكية الأوربية التي حافظ عليها الأوربيين ويفخرون ويعتزون بها كأنظمة تحفظ وحدة البلاد واستقرارها بغض النظر عن دساتيرهم وآيدلوجياتهم ودياناتهم التي تختلف عن دستورنا وديانتنا فبعد رسول الله صلى الله عليه وسلم جائت الخلافات الإسلامية الشرعية بالمبايعة أو البيعة على الكتاب والسنة والحمد لله أننا الشعب الوحيد في العالم المعاصر الذي يتمسك بالكتاب والسنة كدستورونظام صلبه البيعة الشرعية فمن ترك أمرا من أمور الشرع أحوجه الله إليه فنسأل الله أن يحفظ علينا ديننا الذي فيه عصمة أمرنا ويصلح ولاة أمرنا ويرزقهم البطانة الصالحة التي تدلهم على الخير وتعينهم عليه
مواقع النشر