أسود رمادي



أستطردت أم محمد تروي قصتها
تزوج أبو محمد والكل حضر زواجه حتى أولادها وأبنتها
وبقيت هي بمفردها في البيت
وأخذت تستعرض ماضيها حيث كانت سيدة هذا البيت وحدها
وماهي الا ساعات حتى تأتي من تشاركها فيه مناصفة
ولا تدري ماذا تخبئ لها الأيام!!
مضى الوقت عليها ثقيلاً على غير العادة
بكت وتزفرت وعادت تهدئ من وجلها وتطمئن نفسها
بأنها ليست الوحيدة من بين النساء التي يتزوج عليها زوجها
في العرف أن للعروس سبعة ليال يقضيها الزوج معها ثم يبدأ في العدل في المبيت
عاد أبو محمد هو وعروسه للبيت حيث أم محمد تتأهب للقياهم ولو لم تكن راضية
عاد يسبق أمه وأبنائه الذين بقوا في محفل العرس
ثم قالت بحزن شديد:
لم يجاملني تلك الليلة ولم يجلس معي هو وعروسه ولو نصف ساعة
بل تناولوا العصير مجاملة وهم وقوف ثم أمسك بيدها وصعدوا للأعلى
كانت الدموع وحدها هي ترجمان حالي حيث لم يبقى في البيت قطعة من أثاث ما غرقتها بتلك الدموع
سيصلون بعد قليل فأسرعت أجفف دموعي وأضع بعض المساحيق على وجهي حتى لا يشمت بي شامت ولا يشفق علي منهم أحد
عادت خالتي أم زوجي ومعها أولادي
ظننت أني سأبقى كما خططت قوية لا أبدي لهم ضعفي
ولكن ما أن رأتني خالتي حتى فتحت لي ذراعيها وحضنتني باكية وتربت على كتفي
وتعدني بأن الأمور تسير للأفضل
ثم أجهشت باكية وكأنه مات لي ميت
ناولتني خالتي مبلغ من المال وعلبة يها خاتم وأسورة كانت قد قدمت مثلها للعروس.
كنت أترقب ساعة يخرج يها أبو محمد منهار باكياً يعلن لي يها أنه لم يستطيع البعد عني
كنت أترقب أن يرمي عليها الطلاق سريعا لأنه لن يجد من تسد مسدي
أحلام عشتها ذهبت هباءاً مع الرياح وبقي الواقع الأليم
ضحكات أبو محمد وعلامات السعادة والسرور ترتسم على محياه في كل خروج ودخول
بددت كل حلم وغرست سهام الحزن في قلبي
وفي الليلة الرابعة لهم في مخدعهم والذي كانت غرفتي تجاور غرفتهم في الدور الأعلى
أنقطع التيار الكهربائي من البيت كله
بل من الحي الذي نسكنه