الفطيحة، وشهدان وصبيا من أهم أودية منطقة جازان

[عيضة ردة السرحان]

الموسوعة العالمية، انترنت (كيوبيديا) تشتهر منطقة جازان بأوديتها الكبيرة والمتعدِّدة والتي تزخر بالمواقع البيئية والسياحية الجميلة، حيث الأشجار والغابات والسهول والواحات والجداول المياه والبحيرات.


- وادي الفطيحة

ومن أشهر أودية منطقة جازان وادي الفطيحة في محافظة بيش، أحد أجمل الأودية التي يمكن زيارتها والاستمتاع فيها بالوقت على الإطلاق، وهو أحد أجمل المواقع السياحية البيئية في المملكة لما يمتاز به من طبيعة خلابة لكثرة أشجاره وجداوله المائية.

و الأودية هي الوجهة المفضلة لكثير من الزوار وعاشقي الطبيعة، ومنها وادي الفطيحة والذي يعتبر من الخيارات المناسبة للكثير من العائلات والأسر وهو يعتبر من أجمل أودية منطقة جازان، ويقع شمال شرق محافظة بيش، حيث يبعد عنها حوالي 38كم ويبعد حوالي 107 كيلومترات من مدينة أبها، وعن محافظة الدرب مسافة 44 كم.

واكتسى مجرى وادي الفطيحة بالخضرة التي اخترقها جريان جداول المياه الممتدة من بداية الوادي حتى نهايته، فضاقت في أماكن واتسعت في أماكن أخرى، ما يجعل المتنزهين يفترشون جنبات الوادي مستمتعين بمناظر جريان المياه التي يوازيها في جمال المنظر الهواء العليل التي تملأ المكان بعبقها.

ويمتاز الوادي بجريان المياه طوال العام، حيث يغذيه فائض سد وادي بيش، ما يمنحه الخضرة الدائمة، والمساحة الكبيرة في رقعة المراعي الطبيعية التي تستهوي الكثير من الزوار.


- وادي الفطيحة وقرية الحلقة

وأما وادي شهدان بامتداده فيعتبر موقعًا طبيعيًا جميلاً، وتتميز نقاط منه بجمال فائق كموقع كما يسميه البعض -وعال أو الكتف- ويقصد كثيرًا للتنزه والرحلات وخاصة من العائلات، ويشهد الوادي اخضرارًا وجمالاً لكن المواقع الأجمل يصعب الوصول لها بالسيارة وتقع خلف سد وادي شهدان -تحت الإنشاء-، حيث يتميز الوادي بكثرة من أشجار «الدوم» وغيرها، وعلى غراره أحد أجمل الأودية وهو وادي «رزان» بمحافظة هروب الذي يتميز بكثافة الأشجار وتربته البيضاء.

وفي محافظات جنوب جازان كثير من الأودية والمواقع السياحية كالعين الحارة وأودية محافظة العارضة والحرث.

ومن الأودية المهمة أيضاً في المنطقة وادي صبيا، وهو أحد أكبر أودية المنطقة وتوجد فيه الكثير من الواحات والغابات والأشجار.

وللوادي عدة روافد أساسية منها: وادي قصي، ووادي دامس، حيث يلتقي وادي دامس بوادي صبيا في موضع يسمى المنقعرة والذي يقع إلى الغرب من قرية العرافي التابعة لصبيا وتبعد عنها بنحو كيلومتر واحد، أما وادي قصي فإنه يلتقي مع وادي دامس ووادي صبيا في موقع يطلق عليه المجمع وهو يقع إلى الشرق من قرية جر جبريل.


- وادي شهدان (جريان دائم) من جبال الصهاليل والعزيين عابراً سهول تهامة وصولا الى البحر

سعودي يبني جسراً فوق مجرى سيل في جوة شهدان
نادية الفواز (العربية.نت) في ظل وجود الأمطار المستمرة طوال العام على العديد من محافظات جازان -جنوب غربي السعودية- حاول الأهالي إيجاد حلول لانقطاعهم عن المواقع المجاورة بسبب جريان سيول الأمطار، والتي عادة ما تكون بين جبال متجاورة، حتى تمكن أحد أهالي قرية "جوة شهدان" في محافظة هروب شمال شرقي منطقة جازان، من إنشاء "جسر حديدي" لربط ضفتي وادي شهدان.



المواطن علي الصهلولي، تحدث إلى "العربية.نت"، قائلاً إن الجسر تم تشييده قبل 10 سنوات على نفقته الخاصة، وهو مصنوع من الحديد، حيث يربط ضفتي الوادي ويخدم 10 أسر موجودة في القرية، وقال: "سبب إنشاء الجسر، عندما يمر السيل بالوادي يخلف دمارًا، ولا تستطيع السيارات العبور، ما دعاه لإنشاء الجسر، الذي ظل صامدًا منذ 10 سنوات وحتى الآن، والسيارات والشاحنات الصغيرة تعبر من خلاله والتي يقل وزرنها عن 8 أطنان".

وأضاف: "قمتُ بتأمين الجسر بكميات من الحديد، وعمل قواعد جانبية من الإسمنت، وكنت أسحب الحجارة والحديد من الجبل حتى موقع الجسر، ولله الحمد تمكنت من إنشائه وظل صامداً حتى الآن".


- الجسر في جوة شهدان

من جهته أكد رئيس بلدية هروب المهندس أحمد حكمي، يجري حالياً عمل دراسة في مكتب هندسي لتحديد احتياجات الموقع، والبلدية تسير في الخطوات الأخيرة لهذا المشروع، والمكتب الاستشاري هو من سيحدد نوع المشروع الواجب توفيره في الموقع، واحتياجه لجسر، وتحديد التكلفة الإجمالية للمشروع.

وقال: "الجسر خدم سكان الموقع طوال العشر سنوات الماضية وقت مواسم الأمطار، في حين أن البلدية مسؤولة عن المواقع داخل النطاق العمراني، أما المواقع الموجودة خارج النطاق العمراني، فهي تتبع وزارة النقل".

وأضاف: "موقع جوة شهدان يضم عددا من المنازل القليلة، كما أنه بعيد عن الكتلة السكانية في محافظة هروب، كما أن الطريق وعر وبعيد، والبلدية عملت على دراسة الموقع بهدف تحديد الخدمات الهامة، على أن يتم إرسال هذه المعلومات والدراسة لوزارة النقل بحكم اختصاصها".

[مهى جيزان]

جيزان (واس) تزدان جغرافية منطقة جازان بتنوع تضاريسها، إذ تنحدر أوديتها من الجبال الشرقية، وتنحدر مياهها عبر الأزمنة المتعاقبة لترسم ملامح الحياة، فازدهرت على ضفافها القرى والمدن، وأطلقت نهضة زراعية مدعومة بمياه وفيرة، وأراضٍ خصبة، ومراعٍ واسعة، وأشجارٍ باسقات، وحقول خضراء تحفها ترانيم الطيور وتزينها سنابل الذرة.


20 ربيع الآخر 1447هـ 12 أكتوبر 2025م

وقد سجَّلت كتب المؤرخين وقصائد الشعراء ذكر تلك الأودية عبر العصور، حتى غدت معالم تاريخية مشهورة بجمالها الطبيعي وغطائها النباتي وزراعتها الموسمية:



ومن أبرز الأودية الجنوبية أودية:

• وادي ابن عبد الله،
• وادي تَعْشر،
• وادي المغيالة،
• وادي خُلب،
• وادي الخُمس،
• وادي مقاب،
• وادي لِيَهْ،

أما أودية النطاق الأوسط، فأشهرها:

• وادي جازان،
• وادي ضمد،
• وادي صبيا،
• وادي نخلان،
• وادي شهدان،
• وادي بيش،

وفي الشمال تبرز أودية:

• وادي السِر،
• وادي الرّدحة،
• وادي سمرة،
• وادي بَيض،
• وادي عتود،
• وادي ريم.

ويستعرض الباحث محمد بن حسن أبوعقيل تاريخ أودية جازان كما ورد في مؤلفات المؤرخين، مشيرًا إلى أن الهمذاني ذكر وادي تَعْشر، والمُلْحة، وجُحْفان، والمغْيالة، وخُلب، وليَهْ، وصبيا، وبيش، كما تناولها ياقوت الحموي، وعبدالله النعمان... وغيرهم، إلى جانب ورودها في قصائد الشعراء القدماء؛ مما يؤكد تاريخها العريق وأثرها الاجتماعي العميق في حياة الأهالي، حيث ظلّت رمزًا للحياة والعطاء المتجدد في رفد الأراضي الزراعية.



ويتحدث أبوعقيل عن الارتباط الوثيق بين الأودية وحياة الإنسان في جازان، إذ كانت تباشير الفرح الموسمي تبدأ مع سماع الرعد وهطول المطر، ثم مع "الخَبَان" -أي رائحة السيل التي تحملها الرياح- مبشّرة بجريانه، فيخرج المزارعون منصتين لصوت السيل يهزّ جنبات الوادي، متجهًا نحو "العقوم"،،،



وهي السدود الترابية (ردوم) التي تنظم سقي الأرض، وهناك يوجّهون المياه من مزرعة إلى أخرى في "ليل المساقاة"، ذلك الطقس الزراعي القديم الذي كان علامة انتهاء الجَدْب، وبداية موسم الحرث والزرع.



ويشير إلى أن جريان الأودية كان موسمًا متجددًا لزراعة الذرة بأنواعها، والسمسم، حيث تتحول المنطقة إلى حقلٍ واسعٍ ينبض بالحياة الزراعية التي تتوالى مواسمها بدءًا من موسم "الخريف" في 23 أغسطس، ثم "مذرة المخرط" في 16 أكتوبر، يليه موسم "السعودات" في 31 ديسمبر، فموسم "المقدم" في 28 يناير،،،،



وتشتهر جازان بزراعة الذرة الرفيعة بأنواعها: البيضاء، والحمراء، والشهلاء (الشاحبي)، والقهرية، والغرْب، إضافة إلى الذرة الصفراء المعروفة بـ"حَبُّ الروم".



وأسهم ارتباط الأهالي بالأودية في جعلها محورًا للحياة في جازان اجتماعيًا وثقافيًا وسياحيًا واقتصاديًا، فعززت من مكانة المنطقة بصفتها وجهة سياحية متميزة على مستوى المملكة، وأضحت مقصدًا لعشاق الطبيعة والهدوء،،،



بما تزهو به من مشاهد خلابة تحتضن حقول الذرة والسهول الخضراء، وتتناثر حولها أشجار الأثل والأراك والسَّلم والنخيل والسُّمر، كما شهدت ضفاف الأودية اهتمامًا متزايدًا بإنشاء المزارع الريفية التي باتت خيارًا مثاليًا يمنح الزوار تجربة فريدة في أحضان الطبيعة.