كنت أسكن بجوار هذا الرجل الأسطورة وكانت لي علاقة بزوجاته الثلاث
واللواتي تغلب على ما يكون بينهن كضرائر بقوة شخصيته
أبو محمد
كان رجلاً كريم سخي جواد
موسر الحال حيث كان يسكن في فيلا دورين جعل أم أولاده زوجته الأولى وهي من منحها لقب ( للعيال )
أي أنها تتقن مهارة تربية الولد في الدور العلوي
وزوجته الثانية في الدور السفلي حيث مجالس الإستقبال والضيافة
وهي من منحها لقب للرجال أي تجيد فن الطهي ولا تكل ولا تمل
أشترى الأرض المجاورة لبيته والتي تطل عليها نوافذ منزلي
وجعل جزء منها منزل صغير لزوجته الصغرى ربطه بزوجته الأولى بسرداب يصل البيتين مغلق
وما تبقى قام بزراعته ووضع فيه بيت من الشعر ومسبح وأصبح حديقة غناء تسر الناظرين
كنت أسكن في البيت وولدي وخادماتي وسائقي
حيث كان زوجي يعمل خارج البلاد وكان يستودعنا عند جارنا أبو محمد
ونعم من يستئمن ونعم الرجل
جعلني من ضمن نساءه وأصبحنا بدل الثلاث أربع
رغم إعتراضي مسبقاً إلا أنه تغلب على كل ما وضعناه أمامه من عقبات
كان أبو محمد رجلا يعدل بين زوجاته وكان يقسم بضاعته في مكانها الذي يشتريها منه
أدرجني أبو محمد من ضمن قائمته
ولم أعد أستغرب أن أرى اللحوم والخضار والفواكه وهي تملاء بيتي
ولم يكن يتناول من طعامه شيء مالم يرسل لنا قبله
كنت أهاتف زوجي وأبلغه أولا بأول
فقال يتباهى علي بهذا وهل ستظنينني سأتركك وحدك بلا دراسة
فالجار قبل الدار
توطدت علاقتي بزوجاته فمنحني الله ثلاث أخوات كل واحدة منهن أطيب من أختها
دخلت عميقاً في أسرة أبو محمد
وكنت في البداية لا تعجبني سيرته وتعدد الزوجات وفرضه التعايش بينهن سوية في حضرته
لم تكن كلماته والتي كانت محور الحديث في مجالس زوجاته تطربني حيث كنت أشعر بشيء من التنقص في حق المرأة
سافر أبو محمد خارج البلاد لمدة شهرين للعلاج
وصل الأمر بنا أن كنا نجتمع في حديقته وننام سوية أمه وأنا وأخواته وزوجاته
غاب أبو محمد جسدياً لكنه كان حاضراً في قلوب زوجاته
فكل ما عودهن عليه كانوا يطبقونه بحذافيره
عطلة الأسبوع هي محور تجمع كافة أفراد عائلة أبو محمد
فكانت الزوجات يحافظن على هذا الأمر حتى في غيابه ما زاد عن ذلك سوى أن كل واحدة منهن زادت بإحضار والدتها
كان سر إندهاشي بالذي يجري هو
هل كان محافظة زوجاته على نظامه فيهن خوفاً منه أم حباً فيه؟
هذا ما سنعرفه بإذن الله حين نعود
مواقع النشر