هناك من القضايا ما يستدعي مشورة الأمة وهو ما يعرف اليوم باستفتاء الأمة حول قضاياها المصيرية، وهناك من الأمور ما تكفي فيه مشورة فرد أو أكثر من أبناء الأمة، والشورى قد تكون بمبادرة أحد أبناء الأمة كما حدث من الحباب بن المنذر يوم بدر، وسلمان الفارسي يوم الخندق، وقد تكون الشورى بمبادرة من ولي الأمر فيما لم يظهر له فيه وجه الصواب، أو فيما ظهر له فيه وجه الصواب، بقصد إظهار الحق الذي ظهر له للرعية، استجلابا لمودتها وكسبا لثقتها وتأييدها في ذلك الأمر، فأبناء الأمة ذكورا وإناثا، شبابا وشيوخا من ذوي الأهلية والرشد والخبرة والعلم والأمانة كلهم أهل للشورى، يقول ابن عباس رضى الله عنه : ( كان القراء أصحاب مجلس عمر ومشاورته كهولاً كانوا أو شبابا ) وقد استشار رسول الله في حادثة الإفك من شباب الصحابة عليا وأسامة رضى الله عنهما، ومما جاء من كلام عمر رضى الله عنه عن الشباب ( لا يمنع أحدكم حداثة سنه أن يشير برأيه، فإن العلم ليس على حداثة السن أو قدمه، ولكن الله يضعه حيث يشاء ) والمرأة من أهل الشورى خاصة في الأمور التي تدخل ساحة خبرتها ومعرفتها، فقد استشار رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سلمة رضى الله عنها في صلح الحديبية وأخذ برأيها، واستشار عمر ابنته حفصة رضى الله عنهما في المدة التي تصبر فيها المرأة عن زوجها الغائب وأخذ برأيها، كما أرشد القرآن الكريم إلى مشاورة المرأة في إفطام الصغير،
مواقع النشر